في الوقت الذي مازال الجدل دائراً في المجتمعات الإسلامية منذ سنوات طويلة حول ارتداء المرأة المسلمة للنقاب بين الفرض والسنة، كشفت دراسة حديثة أجرتها طبيبة مصرية "منتقبة" عن تأثيرات صحية سلبية للنقاب علي الفتيات والسيدات اللواتي يرتدينه أبرزها البدانة ونقص فيتامين "د" والتهاب الشعب الهوائية. التفاصيل في السياق. الدراسة الجديدة تعد واحدة من بين أربع دراسات أجريت عن تأثير النقاب، وكانت الدراسات الثلاث التي سبقتها سعودية، جميعها عن تأثير النقاب علي صحة المرأة وكانت الدراسات الثلاث أثبتت أن للنقاب تأثيرا سلبيا علي التنفس وعلي الوظائف الحيوية للجسم، وهو ما اتفقت عليه رسالة ماجستير بكلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة عن تأثير ارتداء غطاء الوجه (النقاب) علي وظائف التنفس ولكن اختلفت في النتائج، حيث رصدت تأثيرات إيجابية وأخري سلبية. الدكتورة منال موسي تنصح ب"كي النقاب" لقتل الميكروبات العالقة تقول صاحبة الدراسة الدكتورة منال موسي أخصائي العلاج الطبيعي بمستشفي الجلاء إن للنقاب أنواعا حسب الزي الشعبي لكل دولة فهناك النقاب الأفغاني ويسمي "الغدور" أو البرقع وهناك النقاب الكامل (الخليجي) الذي تظهر منه العينان فقط، ونصف النقاب الذي يظهر منه الحاجب وجزء من الأنف، وبعيداً عن كوني منتقبة فقد أعددت دراسة لأبحث فيها عن تأثير ارتداء النقاب علي وظائف التنفس لدي السيدات المصريات وذلك بإجراء مقارنه بين وظائف التنفس لعدد من السيدات المنتقبات وغير المنتقبات المصريات الصحيحات، خاصة مع ارتفاع عدد المنتقبات في مصر من 9% عام 2009 إلي 17% هذا العام. وأشارت الدكتورة منال إلي أن هناك ثلاث دراسات سبق أن أجريت في السعودية في الاتجاه ذاته، الأولي انتهت إلي أن ارتداء النقاب يقلل وظائف التنفس، والثانية أفادت بأن ارتداء النقاب يزيد من نوبات أزمات الجهاز التنفسي، والدراسة الثالثة مبنية علي الدراستين السابقتين وانتهت إلي أن النقاب يقلل من وظائف الجهاز التنفسي ويقلل من النشاط الوظيفيfunction activity والوظائف الحيوية للجسم عن طريق عمل دراسة علي المنتقبات أثناء المشي. أما دراستي فقد اختلفت عن الدراسات السابقة من حيث العينة فقد اتخذت عينة 160 سيدة من المترددين علي العيادات الخارجية لمستشفي المطرية التعليمي وعلي عدد من السيدات الدارسات بمعهد دار الأرقم للدراسات الإسلامية وعلوم القرآن تتراوح أعمارهن فتتراوح 30 - 45 عام وتراوح متوسط كتله الجسم للسيدات موضع الدراسة بين (25-34.9) كج/م2 وتم إجراء الفحص الطبي بواسطة الطبيب المختص واستبعدت اي سيدة مصابة بأمراض الجهاز الدوري أو التنفسي أو أمراض الجهاز الحركي أو أية أمراض تعوق أداء السيدات لاختبار وظائف التنفس. وتم تقسيمهن إلي مجموعتين متساويتين: مجموعة (أ) وهي 80 سيدة يرتدين النقاب من فترة لا تقل عن عامين وتم قياس وظائف التنفس أثناء رفع النقاب مجموعة أ-1، ثم قياس وظائف التنفس أثناء ارتداء النقاب مجموعة أ-2، ومجموعة (ب) 80 سيدة لا يرتدين النقاب (مجموعة ضابطة)، وخضعت المجموعة الأولي لقياس وظائف التنفس مرتين، أثناء ارتداء النقاب وأثناء رفعه وخضعت المجموعة الثانية لقياس وظائف التنفس مرة واحدة، وخضعن