كثير منا إذا جلسوا لأشخاص مهمومين بأنفسهم لا ينطقون إلا عن ذواتهم ماذا فعلوا وماذا حققوا وإذا حاولت أن تتفوه بكلمة أو لفظ فلا فرصة لك علي الإطلاق وينافي هذا مقولة د.ريتشارد كارلسون «هناك شيء سحري يحدث للروح البشرية وهو الإحساس بالهدوء الذي يخيم علينا عندما نكف عن الرغبة في توجيه كل الاهتمام إلينا ومن ثم نسمح للآخرين بأن ينالوا السعادة والرغبة في الحصول علي مزيد من الحصول علي مزيد من الاهتمام بسبب ذلك الجزء المتعلق بغرورنا حيث يهمس ويقول: انظر إلي أنا متميز قصتي أهم من قصتك أنه ذلك الصوت الذي بداخلنا الذي ربما لا يخرج ويقولها بصراحة بل يريد أن يؤمن بأن إنجازاتي أهم من إنجازاتك فالأنا هي ذلك الجزء منا الذي يريد أن يري ويسمع ويحترم ويعتبر مميزا وغالبا ما يحدث ذلك علي حساب شخص آخر.. إنه جزء منا يقاطع قصة شخص آخر أو ينتظر بلا صبر دوره ليتحدث حتي يستطيع إعادة الحديث والاهتمام لنفسه وبدرجات مختلفة يقع معظمنا في هذه العادة التي تضر بنا كثيرا فعندما تغوص علي الفور لتجذب الحديث نحوك فأنت بذلك تقلل من سعادة الشخص أثناء المشاركة دون قصد وبالتالي تغلق مسافة بينك وبين الآخرين ويخسر الجميع».. وصف الكاتب الحالة التي يتملكها الغرور والأنا وكيف لا يسمح لك أو ماذا فعلت فإذا اتجه الحديث بعيدا عن الإنجازات فإنه يتفاخر ويتباهي بكونه قابل فلانا وتعرف إلي علان وكلم ترتان وكلها في رأيه أمجاد وإنجازات مع أنها مسألة عادية يصادفها كل منا في حياته ومشواره ووضع صاحب الأنا يحول كل حديث لجذب الانتباه له حتي لو شعر بعدم سعادة من يتحدث إليهم أو اهتمامهم وانجذابهم لما يقول لا يهتم وينصرف كليا غير عابئ بهم المهم أن يكمل ليسمع منك كلمات إعجاب وإطراء للجهد والتحقق والمسيرة وأن يستمر في تكملة ما يريد أن يقوله وأقصي ما يسمح به لك أن تتفوه به هو أن تسأله كيف استطاع فعل كل هذا وتطالبه بالمزيد هنا فقط يسمعك ويجيبك باسترسال ويشعر بالرضا عنك لأنك تسمعه باهتمام ويصبح وقتها أكثر استرخاء ويعيد ويزيد في ثقة ومغالاة وتعال ولا يستطيع السيطرة علي انفعالاته ويظهر غروره وتهوينه واستهانته بأي جهد مبذول من غيره فهو لا يعترف بضرورة أن يتبادل الإنسان الكلام ومعرفة الخبرات والمشاركة حتي ولو كانت تفاخر بما حققوا أما أن يحتكر هذا لنفسه ويستكثره علي الآخرين نتيجة سيطرة الأنا علي تفكيره وحديثه وتصرفاته إلي حد يسلب معه حق الآخرين في سعادتهم بالحديث عن أنفسهم وإنجازاتهم.. والتعبير والإفصاح عن حالهم وآمالهم وهو ما يؤدي بنا للاقتناع أننا أمام حالة طريقها الوحيد هو ابتعاد الآخرين عنها.