علي لسان رئيسها أنها عازمة علي محاربة الإرهاب وأنها جزء من التحالف الدولي ضد داعش. بينما أخفت الحقيقة، إنها الداعم الرئيسي لهذا التنظيم الذي قلب المنطقة رأساً علي عقب ونشر الخراب ودمر سورياوالعراق ولديه النية لنشر سرطانه في باقي دول المنطقة.. تركيا التي تظهر غير ما تبطن انفضح أمرها من خلال الفيديو الذي نشرته نشرته "وكالة كردستان الإخبارية" وترجمه معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط ، أظهر التعاون والوئام الذي يجمع عناصر من "داعش" وقوات الجيش التركي علي الحدود الفاصلة بين تركيا وكوباني، المدينة الواقعة علي الحدود السورية التركية.. مما أثار تساؤلات عدة عما يقوم به أردوغان، وعن حقيقة علاقته بالتنظيم الإرهابي. أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في وقت سابق عن عزم أنقرة، عضو حلف الشمال الأطلسي "الناتو" تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين لمواجهة عناصر الدولة الإسلامية في كل من العراقوسوريا. فيما أعلن أردوغان عن الهدف الرئيسي من هذه الحرب الدولية هو إسقاط الرئيس السوري "بشار الأسد" بشار ونظامه وليس التخلص من داعش فقط. ولكن شريط الفيديو الجديد، بعنوان "لقاءات حميمة بين الجنود الأتراك وداعش"، أظهر علاقة مختلفة وأكثر ودية بين قوات أردوغان ومقاتلي التنظيم، يجمعهم التعاون والتضامن، في كوباني التي تشهد اشتباكات عنيفة بين الأهالي ومسلحي التنظيم، مما يثير الدهشة ويؤكد مخاوف المراقبين علي أن أنقرة تلعب علي الجانبين وخاصة في سوريا. وما يؤكد تلك المخاوف، وفقاً لما ذكره موقعWND الأمريكي، هو رفض تركيا التدخل لمساعدة المقاتلين الأكراد في الدفاع عن بلدتهم كوباني، بعد أن حاصرتها عناصر الدولة الإسلامية. وأرجع بعض المحللين السبب إلي أن أردوغان بات ينتابه هاجس من تقوية شوكة الأكراد وتسليحهم من خلال الأسلحة المقدمة من دول التحالف الدولي لهم. إضافة إلي ذلك قلق حكومته إزاء احتمال أن تقع الأسلحة الأمريكية والأوروبية التي يتم تسليمها الآن للمقاتلين الأكراد بأيدي حزب العمال الكردستاني وأن يتم إنشاء إقليم كردي في تركيا علي نمط كردستان العراق. وتريد القيام بكل شيء ممكن لتتفادي أن تتحول الحرب ضد "الدولة الإسلامية" لصالح الأكراد، وتخسر هي مصالحها وأمنها الإستراتيجي. لذا يريد الرئيس التركي الضغط ومساومة الغرب قبل التدخل المباشر "داعش"، لانه يعلم جيداً لأن هذه الحرب لن تنهيها الضربات الجوية التي تقودها واشنطن، فهي ستحتاج إلي قوات برية، مما يجعله أمراً عسيراً علي دول لاتزال أرجلها مغروسة في العراق وأفغانستان، لذلك فإن التدخل العسكري التركي المباشر سيحل الأزمة للولايات المتحدة وحلفائها. وأكد مارك الموند، الصحفي البريطاني بصحيفة "ديلي تلجراف" أن أردوغان يساوم العالم للقيام بهذا الدور، وهو يريد من الغرب مقابلاً باهظاً، يتمثل في أن يظل الأكراد بلا دولة، أوالتفاوض علي عضوية بلاده للاتحاد الأوروبي، كما أنه قد يمتنع عن التدخل إذا لم تقدم له ضمانات إحلال نظام سني حال الإطاحة ببشار. وتؤكد تقارير صحفية أمريكية عن وجود خلايا إرهابية صغيرة في المدن الجنوبية التركية تمد داعش بالأسلحة والذخائر عبر الحدود مع سوريا، وتلقي أعضاء التنظيم العلاج في المستشفيات التركية والعودة مجدداً