نفي مصدر مقرب من الرئيس الأسبق حسني مبارك ما تردد قبل أيام عن وفاته إكلينيكياً، وقال المصدر - طلب عدم كشف هويته - في تصريحات خاصة ل"آخرساعة" إن الوعكة التي تعرض لها مبارك سببها تقدمه في السن وتعرضه لأمراض الشيخوخة العادية التي تصيب أي شخص في مثل عمره (86 عاماً)، إلي جانب تناول مبارك لكمية كبيرة من الأدوية، بخلاف أن "أكلته ضعيفة" بسبب حالته النفسية وقلقه علي نجليه علاء وجمال وبقية أفراد أسرته. سويتش المستشفي تعطل بسبب كثرة اتصالات أنصاره بعد شائعة الوفاة يرفض تنظيم احتفالات ببراءته حتي لا يُحرج الرئاسة والداخلية وقال المصدر إن مشكلة مبارك الأساسية هي العملية التي سبق وأجراها بعد سقوطه في الحمام وعلي إثرها أصيب بكسر في منطقة الحوض، إلي جانب خشونة المفاصل، لذا مازال الرئيس الأسبق يعاني من مشكلة في الوقوف لفترات طويلة حتي أنه معظم الوقت يكون راقداً علي السرير في المستشفي، كما أن حالته تلك تتطلب من الأطباء إعطاءه أدوية كثيرة، ويتم ذلك بحذر شديد حتي لا يؤثر ذلك علي الضغط والقلب. وتابع المصدر: مبارك تعرض بالفعل لغيبوبة بسيطة بسبب حالة الهبوط التي أصيب بها، لكن حالته الصحية مستقرة ومازال تحت الملاحظة، كما أنه يتبع نظاماً غذائياً منذ فترة طويلة ومازال يسير عليه حتي الآن بعد الوعكة الأخيرة، موضحاً أن مبارك بطبعه - في الفترة الأخيرة - لا يتناول كميات كبيرة من الطعام ولا يفضل الطبيخ مثلاً، وفي أحيان كثيرة يكتفي بأكل البقسماط والجبن. وأشار إلي أن اليوم الذي انطلقت فيه شائعة وفاة مبارك تعطل "سويتش" المستشفي بسبب الاتصالات الكثيرة التي طلب أصحابها الاطمئنان علي صحة مبارك والتحقق من مدي صحة الخبر من عدمه، وأضاف المصدر: "ناس كتيرة جداً سألوا علي مبارك للاطمئنان علي صحته، كما أن هناك طلبات كثيرة مقدمة من جانب صحفيين ومقدمي برامج تلفزيونية لامعين لإجراء لقاءات مع مبارك لكن الأخير يرفض ذلك تماماً وقال بالنص "مش عاوز أتواصل مع ناس معروفين لأنهم بيتاجروا بي لمجرد تحقيق سبق صحفي". وفي الوقت الذي مازال الجدل دائراً حول المداخلة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأسبق مع إحدي القنوات الفضائية عقب نطق محكمة الجنايات ببراءته، كشف المصدر المقرب من مبارك أن الأخير لم يتصل بالقناة الفضائية وأنه فوجئ بمهاتفة مقدم البرنامج له، وظن مبارك أن المذيع يريد الاطمئنان عليه فقط أو تهنئته بحكم البراءة، ولم يكن يعلم وقتها أنه علي الهواء مباشرة، وحين أدرك ذلك ترك الهاتف من يده فوراً، فلم يكن مبارك في حالة تركيز كاملة نظراً إلي أنه "ماكنش نايم اليوم ده كويس" وكان مستيقظا يوم الحكم الساعة الثالثة فجراً. وأضاف: مبارك يرفض تماماً فكرة الاحتفالات التي دعا أنصاره إلي تنظيمها - ومازالوا - تعبيراً عن سعادتهم بحكم البراءة، موضحاً أنه التقي مبارك عدة مرات عقب الحكم وفي آخر زيارة له بعد تجاوزه الوعكة الصحية أكد له مبارك أنه يرفض تنظيم أي احتفال من هذا النوع نظراً لحالة الاحتقان التي يشهدها الشارع منذ صدور الحكم من ناحية، ومن ناحية أخري حتي لا يستفز مشاعر معارضيه أو يتسبب في أي نوع من الإحراج لمؤسسة الرئاسة أو وزارة الداخلية. ولفت المصدر إلي أن أول من زار مبارك في محبسه بمستشفي المعادي العسكري عقب صدور الحكم الأخير هي الهانم (زوجته سوزان ثابت)، وزوجة علاء مبارك "هيدي راسخ"، وزوجة جمال مبارك "خديجة الجمال"، وحفيداه عمر علاء وفريدة جمال، اللذان طلبهما مبارك بالاسم لرؤيتهما عقب وصوله إلي المستشفي، حيث إنه مرتبط بهما بشكل كبير، وأشار المصدر في سياق حديثه إلي أن علاء وجمال لم ير أي منهما ابنه منذ بدء المحاكمة قبل حوالي ثلاث سنوات باستثناء مرات محدودة من خلال الزيارات الرسمية المقررة وفق لائحة السجون. وعلي غير المتوقع قال المصدر إن مبارك ليس سعيداً بحكم البراءة الذي حصل عليه في قضية قتل المتظاهرين إبان أحداث 25 يناير 2011، فلا هو مبسوط ولا زعلان لأنه يعلم جيداً أنه لم يصدر أوامر بقتل المتظاهرين"، مضيفاً أن مبارك قال عقب صدور الحكم: "أولادي لسه في كرب.. وكذلك مازال في القضية مرحلة أخري (النقض).. لكنني أثق في قضاء مصر ونزاهته".