جميعا لإجراء قياسات التنفس من وضع الوقوف، واتضح أن الفترة الزمنية من خمس إلي عشر سنين من ارتداء النقاب هي أفضل فترة في قياسات وظائف التنفس لدي المنتقبات وتليها في الأفضلية المدة الزمنية ما فوق العشر سنوات ثم أقلها أفضلية المدة أقل من خمس سنوات، ومن ثم فتبين أن النقاب قد قام برفع كفاءة عضلات التنفس بالنسبة للسيدة التي ترتديه ثم تخلعه وتبين ذلك برفع نتائج قياسات وظائف التنفس، في حين أنه في نفس الوقت قد يزيد من نوبات التهاب الشعب الرئوية إذا كانت المريضة تعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي أو نوبات في الشعب الهوائية فإن ارتداء النقاب يزيد من هذه النوبات. وإذا استخدمت المرأة النقاب لعدة مرات وامتصت الطبقه الداخلية من النقاب الأتربة واستنشقتها المرأة فسوف تصاب بحساسية في الصدر وأمراض في الجهاز التنفسي لذا علي مرتدية النقاب ارتداؤه مرة واحدة وغسله باستمرار، أما اذا استخدمته مع والدتها أو أختها فإنه ينقل الأمراض من شخص لآخر. وبحسب الدكتورة منال ووفق ما انتهت إليه الدراسة فإن للنقاب تأثيرا سلبيا أيضاً علي جسم المرأة، فهو يزيد الوزن ويعطي إحساسا بالبدانة فمن المعروف أن الملابس الفضفاضة تعطي شعورا بزيادة الوزن، لكنها بالفعل تزيد الوزن لأن ارتداء الملابس الضيقة يضعف الشهية كونها تضغط علي عضلات البطن والمعدة، وعلي العكس فإن ارتداء الملابس الواسعة يفتح الشهية ويجعلك تتناولين كمية كبيرة من الطعام ما يؤدي إلي زيادة الوزن. كما أن النقاب يحرم جسم المرأة التي ترتديه من فيتامين "د" لأن الجسم يستمد هذه المادة بمجرد تعرضه لأشعة الشمس، وبما أن الوجه هو الجزء الوحيد الذي يتعرض للشمس بالنسبة للمرأة فإن غطاءه يحرم الجسم من أن يستمد هذه المادة، ومن المعروف أن فيتامين "د" له وظائف عديدة في الجسم منها منع الإصابة بهشاشة العظام لأنه يساعد في امتصاص الكالسيوم وله دور في تقوية جهاز المناعة والوقاية من بعض أنواع السرطانات والأمراض المزمنة، وهذا الضرر يلحق بنسبة كبيرة لمرتديات النقاب الشرقيات اللاتي يهاجرن إلي الدول الغربية فمع انخفاض درجة الحرارة وندرة التعرض للشمس وبغطاء الوجه ينعدم التعرض للشمس. وتنصح الدكتورة منال المنتقبات بأن يستخدمنه استخداماً شخصياً لتجنب نقل أمراض الجهاز التنفسي وبضرورة تغيير النقاب المستعمل لما قد يكون علق به من أتربة أو ملوثات أثناء الخروج مما قد يؤثر علي انسيابية التنفس ولابد من كيه ليقتل أيه ميكروبات يمكن أن تعلق به، ورفعه بين الحين والآخر حتي لا تصاب المنتقبة بأزمة في الجهاز التنفسي، كما تنصح بالحرص علي فحص وظائف التنفس علي فترات متقاربة للاطمئنان علي كفاءة الجهاز التنفسي خاصة بعد عشر سنوات من ارتدائه وفترة أقل من ذلك بمجرد أن تشعر بصداع وضيق تنفس عليها أن تجري الفحوصات فوراً حتي تتأكد أن النقاب ليس هو السبب. المفارقة أن صاحبة الدراسة منتقبة ومازالت ترتدي النقاب علي الرغم من الآثار السلبية له علي الصحة التي توصلت إليها في الدراسة، لكنها قالت إن هذه الدراسة من الناحية العلمية والطبية ولا تفضل أن تنصح أي سيدة بارتدائه أو خلعه، بل الأمر متروك لكل سيدة منتقبة أن تختار بنفسها حرية ارتدائه من عدمه.