قدرنا ونحن نرتضيه مؤمنين بالله فخورين بهذا الوطن معتدين بإنسانيتنا.. حالمين بأن يسود الوجود قيم الحق والخير والجمال"، بهذه الكلمات اختتم المشاركون في "مؤتمر الإبداع.. مستقبل مصر"، الذي نظمته دار أخباراليوم، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وثيقة الجلسة الختامية، والتي جاءت مُعبرة عن أحلام وطموحات لمستقبل الفن والإبداع في مصر الجديدة بعد ثورتي 25 يناير، و30 يونيو. إنشاء أمانة دائمة لمتابعة تنفيذ مقررات المؤتمر تضم وزيري التخطيط والثقافة توصيات المؤتمر تستهدف عودة مصر لريادتها المسرحية والسينمائية والموسيقية المؤتمر شهد جلسات نقاشية ساخنة بين المبدعين والفنانين والمسئولين عن الإبداع بوزارة الثقافة للوصول إلي صيغة نهائية تحمي الإبداع المصري من القرصنة والسرقة وتحمي حقوق الملكية الفكرية، خاصة أن مصر كانت رائدة الإبداع في الوطن العربي، ولكن تراجع دورها في السنوات الأخيرة بالسينما والمسرح والموسيقي والنشر، وتركت الساحة أمام تيارات الفكر الظلامي المتخلف الذي سيطر علي عقول معظم الشباب بإصداراته المتخصصة. الجلسات كانت شاهدة علي إصرار المبدعين علي نشر الفكر التنويري بين الشباب من خلال الإبداع في كل مجالاته، حتي أن الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، رد بكل ثقة علي بعض التوصيات التي جاءت في ختام مؤتمر الإبداع بأن هناك بعض التوصيات التي قد وافق عليها بالفعل، والبعض الآخر يحتاج إلي دراسة. كان رد الدكتور جابر عصفور علي توصيات لجان مؤتمر الإبداع مبشرة في النهوض بصناعة السينما والاهتمام بمسرح الدولة، لكن الوزير رد في نفس الوقت علي توصيات لجنة الموسيقي عندما أوصت بغلق أي قناة تليفزيونية أو إذاعية ثبت بحكم قضائي اعتداؤها علي حق المؤلف ماليا أو أدبيا لمدة محدودة وفي حالة تكرار التعدي يتم غلق القناة نهائيا، ورد الوزير بأنه لا يصلح أن نطالب بإلغاء قناة مهما كانت الرداءة ..وقال: "لن أغلق قناة لأن كوارث المنع أكبر من كوارث الرداءة". وعن أن صناعة التراث ماتت، قال الوزير، إن هناك اهتماما بالصناعات التراثية رغم أن الصين تقوم بتزييف الصناعات التراثية ولكن هناك في وزارة الثقافة مركز الحرف التراثية الذي يعمل بكامل قوته. وعن أهم التوصيات التي خرجت بها لجان الإبداع سواء في السينما أو المسرح أو الموسيقي، قال الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، إن من بينها ضرورة اضطلاع الدولة بدورها في دعم الثقافة عن طريق تخصيص نسبة من الناتج القومي الإجمالي للإنفاق علي نشر الفنون والآداب وتقديمها لمختلف فئات الشعب دون تمييز، وتخصيص نسبة 10 في المائة من الاعتمادات المخصصة لدعم الصادرات في الموازنة العامة للدولة، لصادرات مصر من المنتج الإبداعي في مجالات الفنون المختلفة والكتاب والصحف، والإسراع بإنشاء شركة قابضة للصناعات الإبداعية تتولي دعم السينما والمسرح والموسيقي والأغنية والصناعات التراثية والنشر، وإيجاد أوعية تمويل مصرفية بفائدة مخفضة وفترة سماح مناسبة للإقراض في مجالات الإنتاج الفني، وإنفاذ القانون فيما يتعلق بإلزام أصحاب العقارات بإعادة بناء المسارح ودور العرض السينمائية التي تم هدمها في نفس مواقعها بكافة المحافظات، وطرح إنشاء المجتمع الثقافي والفني بأرض السامر علي المستثمرين في قمة مصر الاقتصادية المقرر عقدها في مارس المقبل، والإسراع بإصدار قانون جهاز حماية الملكية الفكرية إعمالا للدستور