من خلال دراسة تجارب العديد من دول العالم التي حققت نهضة وتقدما، وصعدت إلي مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا، يتبين بوضوح أن البداية كانت بإعطاء الأولوية للاهتمام بالتعليم والبحث العلمي، وتوجيه استثمارات معتبرة للإنفاق علي هذا القطاع الحيوي.. وربط مراكز البحث العلمي بالقطاعات الإنتاجية خاصة في مجال الصناعة والتكنولوجيا.. فاليابان علي سبيل المثال بدأت بإيفاد البعثات العلمية إلي أكبر جامعات العالم، واستطاعت من خلال الاهتمام بصناعة الإلكترونيات أن تغزو هذه الصناعة وتتفوق فيها، واقتحمت صناعة السيارات وتفوقت فيها، أيضا تبنت التجربة الماليزية نفس الفكر، فمن خلال الاهتمام بالتعليم وتكوين قاعدة من العلماء، استطاعت ماليزيا في عهد الدكتور مهاتير محمد أن تصعد إلي مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا في سنوات قليلة، أيضا هناك تجربة كوريا التي غزت منتجاتها مختلف الأسواق العالمية لما تتمتع به من جودة عالية وأسعار منافسة.. وتتابع مختلف دول العالم، تجربة الصين التي غزت منتجاتها الأسواق العالمية، ويحقق الاقتصاد الصيني أعلي معدلات نمو في العالم يتجاوز 10% سنويا لمدة عقدين متصلين.. فالملمح الواضح الذي يمكن رصده، أن كل تلك التجارب وغيرها، القاسم المشترك فيها الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي.. فهكذا تتقدم الأمم والشعوب..