علي الرغم من تعدد القضايا ذات الأولوية التي تشغل اهتمام الرأي العام ومتخذي القرار، يأتي الاهتمام بالبحث العلمي في مقدمة القضايا المصيرية التي تواجهها مصر والبلدان العربية خلال السنوات القادمة، حيث تشير التقارير الحديثة إلي تدني مساهمة البلدان العربية في البحث العلمي والابتكار التكنولوجي، مقارنة بدول أخري عديدة، تخصص للبحوث العلمية والابتكارات والاختراعات الجديدة ميزانيات معتبرة، وتوجه ثمار أعمالها لتطوير المنتجات الصناعية والزراعية والتكنولوجية، لتتمكن من المنافسة في الأسواق العالمية، وقد صعد العديد من البلدان النامية إلي مصاف الدول المتقدمة علميا وتكنولوجيا، واقتحمت صناعات متطورة مثل برامج الفضاء ومن أبرز الدول التي حققت إنجازات كبيرة في هذا المجال الصين والهند، فقد شهدت السنوات الأخيرة سباقا محموما في هذا المجال، وهذا يفسر التطوير والتحسين المستمر وظهور منتجات جديدة ومتطورة خاصة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.. وإذا نظرنا إلي مساهمات البلدان العربية في هذه المنافسة العالمية، نجد أن كافة المؤشرات العلمية والتكنولوجية تشير إلي إتساع الفجوة بين العالم العربي من جهة والبلدان المتقدمة والصاعدة من جهة أخري.. وأتصور أن نقطة البداية تكمن في إعطاء قضية البحوث العلمية والتكنولوجية أولوية متقدمة.. فالوقت حان للدخول في هذه المنافسة العالمية، وهذا سيكون له مردود كبير في تحقيق التنمية والنهوض بالبلدان العربية.. هذا هو الطريق!