مع الالتزام بعدم إصداره إلا بعد عرضه علي الجهات التي تمثل المبدعين في كافة المجالات، وتعديل القانون لمد حق المؤلف في مصنفه من خمسين عاما إلي مائة عام، والتزام وسائل الإعلام العامة والخاصة بخفض سعر الإعلان في الصحف والفضائيات عن الأعمال الفنية والثقافية والأدبية. كما طالب المؤتمر، بإنشاء أمانة دائمة لمتابعة تنفيذ مقررات المؤتمر تضم الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط والمتابعة والدكتور جابر عصفور وزير الثقافة ومديري جلسات المؤتمر وهم جلال الشرقاوي ومحمد فاضل وهاني شاكر والدكتور أحمد مرسي والدكتور أحمد مجاهد والدكتور خالد عبد الجليل والدكتور جمال بخيت وسيد حجاب وأسامة الشيخ وإيمان البحر درويش وأيمن بهجت قمر. علي أن تعقد اللجنة أولي اجتماعاتها قبل نهاية هذا الشهر. وفي السينما، وتنفيذا لقرار اللجنة الوزارية العليا برئاسة رئيس مجلس الوزراء لحل مشاكل ومعوقات صناعة السينما بإعادة إدارة أصول السينما المصرية من خلال وزارة الثقافة بتاريخ 16-4-2014، طالب المؤتمر بإنشاء شركة قابضة جديدة تابعة للقانون 203 لسنة 1991 ويكون وزير الثقافة هو الوزير المختص وذلك حفاظا علي الكيان القانوني والإداري للشركة، ونقل تبعية شركة مصر للصوت والضوء والسينما إلي الشركة القابضة الجديدة المنشأة للبند 1 بما لها من حقوق وما عليها من التزامات وذلك وفقا لآخر مركز مالي، وأن يكون وزير الثقافة هو الوزير المختص في تطبيق قانون قطاع الأعمال بالنسبة لهذه الشركة، واتخاذ قرار اللجنة ذاتها وبذات التاريخ بإنشاء الشباك الواحدلتسهيلات التصوير للأفلام المصرية والأجنبية بالمركز القومي للسينما، ونفاذ قرار اللجنة الوزارية العليا بإنشاء وحدة للشهر العقاري داخل غرفة صناعة السينما أو اتحاد الصناعات لوقف التلاعب في قيد التصرفات بالنسبة للأعمال السينمائية والذي وافق عليه وزير العدل، وغيرها من التوصيات. وفي الموسيقي، طالب المبدعون بتعديل القانون 82 لسنة 2002 بالتعديلات المقترحة علي تطبيق القانون وعلي رأسها عدم المساس بحق الأداء العلني الذي يعتبر هو مصدر رزق وحيد للمبدع ومن يخلفه، وتعديل اللائحة التنفيذية بشأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتحديد نسبة الحقوق المجاورة بحيث تعادل 10 في المائة من قيمة حق المؤلف صاحب الحق الأصيل، وإلزام الإدارة المركزية للرقابة علي المصنفات الفنية والإدارة العامة للتراخيص الفنية بعدم إصدار أي تراخيص بشأن المصنفات الموسيقية والغنائية دون تقديم طالب الترخيص ما يفيد سداد حقوق المؤلف، وقيام إدارة المصنفات الفنية التابعة لوزارة الثقافة باعتماد نموذج موحد لتصاريح جديدة للمبدعين محددة المدة بحد أقصي عشر سنوات وبوسائل استغلال محددة تضمن للمبدعين حقوقهم في مواجهة إجحاف بعض المنتجين ويسري هذا التصريح علي حقوق الاستغلال للمصنفات الفنية علي جميع الشركات المصرية والعربية والأجنبية ولأي عدد بأي تعاقد خلاف هذا التصريح الذي يحمي المبدعين من التنازل عن حقوقهم أو جزء منهم ويكون هذا النموذج المقترح للتصريح وفقا لمواد قانون حق المؤلف رقم 82 لسنة 2002 بعد تعديله ويحذر استخدام كلمة تنازل أو بيع. ومن بين توصيات لجنة صناعة المسرح، جاء التأكيد علي أن تلتزم الحكومة بتقديم تشريع لمجلس الأمة لإلغاء القوانين المقيدة لحرية الإبداع وإعادة هيكلة الرقابة علي المصنفات وانتشال المبدع من الرقابة الدينية والأمنية والاكتفاء بجهاز