لا شك كما يقولون إن في السفر سبع فوائد إلا أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي المملكة العربية السعودية مؤخرا حصدت العديد من الفوائد لعل أبرزها أداء العمرة لتكون فاتحة خير علي خطواته القادمة يستلهم المدد من الله عز وجل لكي يعينه علي حل مشاكل المصريين ويحقق طموحاتهم في الحياة الكريمة.. كما أن الزيارة عكست عمق العلاقات المصرية السعودية بما تضمنته من معان ودلالات خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات وتحديات يأتي في مقدمتها التقدير الذي تكنه مصر وشعبها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمواقفه التاريخية ومبادراته الكريمة التي قدمها لمصر في الأوقات العصيبة التي مرت بها. كما أن اختيار الرئيس السيسي للسعودية كمحطة أولي في جولاته الخارجية يعكس متانة وأهمية العلاقات التي تربط بين البلدين التي تتطلب التنسيق والتشاور في ظل المرحلة الحرجة التي يمر بها العالمان العربي والإسلامي الآن خاصة فيما يتعلق بتنامي ظاهرة الإرهاب بعد أن أصبحت تلك الظاهرة تشكل التحدي الأكبر الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة.. لقد أدرك الزعيمان العربيان بتشاورهما الدائم في القضايا العربية المصيرية أن الخطر قادم من كل اتجاه من سوريا والعراق وليبيا وفي كل اتجاه فالفوضي السورية- العراقية- اليمنية تهدد أمن دول مجلس التعاون الخليجي بفعل فاعل خاصة إذا ما علمنا أن تلك العمليات تجري باتفاق أمريكي- غربي- إيراني- تركي للعبث في المنطقة وهو ما نراه الآن من فوضي في ليبيا ذات الحدود الكبيرة مع مصر مما فتح أبواب تهريب السلاح والمخربين لاستنزاف مصر بتحالف إخواني قاعدي كما ظهرت مخططات القاعدة وداعش وجبهة النصرة في سوريا والعراق لزعزعة أمن واستقرار المنطقة. سر يا سيدي الرئيس علي بركة الله وفي حمايته ما دامت خطواتك بدأت بالعمرة وزيارة بيت الله الحرام.