نعم حالة من التفاؤل الحذر تحيط بمعسكر المنتخب الوطني لكرة القدم الذي يستعد لخوض مباراته الهامة أمام السنغال بعد ساعات قليلة من الآن، خاصة أن هذا اللقاء لا يعد مصيرياً فقط في مسيرة المنتخب للتأهل لنهائيات الأمم الأفريقية، بل سيحدد الكثير من معالم الطريق لكل لاعبي الفريق الحالي والذي يتم إعادة بنائه من جديد ويحدد أيضاً مصير الجهاز الفني سواء من البقاء أو الرحيل. تسعون دقيقة أشغال شاقة جدا يقضيها لاعبو المنتخب الوطني أمام السنغال.. لم يكن أمام شوقي غريب المدير الفني للمنتخب خلال فترة المعسكر إلا مهمة واحدة مع اللاعبين وانحصرت تلك المهمة في بث الثقة في نفوس اللاعبين خاصة بعد الحملات الضارية التي تعرض لها الفريق في أعقاب الهزيمة من السنغال ثم تونس في لقاءي الذهاب.. ومن خلال ثنائه علي أداء نجوم المنتخب الوطني في مباريات الدوري طلب غريب المزيد من الجهد والعرق أمام السنغال، بالإضافة إلي التركيز والاستفادة من أنصاف الفرص واستغلال إقامة المباراة في مصر بحضور جماهيري لابد من استغلاله أيضا. وخلال أيام المعسكر الحالي لم ينكر غريب علي اللاعبين بأن هناك أخطاء في الأداء ولابد من تأمينها وإصلاحها جيدا لأنه لا مجال لوقوع أي خطأ أمام منتخب السنغال وأن الفريق يستعد لمباراتين وليس لمباراة واحدة حيث اللعب مباشرة وبعد أيام قليلة من لقاء السنغال سوف يلعب المنتخب أمام تونس خارج القاهرة. أجندة المدير الفني لم تخل من إعداد البدائل من اللاعبين خارج القائمة الأساسية التي تم اختيارها.. بل إنه حدد مجموعة من الأسماء من الممكن استدعاؤهم في أي لحظة تحسبا لإصابة أي لاعب أو عدم شفاء آخر حيث إن هناك العديد من اللاعبين المصابين والذين يتم مباشرة علاجهم تحت إشراف طبيب المنتخب الوطني.. والذي أصر أن يحمل كل لاعب تقارير طبية رسمية من ناديه من أجل وضع خطة استكمال العلاج المطلوب خاصة محمد عبدالشافي المحترف في الأهلي السعودي والذي أصيب أيضا بإرهاق في العضلة الخلفية للقدم اليسري وتم إجراء أكثر من أشعة لتحديد مدي سلامة حالته، وكذا أحمد الشناوي حارس المرمي الذي أصيب وخرج في مباراة الزمالك وحرس الحدود الأخيرة حيث لعب هذه المباراة وهو مصاب في العضلة الأمامية للقدم اليمني أثناء مشاركته أمام الاتحاد السكندري في مباراة الدوري الممتاز وبات مؤكدا غياب عبدالشافي. واكتفي شوقي غريب في هذه النقطة بالذات بتحذير اللاعبين من المشاركة في المباريات رغم الإصابة.. قائلا.. كفاية ما حدث لشريف إكرامي ولعمرو جمال ولكن قدر الله وما شاء فعل وأن أي لاعب مصاب أو مجهد عليه بمصارحة الجهاز الطبي لاتخاذ خطوات العلاج المطلوبة. ولم يكن هناك حل آخر أمام الجهاز الفني للمنتخب لتذكير اللاعبين بأخطاء مباراة السنغال الأولي إلا استعادة عرض شريط المباراة كاملا وقام غريب بمراجعة تلك الأخطاء التي وقعت من بعض اللاعبين الذين تم استبعادهم من صفوف المنتخب لسوء المستوي الفني والبدني، وجدد ثقته التامة في اللاعبين المدافعين الحاليين والذين يتقدم مستواهم من مباراة لأخري.. ووضع غريب سيناريو المباراة أمام أعين اللاعبين مؤكدا أن الفريق الضيف سوف