رقابي واحد يمثل الدولة وسن تشريع لا يحيل المبدع إلي النيابة العامة لخلاف فكري أو فني في عمله، إنما يحال للمحاسبة أمام لجان تحقيق مختصة بالنقابات الفنية أو الاتحاد العام للنقابات، وأن تلتزم الدولة بإنفاذ قانون إلزام إعادة بناء دور السينما والمسرح التي تم هدمها في نفس المكان، وأن تلتزم وزارة الثقافة بإعادة دور العرض التي نقلت تبعيتها من البيت الفني للمسرح إلي دار الأوبرا والإسراع في بناء مسرح مصر في عماد الدين ومسرح طنطا، وأن تلتزم القوات المسلحة ووزارة الداخلية بدعم الفرق المسرحية بكافة أنواعها بإتاحة ما يتبعها من دور عرض داخل وخارج الأندية لها بإيجار رمزي، وأن تلتزم وزارة التربية والتعليم بإلزام هيئة الأبنية التعليمية لبناء مسرح صغير في كل مدرسة و تلتزم وزارة التعليم العالي بانتظام المهرجان الجامعي والاشتراك مع وزارة الشباب لتنظيم مهرجان سنوي في الإجازة الصيفية لاستقطاب الشباب للنشاط المسرحي والفني. "آخرساعة" التقت ببعض النجوم المشاركين في جلسات المؤتمر، حيث دعا الفنان هاني رمزي الوسط الفني للتمرد علي الوضع الحالي والبحث عن حلول بديلة للنهوض بصناعة الفن في مصر، بعد أن سيطرت بعض الدرامات الأخري علي الساحة إلي جانب ظهور موضوعات لاتناسب الذوق العام، ويجب ألا تغفل الدولة دورها الحقيقي تجاه الفن وأن تتعامل معه مثل توفير الاحتياجات الأساسية للشعب، فالفن والإبداع كالماء والهواء ومن الصعب أن نتجاهلها أو لا نوليها أي اهتمام، ويأتي دور الدولة الحقيقي لإعلاء هذا الدور وإبرازه من خلال التدخل السريع لحل المشكلات التي يعاني منها الوسط الفني وفي حال الوصول لحل لها سوف ينصلح حال باقي الكيانات الأخري فالعملية الإبداعية لها دور قوي في قلب ووجدان الشعب. وتوجه الفنان محمد حماقي، بالشكر لصاحب هذه الفكرة التي ستضع أولويات المبدعين علي طاولة المناقشات للوصول إلي حلول جادة وعندما وجهت لي الدعوة للمشاركة في هذه الاحتفالية الكبيرة والتي ستسطر بحروف من نور علي مدار التاريخ، تحمست جدا وقررت أخذ إجازة من تسجيل أغاني ألبومي الجديد بأسبانيا لحضور المؤتمر بجلساته المختلفة لمعرفة أهم التوصيات والنتائج التي سينتهي بها للوصول إلي الحلول اللازمة للقضاء علي كل المعوقات التي تواجه المبدعين في كافة المجالات المختلفة. وأثنت الفنانة داليا البحيري علي هذا الدور والخطوة الجادة التي سعت إليها دار أخبار اليوم للحفاظ علي الهوية المصرية من خلال العملية الإبداعية، مشيرة إلي أن للدولة دوراً قوياً في الحفاظ علي هذه الهوية، وفي حال تخلي الدولة عن هذا الدور فسوف نواجه أزمة حادة في الوصول إلي الإبداع الحقيقي الذي يرتقي بذوق الجمهور. وقال الفنان مصطفي قمر إن أخبار اليوم هي المؤسسة الوحيدة التي استشعرت الحال الصعب الذي يمر به جميع فناني مصر وقامت بهذه المبادرة الجادة لتحريك المياه الراكدة وتفعيل أهم المقترحات التي نادينا بها من سنين مضت منها حقوق الملكية الفكرية والقضاء علي القرصنة ونتمني أن تصل هذه الرسائل جميعها لمكتب رئيس الجمهورية حتي نطمئن لمستقبلنا الفني وتعود الدولة لدورها الحقيقي بحماية الحركة الفنية في مصر وتدعيمها. وتناول الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر، حقوق ملكية المؤلف معربا عن بالغ أسفه عما يحدث علي الساحة الفنية من قرصنة لأن أول من يدفع ثمنها هو المؤلف والملحن، ومنذ 2011 وحتي 2014 ومنتجو الكاسيت تخلوا عن المبدعين.