للقتال. وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن أنقرة قدمت الكثير من الدعم للدولة الإسلامية، متمثلاً بالسماح بعبور كافة المساعدات المادية واللوجيستية عبر حدودها إلي سوريا، وتوفير الدعم الكامل لهم. ولفتت الصحيفة إلي أن وسائل الإعلام والمعارضة التركية أقروا بأن نحو ألف تركي انضموا إلي صفوف داعش بعد الدعوات الإيديولوجية للتنظيم إلي الشباب الساخطين في تركيا إضافة إلي الأموال التي يقدمها التنظيم للعناصر التي يجندها. في السياق نفسه، نشرت الصحيفة الأمريكية تقريراً، يؤكد وجود مقاتلي الدولة الإسلامية في مدينة "الريحانية". وأشارت إلي أن مستشفيات المدينة استقبلت مصابي "داعش" و"جبهة النصرة" خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلي كون المدينة محطة أساسية لنقل المقاتلين الأجانب والأسلحة عبر الحدود. فيما كشف معهد بحوث إعلام الشرق الأوسطMEMRI عن دعم حكومة العدالة والتنمية التركية للجماعات الجهادية المسلحة بما فيهم تنظيم الدولة الإسلامية، وتساءل حول أسباب سماح أنقرة لآلاف من المجاهدين القادمين من الغرب، بالعبور دون قيود عبر الحدود التركية للانضمام إلي صفوف الدولة الإسلامية في سوريا ومنها إلي العراق، بمجرد الإفراج عن 48 دبلوماسياً تركيا كانوا رهائن لدي التنظيم، إلا أن أنقرة نفت إبرام أي اتفاق مع الخاطفين لتزيد من غموض الأسباب التي دفعت داعش للإفراج عن الرهائن دون أي مقابل. بينما أعلنت المواقع الإلكترونية التركية المؤيدة للدولة الإسلامية أن الإفراج عن الرهائن جاء بناء علي أوامر مباشرة من "الخليفة أبو بكر البغدادي". ومؤخراً، نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية، تقريراً يكشف حقيقة الاتفاق السري بين حكومة أردوغان والتنظيم، الذي أوضح وجود صفقة بينهم خلال سبتمبر الماضي للإفراج عن موظفي القنصلية التركية الذين اعتقلتهم داعش من الموصل قبل 4 أشهر. إذ تم الإفراج عن "شباز سليما" 18 عاما، و"هشام فولكارد" 26 عاما كانا من بين 180 مقاتلا في صفوف التنظيم تبادلتهم الحكومة التركية مع 46 تركيا كانو محتجزين لدي تنظيم الدولة. وعقب هذه الصفقة تم إزاحة الستار عن معلومات تفيد سماح أنقرة لقوات "الناتو" باستخدام قواعدها العسكرية لضرب ذلك التنظيم الإرهابي، لكنها سرعان ما نفت تلك المعلومات مكتفية بالموافقة علي المناورة العسكرية للحلف علي أراضيها، حتي لا تخسر أو تقوم بعمل استفزازي يضر بمصالحها. وفي الوقت ذاته، تم الكشف عن اتفاق سري عقدته الإدارة الأمريكية بزعامة الرئيس باراك أوباما مع كل من تركيا وإيران علي تسليم "كوباني" لداعش وهو ما يعرض حياة 160 ألف كردي سوري للخطر. وقال موقع "WND" إن الدول الثلاث أبرموا هذا الاتفاق بهدف السيطرة علي نفوذ أكراد سوريا وإضعاف احتمالات خلق دولة كردستانية جديدة والتي يسعون هم لإقامتها في سورياوتركيا وإيران إلي جانب كردستان العراق. وأكد أن هذه الصفقة تمت سراً، معللاً وجود الدبابات التركية علي الحدود السورية دون محاولة التدخل في إنقاذ المدينة من أيدي مسلحي التنظيم. ويذكر أن أكراد سوريا وأكراد العراق "البيشمركة" يكافحون تواجد داعش في أراضيهم، في الوقت الذي ترتكز كل جهود تركيا علي إسقاط نظام الأسد خوفا من زيادة النفوذ الشيعي بالمنطقة، حتي وإن كان ذلك علي حساب انهيار سوريا.