بعد أن استطاعت صواريخ المقاومة الفلسطينية أن تحقق توازن الرعب وتشكل قوة ردع لجيش الاحتلال الإسرائيلي وإجبار آلاف الإسرائيليين علي الاختباء في الملاجئ.. اتجهت الحكومة الإسرائيلية نحو تصعيد القوة التدميرية بعد أن تدحرجت عجلة الحرب علي قطاع غزة والتي تحمل اسم «الجرف الصامد». شملت غارات عنيفة وكثيفة علي مناطق متفرقة من القطاع مما أدي إلي تدمير 282 منزلا بشكل كامل.. و8910 منازل تدميرا جزئيا وفق آخر إحصائية لوزارة الأشغال العامة في الحكومة الفلسطينية.. وتسببت العملية العسكرية ذاتها حتي آخر تصريحات رسمية في استشهاد أكثر من 120 فلسطينيا وجرح أكثر من 1000 آخرين. في حين كانت مستوطنة سديروت جنوبي إسرائيل علي موعد مع تلقي أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع أطلقته كتائب القسام التي تمكنت من توسيع دائرة ضرباتها الصاروخية تدريجيا لتغطي دائرة يبلغ نصف قطرها أكثر من 80 كيلومترا.. وقد تمكنت المقاومة الفلسطينية من قصف البلدات الإسرائيلية بصواريخ متطورة من طراز (J80) في قصفها لمدينة تل أبيب وسط إسرائيل. في عملية أطلقت عليها فصائل المقاومة (البنيان المرصوص). يري الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن مايحدث في غزة إنما هو تصفية حسابات وإسرائيل تريد تصعيد الأزمة وما فعلته حتي الآن لايمكن أن نسميه اجتياحا لأنه ليس عملية عسكرية كاملة. متوقعا مزيدا من الضربات في الأوقات القادمة وأن تلجأ إسرائيلي إلي تنفيذ الخطة (ب) والتي تقضي باغتيال كل الكوادر السياسية والمدنية في حماس. وأشار فهمي إلي الاتصالات التي أجرتها مصر مباشرة بحركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية من جهة وإسرائيل من جهة أخري.. وذلك للتهدئة وتثبيت الهدنة.. ولكن «بحسب قوله» الطرفان يرفضان تلك الوساطة ويسعيان إلي استكمال التصعيد المتبادل.. مشيرا إلي أن حماس هددت بضرب تل أبيب وأن الحكومية الإسرائيلية في اجتماعاتها وضعت خطوطا حمراء للتصعيد منها الرد بضربة عسكرية في عمق القطاع حال قصف تل أبيب. في القاهرة عقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اجتماعا طارئا علي مستوي مجلس وزراء الخارجية العرب يوم الاثنين دعا خلالها الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي مجلس الأمن للانعقاد الفوري لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة وقال العربي إنه أجري مشاورات واتصالات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للوقوف علي مستجدات الأوضاع في قطاع غزة مشيرا إلي أنه سيواصل مشاوراته في هذا الشأن.. وأعرب العربي عن قلقه من التصعيد الإسرائيلي الخطير للعمليات العسكرية علي قطاع غزة محذرا من تداعيات تدهور الموقف علي مجمل الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع مع استمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين .. وذلك في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني واتفاقات جنيف وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. واستكمالا للدور الذي تقوم به مصر علي المستوي السياسي من اتصالات ومشاورات لوقف التصعيد.. أعلنت مصادر طبية بشمال سيناء ورفح حالة الطوارئ بمستشفي رفح المركزي والعريش العام استعدادا لاستقبال الجرحي الفلسطينيين من قطاع غزة «حال فتح معبر رفح» لمرور المصابين.. فيما بدأت جمعية الهلال الأحمر المصري استعدادها لاستقبال المعونات الطبية القادمة من جهات خيرية إلي غزة والتنسيق مع الجهات المختصة لنقلها من معبر رفح.. في حين شكل عدد من شباب مدينة العريش فريقا من المتطوعين لاستقبال الجرحي الفلسطينيين بمستشفي العريش العام. أما الفلسطينيون فلا يوجد لديهم خيارات غير الصمود إلي أن توقف إسرائيل عدوانها.. وقتها سنجد الوسطاء من كل حدب وصوب يفاوضون علي شروط تهدئة لن تعيرها إسرائيل أي احترام.. فقط لأنها غزة التي تدمرها كما تريد وقتما تريد دون أن تدفع ثمنا مقابل ذلك.