تحت رعاية رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسي، انطلقت الأحد الماضي 7 سبتمبر، فعاليات مؤتمر أخباراليوم الاقتصادي «مصر.. طريق المستقبل»، بمشاركة عدد كبير من الوزراء، ورجال الأعمال المصريين، والعرب، والأجانب، وجمعيات شباب، وسيدات الأعمال، والمستثمرين المصريين، والعرب، والأجانب، واتحاد الغرف التجارية، ورجال الإعلام، وعدد من الشخصيات العامة، إضافة إلي ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.. وشهد اللقاء استعراض رئيس الوزراء، التوجهات الاقتصادية للحكومة والإجراءات التي تنوي اتخاذها لإزالة معوقات الاستثمار، إضافة إلي عرض رؤية الحكومة حول كيفية تحقيق العدالة الاجتماعية. ياسر رزق: مصر الثورة لا تنقصها القيادة ولا الخبرات ولا تستعصي عليها التحديات وأكد رئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، أن مصر لم تكتشف بعد، وأن الحكومة الحالية تسعي لاكتشاف مصر من جديد لإحياء دورها التاريخي في الريادة، ووضعها علي مصاف الدول المتقدمة. أضاف محلب، خلال المؤتمر، أن الحكومة لديها رؤية واضحة لنمو الاقتصاد، وهي بناء نظام تنموي يختلف عن السابق مصحوباً بزيادة عدد المشروعات وخلق بيئة محفزة للمستثمرين. وأوضح محلب، أن الحكومة تفكر الآن في إنشاء وزارة خاصة بالتعليم الفني والمهني. وقال محلب في كلمته: "إنه لمن دواعي سروري أن أجتمع بكم لكي نعيد مصر للريادة وأن تكون فاعلاً إقليمياً، وأن تلبي احتياجات أبنائها، وإذا كنا نتحدث عن مصر المستقبل، فإننا نتحدث عن رؤية قيادة وحكومة وشعب، ولابد أن نتشارك في هذه الرؤية بما فيه صالح البلاد". أضاف: "نحن نحتاج لرؤية حتي تكون بمثابة خريطة طريق لتعظيم الاستفادة من إمكانيات الوطن التي هي أساس تقدم الدول". تابع: "وجود الرؤية يؤدي إلي وجود بريق أمل يجمع الشعب المصري ويسهم في خارطة المستقبل، مع تحديد أدوار القيادات الفاعلة في عملية التنمية، كما أن وجود الرؤية يرسخ الاتجاه المحدد بغض النظر عن وجود تغييرات في الحكومات". وتساءل محلب قائلاً: "لماذا لا نكون من أقوي 30 دولة متقدمة في العالم؟"، وأجاب: "هذا يتحقق ضمن برنامج واضح ترتبط فيها التنمية والتخطيط للتنمية". وقال: "بالنسبة للسياسية الداخلية فعلينا بناء نظام ديمقراطي مبني علي التعددية الحزبية، والفصل بين السلطات، واحترام مبادئ حقوق الإنسان، ومدنية الدولة وعدم زج الدين بالسياسة، وتقوية دور المؤسسات والمجتمع المدني، أما بالنسبة للأمن القومي، فرؤيتنا أن تكون مصر ذات سيادة ونقضي علي الإرهاب". أضاف، أن الحكومة تعمل علي المشروعات القومية الكبري، مؤكداً أن نسبة معدلات البطالة هذا الشهر انخفضت خاصة في مجال التشغيل، كما تعمل الحكومة علي مشروعات متناهية الصغر. وقال: نستهدف تحويل الباعة الجائلين إلي تجار، وزيادة عدد الأسر المستحقة لمعاش التضامن الاجتماعي. وأكد أن الحكومة تهتم بأطفال الشوارع وتحقيق مجتمع عادل متساويا في الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتستهدف