ماهيش وزيرة التأمينات ولا بنت دلُّوعة بتمسك في الحاجات ولا واحدة ليدي.. سلوي ياسيدي بنت أبسط م البساطة بنت تشبه زهرة ف جزيرة محاصراها الحواطة .. بنت حلوة وطيبة افتكرت الدنيا حنيِّنة لقيتها شيطانة ماسكة لها زباطة.. وكل ماتشوفها تنزل فيها ضرب .. وسلوي تدوس علي الأحزان وتبتسم وتملا الدنيا من حواليها حب .. وتتسند علي أبوها كأنه حيط وتشوفه حلمها كأنه غيط وتتسند عليه كما بيتسنَّد العواجيز علي العصا تتسند عليه في البرد لواشتد أو قسا تتسند عليه لما الطريق يتملي شوك أو فصا تتسند عليه في زحمة السوق تتسند عليه وسط الأرض لحد ماتحس بأنه سكن الحشا.. ف تغزل من حزنها ورد وترشه علي عشاق الحب في الخلوة.. وسلوي تفتح عينيها تلاقي أبوها فجأة راح يعيش جوار الرب وتلاقي نفسها وحيدة وسط شلة ديابة وسط العتمة والعفاريت وسط الرعب من لحظة كلابة وسط رعشة صوابع القلب ونشف الريق لكن الأصل يطفِّي جوُّاها الحريق وتتبسم وهي شايفة أبوها سايب لها بسْ زرعه يادوبك قيراط ونصْ عرضها أضيق من علبة الكبريت وطولها أطول من صبرالغلابة لمّا يطس إلا إنها تفتح قلبها الأبيض وتبص للفجرالنايم في آخر الغيط وتمشي علي الحصا وكأنها ملاك ماشي علي كريمة.. تمسك الفاس وتميل وتنحني وتعزق تقولشي سعاد حسني في السيما.. تطبطب علي الأرض وكأنها مزيكة شجن بتدمِّع عينيِّه.. تحضن شجرة الرمان وكأنها ولدها اللي مارادلهاش ربنا تجيبه تجيب لقلوبنا الشجن وربنا لقلوبنا الميتة تجيبه تجيب الحب ودفا القرب تجيب الوشوش المسامحة وتغلب حزنها والكرب تصالح الشرق ع الغرب وتقنعك إنها بتملك الدنيا مادة وحسْ.. بتمتلكها قلب ووشْ.. رغم إنها ماطلعتش من الدنيا غير بقيراط ونص.. وطيبة تمحي ذنوب طغاة الأرض وزير بتسقي منه الشقيانين والورد ومحبة بتضلل قوي ع الخص.. ما سابلهاش أبوها غير قيراط ونص عرض علبة الكبريت وطول الشوف .. سابهم سلاح ضد كسرة النفس والانكسار والخوف.. وضد العوزة حتي لو كانت العوزة دي للأخ .. سابها رافعة الراس عزيزة ضد الركوع والنخ .. والحزن والحرمان .. ف قررت تهزم ظلم الدنيا ليها وتزرع القيراط ونص دول كلهم ر مَّ ا ن يمكن يعوضوها عن موت أبوها اللي فجأة سابها وراح !!