يلعب من أجل خطف نقطة من مصر وهي بمثابة طوق نجاة له لملاقاته فريق بتسوانا بعد ذلك وتلك النقطة لا قدر الله تعني ابتعادنا عن النهائيات. ويضع الجهاز الفني خطته علي ضرورة التأمين الدفاعي في أول المباراة تحسبا لأي خطة مضادة وتحسبا لوقوع أي أخطاء عصيبة مع بداية المباراة من جانب اللاعبين المصريين خاصة أن السنغال.. أسود التيرانجا.. يعتمدون في أدائهم علي الاندفاع القوي والمركز علي مرمي الخصم من أجل التسجيل المبكر.. وقد خاض المنتخب أكثر من تجربة تدريبية علي هذا الأسلوب وغيره وكذلك قام غريب ونجوم الفريق بإعداد «مناورة» كروية تمثل بروفة حقيقية لما سوف تكون عليه المباراة وذلك من خلال أكثر من تدريبات خططية منوعة لمواجهة كل من السنغالوتونس وذلك بالأداء الهجومي الضاغط من مجموعة المهاجمين ضد المدافعين لتوضيح وعلاج بعض الأخطاء لتلافيها في المباراتين القادمتين. ويعتمد غريب علي مجموعة من الأوراق الرابحة في صفوفه لإمكانية تنفيذ ما يريده في الملعب خاصة في خط الوسط بقيادة إبراهيم صلاح نجم الزمالك ومعه محمد صلاح المحترف في تشيلسي وصاحب الانطلاقات الصاروخية من الخلف إلي الأمام وأمامه عماد متعب العائد إلي صفوف الفريق الوطني بعد فترة طويلة غاب فيها لسوء المستوي الفني والبدني والإصابات المتلاحقة، وإن كان هناك رغبة أكيدة لدي الجهاز الفني بكل أعضائه بضرورة اللعب برأسي حربة متمركزين في منطقة جزاء السنغال ثم أمام تونس لتعويض ما فات من نقاط ضائعة أمام هذين الفريقين بالذات. وحتي اللحظات الأخيرة قبل موعد المباراة حاول أعضاء اتحاد الكرة إقناع مسئولي وزارة الداخلية بضرورة السماح بأكبر عدد من الجماهير بدخول المباراة لمؤازرة المنتخب في مواجهته الشرسة أمام السنغال إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل حتي اللحظة ومن المقرر السماح بعدد 30 ألف متفرج لحضور اللقاء وإن كان البعض يؤكد أن هذا العدد لن يحضر المباراة أيضا نظرا للظروف الأمنية التي تحيط بمصر الآن وسعي الفئة الخارجة عن القانون والشرعية لإحداث الشغب والهرج والمرج بأي طريقة، وإن كانت النية تتجه لحضور مجموعة من القوات لمؤازرة المنتخب وفي نفس الوقت زيادة أعداد القوي الأمنية التي سوف تراقب المباراة وتقرر إجراء خطوات تفتيش لكل من سوف يسمح له بدخول المباراة لمنع تهريب الشماريخ إلي داخل المدرجات مثلما حدث في مباراة مصر وبتسوانا الثانية بالقاهرة وهو الأمر الذي أمكن السيطرة عليه سريعا وقتها وتبين أن تلك الشماريخ القليلة تم تهريبها عن طريق بعض الفتيات اللاتي حضرن اللقاء من أجل إفساده، لما سوف يتم نشر قوات أمن سرية بين المتفرجين للسيطرة التامة علي المدرجات، بالإضافة إلي قوات فض الشغب والمظاهرات تحسبا لأي تصعيد من جهة جماهير ألتراس أو غيرهم. ويحضر المباراة خالد عبدالعزيز وزير الرياضة والذي كان علي تواصل مستمر بكل أفراد الفريق وجهازه الفني للاطمئنان علي المنتخب واستعداداته.. كما وعد بمكافآت ضخمة في حالة الوصول إلي نهائي كأس الأمم الأفريقية في حالة تخطي كل من السنغالوتونس، وهو نفس الأمر الذي وعد به اتحاد الكرة لتحفيز اللاعبين.