تريد أمريكا وحلفاؤها وبخاصة بريطانيا، من حربها ضد «إرهاب الجماعات المتشددة المسلحة في الشرق الأوسط كما تزعم»، وعلي رأسها داعش؟! التقارير الصادرة من صحف بريطانية وأمريكية. ومن رويترز، تؤكد أن أمريكا خططت ومازالت لوضع مسمار جحا الشهير بالمنطقة، بتدريب نحو مائة ألف مقاتل من المعتدلين.. للحرب ضد الإرهاب وضد الأنظمة في كل من: سورياوالعراق واليمن، وأنها شرعت في معسكرات لذلك، امتدت من أراضيها نفسها.. وفي تركيا وعلي الحدود مع سورياوالعراق، والأخطر، داخل الدويلة الصغيرة «قطر».. لتدريب معارضين معتدلين ومتشددين للحرب ضد الإرهاب المزعوم. والقصة بدأت منذ عامين حسب هيئة الإذاعة البريطانية ال B.B.C. بفكرة قدمها الجنرال ديفيد ريتشاردز وزير دفاع بريطانيا وقتها، لتدريب وتجهيز جيش يتكون من مائة ألف من مقاتلي المعارضة للقتال ضد بشار الأسد، وإزاحته عن الحكم، وكانت خطته موضع بحث من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، ومن مجلس الأمن القومي، ومن مسئولين أمريكيين سياسيين وعسكريين. دخلوا علي الخط وبالذات بعد تزايد تواجد الجماعات الجهادية المسلحة. ليس في سوريا وحدها، بل وامتدادها لبلدان مجاورة، كالعراق، وبعض المناطق اللبنانية ثم اليمن، وبعض بلدان الشمال الأفريقي وتهديدها المستمر لشبه الجزيرة العربية. وكانت الخطة التي أعدها ريتشاردز. تدعو لاختيار وتدريب جيش «يعتد به» حسب ال B.B.C. ويتألف في الأساس من مقاتلي المعارضة المعتدلين، وليس الإسلاميين علي حد وصفه وتدريبهم في قواعد تتركز في الأساس في كل من تركيا والأردن، لتكون قاعدة للانطلاق، للحرب في أية لحظة، بعد إتمام فترة التدريب اللازمة. وتلا ذلك إعداد إدارة أوباما، عدة خطط لزيادة دور ال CIA وكالة المخابرات الأمريكية، في تسليح المعارضة السورية وتدريبها، في خطوة حسبما قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، تهدف للإسراع بتقديم الدعم الأمريكي. للمقاتلين وبالفعل بدأ برنامج أمريكي لتدريب نحو 400 مقاتل شهريا، يتوقع أن يزداد، مع توسيع خطة البرنامج العام القادم. ورغم ذلك لا يعوِّل الخبراء العسكريون الأمريكيون، الكثير علي مثل تلك المجموعات حتي بعد تدريبها، إلا بعد الحصول علي دعم أمريكي مباشر، إما بضربات جوية موجعة، أو الدفع بمجموعات أمريكية مقاتلة متقدمة. وهو الأمر الذي يرفضه أوباما حتي الآن في حرب أمريكا المزعومة، ضد الإرهاب. وحسب الخطة، ستكون مهمة المعارضة المسلحة المعتدلة السورية، والمدربة علي أيدي خبراء عسكريين أمريكيين. منع تنظيم «داعش» في كل من العراقوسوريا. من التقدم أكثر في الأماكن التي يسيطر عليها فعليا، ويفرض عليها قوانينه، ودون الزج بهذه القوات في معارك مباشرة، وطاحنة، مع داعش ستكون نتيجتها علي الأرض. هزيمة منكرة، بل ونفس مصير القوات التي انهارت، في دول مثل: العراق وأفغانستان، علي يد طالبان والقاعدة وأخواتها من التنظيمات الإرهابية المسلحة بالمنطقة. وهنا.. يصدق القول بأنها ستكون حربا طويلة بالمنطقة، خاصة مع قلق وعدم استعداد إدارة أوباما، لنشر قوات مقاتلة علي الأرض، وكان ذلك. هو لب الخلاف مع وزير دفاعه المستقيل: تشاك هاجل. وعلي جبهة ثانية: هناك خطط أمريكية حسب الواشنطن بوست لتدريب آلاف المقاتلين السوريين المعتدلين، في معسكر تركي، وبموافقة أمريكية، بما في ذلك مقاتلون من التركمان السوريين في وسط منطقة الأناضول التركية، وقد بدأ بالفعل، منذ نهاية الشهر الماضي، وسوف يشارك في التدريبات عسكريون أمريكيون.. وفي نفس الإطار، تدرب أمريكا مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري. في منطقة كردستان العراقية، والهدف المعلن من تدريبهم هو قتال مقاتلي داعش، خاصة في مناطق الأكراد بسوريا، وأبرزها الآن: منطقة كوباني أو «عين العرب» التي تشهد منذ شهرين معارك طاحنة. جبهة ثالثة: فتحها الأمريكيون بتدريب قوات يمنية، بولاية كارولينا، الجنوبية الأمريكية، وفي قاعدة عسكرية تضم مدربين من قوات البحرية الأمريكية (المارينز)، وضمن خطة لتدريب الجيش اليمني لمقاتلة كل من: الحوثيين الشيعة في الشمال اليمني، والقاعدة في جنوبه، وضمن مساعدات عسكرية أمريكية لليمن تبلغ 112 مليون دولار سنويا. أما الجبهة الرابعة: والأخطر فهي: خطة لتدريب قوات من الجيش السوري الحر، ومن المعارضة المعتدلة. في قاعدة صحراوية علي الحدود مع السعودية، وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، فإن برنامج التدريب بدأ منذ نحو العام. وحسب البرنامج يتم فحص مجموعات صغيرة من المعارضة تتكون من 12 - 20 مقاتلا في سوريا. ويخضعون للفحص من الCIA للتأكد من عدم وجود صلات لهم مع جماعات إرهابية. ثم يسافرون لتركيا ومنها للعاصمة القطريةالدوحة، وقاعدتها العسكرية للتدريب. ويستمر التدريب عدة أشهر، ودون تزويد المقاتلين المدربين بأسلحة فتاكة، والأخطر الآن، وحسب رويترز هو البحث في تدريب أفراد من الجبهة الإسلامية، وهو ائتلاف يضم مقاتلين إسلاميين أقل تشددا من داعش أو النصرة أو القاعدة، ولكنه أقوي، من قوات الجيش السوري الحر الذي أثبت فشله حتي الآن في محاربة الأسد.