لن تتوقف طبول الحرب التي يشنها «الإخوان المحتلين» علي مصر.. ويخطئ من يظن أن الجماعة انتهت عندما أنهي المصريون احتلالهم للبلد. لن يترك التنظيم الدولي للإخوان وسيلة، ولن يهدر وقتا، سعيا وراء تخريب هذا البلد الآمن، ولم تُجدِ العمليات الإرهابية، والقتل، وسفك الدماء، والهدم، والترويع، واستهداف الجنود المصريين، بل إن الشعب يزداد تماسكا ونفوراً من الإخوان، وإصرارا علي استكمال ما بدأه في 30 يونيو. وبعد أن أغلقت مصر أغلب الأنفاق التي كانت تسبب نزيفا لمواردها من مواد تموينية، ووقود، وسلع كانت تهرب داخل القطاع بمباركة من حماس، لأنها تقوم بتحصيل رسوم علي كل سلعة يتم تهريبها بصفتها المشرفة علي حفر وإدارة هذه الأنفاق وتوفر الإنارة علي مدار اليوم في الوقت الذي تعاني فيه مستشفيات غزة من انقطاع الكهرباء، ولكن الأنفاق أهم طبعا! وتقدر قيمة ما يدخل جيوب قادة حماس من عمليات التهريب عن طريق الأنفاق بملايين الدولارات شهريا.
وكالعادة لم يجد التنظيم الدولي ممثلا في حماس - التي أدي كل قادتها يمين السمع والطاعة لمرشد الإخوان - سوي اللعب بورقة غزة التي أصبحت بمثابة ورقة التوت للجماعة. فأطلقت حماس صواريخ فشنك، لم تقتل ولم تصب إسرائيليا واحدا، وهي تعلم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي سترد بهمجيتها المعهودة. وقد كان، أمطرت تل أبيب سماء غزة بالصواريخ واجتاحتها بالدبابات، فقتلت المئات وأصابت الآلاف.
بدأ السيناريو المتوقع والمتكرر.. سارعت مصر بتقديم مبادرة لوقف إطلاق النار ولوقف نزيف الدم الفلسطيني بعد التشاور مع الجانبين من إسرائيل وحماس.. وتعمدت حماس التعنت تنفيذاً للسيناريو الموضوع من التنظيم الدولي ورفضت الالتزام واستمر العدوان الإسرائيلي علي غزة، واختبأ قادة حماس في قطروتركيا.. وأعلنوا من هناك ضرورة تدخل البلدين قطروتركيا في المبادرة بحجة أنهم يريدون فك الحصار عن غزة قبل الموافقة علي المبادرة، وهم متأكدون أن إسرائيل لن توافق! ولكنهم يتاجرون بدماء الأطفال ويظهرون أن مبادرة مصر فشلت.. وأن طوق النجاة في يد قطروتركيا!. وإذا عدنا بالذاكرة لشهر نوفمبر 2012 عندما نفذت إسرائيل عملية عسكرية مشابهة في قطاع غزة وأطلقوا عليها اسم (عمود السحاب) في عهد الاحتلال الإخواني لمصر، قام السجين محمد مرسي وكان الرئيس وقتها بطرح مبادرة مماثلة تماما للمطروحة حاليا، ووافقت عليها حماس فورا دون قيد أو شرط، وكان الحصار الاقتصادي علي غزة في هذا العام أشد وطأة.. والفلسطينيون في القطاع يعانون، ولكن كانت مصر مرتعا لقادة حماس.. وكله يهون من أجل «الجماعة»!. منذ عام 48 ومصر تقدم النفيس والغالي من أجل القضية الفلسطينية، وضحت بدم أبنائها من أجل نصرة الشعب الفلسطيني، ولن تتخلي يوما عن هذه القضية حتي تعود للشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة ووطنه المحتل، وتكون القدس عاصمته، ولكنها لن تسمح للإخوان المحتلين وتنظيمهم الدولي بأن يزايدوا عليها في مساندة الفلسطينيين وقضيتهم.
السيناريو محفوظ، ليس فك الحصار الهدف، وليس محاربة العدو الإسرائيلي الهدف، وليس إعادة الحقوق الهدف.. ولكن مصر هي المستهدفة، وإدخال تركياوقطر النشاز في جملة مفيدة، وإظهارهما أمام العالم أنهما المنقذان للشعب الفلسطيني. سيناريو هابط، تقوم به جماعة أيديها ملوثة بدماء المصريين، فلقد قتلت الجماعة وأنصارها جنودنا في رفح، وتقدر أعداد المصريين الذين قتلوهم ب10 أضعاف من قتلوهم من الإسرائيليين، ولازالوا يقتلون.. ودماء جنودنا ال22 من حرس الحدود التي سالت علي رمال الصحراء الغربية السبت الماضي وهم صائمون خير شاهد علي خسة هؤلاء الإرهابيين، وعلمهم «الأسود» الذي تركوه في موقع الحادث خير دليل علي تورطهم. شهداؤنا في الجنة.. وانتحاريوكم في النار.
آخر كلمة أخطأت المذيعة أماني الخياط عندما قالت في برنامجها أن دخل دولة المغرب الشقيقة يقوم علي «الدعارة».. فلقد تسببت هذه الجملة «غير الصحيحة» في أزمة بين مصر والمغرب. من حق المغرب أن تغضب. ومن واجب القناة التي أذاعت هذا الكلام الفارغ أن تعتذر علي الهواء، وأن تقدم اعتذاراً رسميا لسفارة المغرب بالقاهرة. ومن واجب المجلس الأعلي للصحافة أن يسارع إلي إصدار ميثاق الشرف «الإعلامي» حتي يكون إطارا يتحرك فيه كل الإعلاميين بحرية وشرف، ودون المساس بأحد، شخصا كان أو مؤسسة أو دولة، حتي نمنع أن يتسبب «كلام فارغ» في أزمات سياسية مصر في غني عنها.