من بوابات «مارينا» يبدأ الزحام، تتراص السيارات الفارهة في طوابير طويلة انتظاراً للدخول. لا تبدأ الحياة هنا قبل الساعة الرابعة عصراً، يتدفق المصيفون علي الشواطئ التي تتمدد برحابةٍ تسع الجميع، تصطفُ المظلاتُ بطولِ الشاطئ، وهناك كان ينتظرنا بحرٌ هادئٌ، وشمسٌ أليفةٌ تعتليه، النسيمُ المنبعث من ناحية البحر يجعل حرارتها برداً وسلاماً علي رواده. علي أحد اللانشات التي تتراص بطول المرسي التقينا بلال عاطف «طالب بالجامعة الأمريكية» الذي أخبرنا أنه جاء إلي هنا برفقة مجموعة من أصدقائه ليستمتع بآخر «ويك إند» في الإجازة الصيفية قبل أن تُسأنف الدراسة. يسرد لنا بلال تفاصيل يومه الذي يبدؤه من الساعة السادسة مساء بالاستجمام علي شاطئ «لا بلاج» بمارينا 5. يتابع: أكثر مايجذبني أنا وأصدقائي الألعاب المائية مثل ال«جيتسكي» الذي نؤجره بشكل شبه يومي وال«بانانا بوت». إلا أن الفعاليات الحقيقية كما يراها بلال تبدأ في المساء بحفلات ال DJ التي تُنظم يومين في الأسبوع وتستمر حتي الساعة الرابعة فجراً. يتابع: هذه الحفلات تجذب معظم الشباب الموجودين في قري الساحل الشمالي كله وليس في مارينا فقط. غير الحفلات الأخري التي تحقق نجاحاً باهراً مثل حفلة الراقصة «صافيناز» الأخيرة. اقتراب موعد بدء الدراسة في الجامعات وبخاصة الجامعة الأمريكية والألمانية بالقاهرة يمثل انتهاء الموسم بالنسبة لأحمد مصطفي أحد قدامي العمال المشرفين علي الألعاب المائية في شواطئ مارينا، الذي يري أن بدء الدراسة في الجامعات «خراب بيوت» للعاملين في الساحل الشمالي لما تشهده الشواطئ من هجرة جماعية لمعظم الشباب، وهي الفئة الأكثر إقبالاً علي الألعاب المائية وبخاصة الباراسيليج، وال«جيتسكي»، و ال«بانانا بوت». ويقول: في بدايات شهر سبتمبر يقل نشاطنا بنسبة 90% نجمع «العدة» ونبدأ في إجراء الصيانة الشاملة للانشات وال«جيتسكي»غير تلك التي كنا نجريها بشكل دوري. ورغم أن موسم الصيف هذا العام في مارينا كان رائجاً ومزدحماً ولكن كثيرا من المصيفين هنا وأغلبهم من مُلاك الفيللات والشاليهات، تركوها واتجهوا إلي المنتجعات الجديدة مثل قرية مراسي والهاموج وشاطئ «ذا بيتش» بسبب الحملات الإعلانية الضخمة لهذه الأماكن الفاخرة. وعن أسعار إيجار ال«جيتسكي» في الساعة الواحدة يُخبرني مصطفي أنها تتراوح مابين 700 إلي 1000جنيه وتتفاوت حسب السرعة وسعة المحرك. بحلول المساء تدبُّ الحياة الحقيقية هنا في مارينا التي تعج بالمصيفين الذين يأتون إليها من القري السياحية المجاورة، جولةٌ سريعةٌ في منطقة المطاعم والكافيهات ببورتو مارينا المقابلة لمرسي اليخوت الشهير تعكس لك حجم إقبال المصيفين وبخاصة من الشباب. «للأسف مارينا أصبحت شعبية وتدهورت بشكلٍ كبير».. يبادرني لؤي خطّاب «23 سنة» وهو يُشير إلي حجم الزحام الذي يراه «مُروعاً» ويتابع: أغلب رواد مارينا الحقيقيين هربوا منها لأن فئات غريبة انتشرت هنا بشكل كبير بما يشبه الاحتلال الكامل للقرية التي ظلت مُحافظة علي مستواها لسنواتٍ طويلة فلم تعد توجد أي ضوابط تحكم تدفق هؤلاء إلي مارينا. المشكلة الأساسية كما يُشير عماد لا تكمن في كم المصيفين هنا، ولكن في السلوكيات المشينة التي انتشرت ولم نكن نراها فيما قبل. يتابع: كل يوم تحدث مشاجرات كثيرة بين الشباب في مارينا تُشهر فيها الأسلحة البيضاء والمطاوي، غير غُرز الحشيش والمخدرات التي انتشرت بشكل كبير وبخاصة في الحفلات التي تتعرض فيها البنات أيضاً لمضايقات كثيرة، هناك العديد من حالات التحرش حدثت هنا في مارينا وسمعنا بها مؤخراً. غير البيرة والخمور التي تباع علنا لمن هم أقل من 21 سنة وللأسف يتم ذلك علي مرأي ومسمع الأمن الذي لا يقوم بأي دورٍ ورغم أن مارينا توجد بها نقطة شرطة. كل ذلك دفع فئاتٍ كثيرة لتتجه إلي شواطئ «مراسي» و «هايسيندا» الجديدة التي تنتقي روادها بشكل كبير، فارتفاع أسعار الفيللات والشاليهات فيها حصر الفئات الراقية التي ترتادها لتحافظ علي مستوي معين.