سهر جمهور مصري كبير من محبي الفنون التراثية والمهتمين بتراثنا الشعبي في ليلة رائعة خُصت لعرض متنوع للأزياء التراثية في قصر الفنون بدار الأوبرا ضمن فعاليات المهرجان القومي السابع للحرف التراثية.. وهذه العروض للأزياء التراثية تقام نادراً رغم كثافة الحضور ورغبة محبي تلك الأزياء من زوار مصر من عرب وأجانب في اقتنائها والتباهي بارتدائها في مناسبات مختلفة لكنها عروض علي ندرتها دائماً ما ترتبط بفاعلية ثقافية خاصة بالعروض التراثية ولا تُقام لذاتها رغم أنها جزء هام من هويتنا الثقافية وكان آخرها ما أُقيم بوكالة الغوري قبل إغلاقها للترميم.. في هذا العرض بقصر الفنون عرضت من تصميمها الفنانة عفاف شرف الدين ثلاثين موديلاً مستوحاة جميعها من التراث الشعبي والثقافي المصري تنتمي لبيئات متنوعة من بدوية إلي ريفية إلي نوبية وبعضها مستوحي من الفن الفرعوني وقد قدمت الفنانة أزياءها بما يتناسب وروح العصر بما يمكن صاحبتها من ارتدائها في مناسبات مختلفة تضفي علي صاحبتها جمالا آخذا بذلك الثراء اللوني وبتلك النقوش والموتيفات والعناصر الشعبية الخاصة والمميزة لكل بيئة استوحي منها تصميم الزي التراثي العصري معاً .. ومصر تمتلك ثراء فنيا كبيرا لما تتنوع به الأزياء الشعبية في ربوع مصر من بيئة لأخري إذ إن لكل بيئة طابعاً خاصاً وزياً مختلفاً، وتتنافس السيدات في كل منطقة علي الابتكار والتحديث للملابس الشعبية لكي تتواكب مع العصر، ففي النوبة ترتدي المرأة ملابس مطرزة بالخرز، وفي الشرقية ترتدي المرأة عباية أو جلباباً مشغولاً من الديل والأكمام وتسمي «بروان» وتشتهر سيدات الوجه البحري عموماً بارتداء العبايات الواسعة ويطلق عليها «الملس» وفي الغالب يتم ارتداؤه فوق اللبس العادي، بالإضافة إلي ارتداء الطرحة علي الرأس، أما في واحة سيوة فتختلف ملابس المرأة المتزوجة عن الفتاة العذراء، فالأخيرة تلبس الجلباب وعليه حزام مزخرف وهي تشغله بيدها وبداخل الحزام «جراب» به كل أدوات زينتها ،بينما ترتدي المرأة المتزوجة حزامًا غامقاً وليس به زخرفة، وهذه الأنماط التقليدية يتوارثها جيل بعد جيل في ربوع مصر وتعكس في طياتها المعتقدات والمفاهيم الشعبية لطبيعة البيئة لتضم مصر مناطق تراثية وثقافية عديدة ومتنوعة نحتاج أن تترجم في أزياء يُقام لها عروض شهرية في أكبر قاعات العرض لتصبح في متناول الاقتناء للاستمتاع بموروثنا الفني والحفاظ عليه.