تحقيق التنمية المتكاملة للإنسان المصري فهو الهدف والغاية من الخطط القومية. وقال: "نريد أن نري مواطناً ذا شخصية مستنيرة، مبدعا، مثقفا، مسئولا، وقابلا للتعددية، واختلاف الفكر، وشغوفا لبناء مستقبله". وبشأن التعليم والثقافة قال: نستهدف أن يكون التعليم بجودة مرتفعة، ونقضي علي الأمية، وإعادة هيكلة التعليم قبل الجامعي، وتنمية مهارات الطلاب، وإدماج الطلاب في جميع الأنشطة الرياضية والثقافية والارتقاء بمؤسسات التعليم العالي، وتطوير المناهج، وأساليب التدريس والاهتمام بالمدرسين وأعضاء هيئة التدريس. وعن مجال الصحة، قال: نستهدف تطوير صناعة الدواء المحلي بالتعاون مع المؤسسات العالمية وتطوير التعليم الطبي وتطوير المستشفيات. كما تحدث عن مجال التنمية العمرانية، لافتاً إلي أن الدولة تستهدف استغلال جميع المساحات الشاسعة، ووضع خريطة عمرانية جديدة خاصة أننا نعيش علي 6% من مساحة مصر، ونتطلع لمضاعفة مساحة العمران وإعادة توزيع السكان وتطوير العشوائيات. من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخباراليوم، ياسر رزق: إن فكرة مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي جاءت منذ شهرين، عندما عقد منتدي الأخبار، حيث فاجأهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالحضور، وتحدث لمدة 45 دقيقة. وأشار رزق، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إلي أنه تم عرض عدة أفكار اقتصادية خلال المنتدي، كان من ضمنها أن تنظم أخباراليوم مؤتمرا اقتصاديا لتناول التوجه الاقتصادي للدولة، وخطة تحقيق النمو الاقتصادي للبلاد في ضوء برنامج التنمية الاقتصادية الذي أعلنه الرئيس في برنامجه الانتخابي. وأوضح، أنه تم بدء العمل باليوم التالي مباشرة لمدة 80 ساعة علي مدار 6 أسابيع بمشاركة خبراء وممثلين عن الحكومة، وتم تحضير أوراق عمل للجلسات، متمنياً أن يتم إصدار التوصيات في شكل خطة عمل وتقديمها لرئيس الوزراء، بالإضافة لإنشاء أمانة دائمة من الحكومة والمستثمرين لمتابعة تنفيذ القرارات. وقال نحن هنا من أجل مصر التي تستحق تعاون وتكاتف الجميع، ومن أجل أيضا وطن في ظل قيادة وطنية تسابق الزمن لطموح أبنائها في بناء مصر الحديثة. واختتم رئيس مجلس إدارة أخباراليوم، بأن مصر الجديدة لا يستعصي عليها تحديات أو مخاطر، مشيراً إلي أنه حان وقت العمل لأنه لا مجال للأعذار لأنه لا ينقصنا قيادة أو خبرات. بينما قال العالم المصري، الدكتور أحمد زويل، إن نهضة الدول والشعوب لا تتحقق بدون إرادة وعمل جاد، ومصر أعظم بلاد العالم وقادرة علي تحقيق ذلك بسواعد أبنائها. أضاف، أنه لدينا فرصة ذهبية لاستغلال القوة البشرية الكامنة في تنمية وبناء مصر، في عدة مجالات مثل التعليم الحديث والبحث العلمي. وتقدم زويل بالشكر إلي مؤسسة أخباراليوم العريقة، ورئيس مجلس إدارتها، الكاتب الصحفي، ياسر رزق، علي دعوته للمشاركة في المؤتمر، مشيرًا إلي أن هذا المؤتمر يعد فرصة عظيمة لطرح الرؤي لتحقيق النمو الاقتصادي للبلاد بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأشار إلي أنه اجتمع في الأيام الماضية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، لوضع تصور عام لمستقبل البحث العلمي في مصر، مشيراً إلي أنه يري بوادر للتغيير في مصر في مجال استثمار البحث العلمي. وأوضح، أن هناك دراسة لبناء مدينة بحثية متكاملة سيكون لها مستقبل باهر لمجال البحث العلمي في مصر لتعليم أولادنا علي الدراسة البحثية، وتنمية المهارات. بينما قال: رئيس اتحاد البنوك الإسلامية واتحاد الغرف التجارية الإسلامية، الشيخ صالح كامل، إن ما حدث في 30 يونيو كان لطفاً من الله بمصر والإسلام والمنطقة، حينما سخر الله الشعب المصري العظيم للخروج في أكبر تظاهرات في تاريخ البشرية أمام جماعة الإخوان المسلمين. وقال خلال المؤتمر: "لا أتحدث بصفتي مستثمرا عربيا، وإنما استند لحائط سميك وهو حبي لمصر". أضاف، أن المؤتمر علامة علي الطريق الصحيح نحو مستقبل اقتصادي منتعش في مصر. وعقب علي كلمة العالم المصري، أحمد زويل قائلاً: "تحدث العالم الجليل زويل، عن أن مصر مليئة بالعقول النيرة التي ساعدت في بناء العديد من الدول، وأنا أؤكد أننا لابد أن نستفيد من كل تلك الخبرات لعقد رباط جديد لمجتمعنا العربي". وقال: "إن أصيبت مصر بالبرد عطست في بيتي بجدة أو باكستان". أضاف كامل، أنه لم يكن هناك إلا الطبيب المصري، والجامعة المصرية، والعالم المصري، فكلنا تعلمنا علي يد المصريين، ويجب أن نشد علي يدها في هذه الفترة. بينما قال الكاتب والأديب، جمال الغيطاني، إن تنظيم مؤسسة أخباراليوم لمؤتمر اقتصادي إنما يعطي دوراً جديداً للمؤسسات القومية، مشيراً إلي أن عقد مؤتمر اقتصادي كبير في هذا التوقيت أمر هام للغاية، خاصة بعد التغيير الذي حدث خلال الفترة الماضية. وأوضح، أن النقاش الاقتصادي يجب أن يتضمن كل أطياف المجتمع ومن ضمنهم المفكرون والأدباء وغيرهم. وأوضح الغيطاني، أن الوضع الاقتصادي الذي ساد في ال40 عاماً الأخيرة يحتاج لإعادة نظر وقرارات قوية، مشيراً إلي أن لقب "رجل الأعمال" لا يطلق إلا علي من يستحقه، فأحيانا تُشكل ما يشبه "المافيا" المسيطرة، موضحاً أن مصر تحتاج إلي رأسماليين. وأكد الغيطاني، أن الدولة يجب أن تأخذ حقها من المستثمرين دون أن يبدو الأمر وكأنه "تسول"، موضحاً: "من يأخذ شيئاً يدفع حقه"، خاصة الأراضي التي صنع البعض مليارات بسببها. وقال رجل الأعمال، محمد أبوالعينين، إن المؤتمر الاقتصادي الذي تنظمه مؤسسة أخباراليوم جاء في وقت مميز بعد انتخاب رئيس لمصر، واستقرار الأحوال الأمنية. وأكد أبوالعينين، أن المؤتمر جاء لتحقيق رؤي جديدة ومستقبلية للاستثمار في مصر وإيجاد طرق لتنفيذها، وأن له أهمية خاصة لأنه بعد ثورة 30 يونيو، وتحت رعاية رئيس الجمهورية الذي أعاد الثقة مرة أخري للمستثمرين وفي الحكومة. أضاف أبوالعينين قائلاً: "يجب مساعدة الحكومة لتنفيذ تلك الرؤي الجديدة التي تطرح في المؤتمر، ويجب إيجاد مشروعات للمستثمرين الصغار، والفلاحين، وفي القري والنجوع ومحافظات الصعيد".