الانانيه و الكبر و الغرور ، افات تحيل حياه المرء منا الي جحيم مستعر .. و الذين يعيشون ولديهم هذه الصفات لا ينعمون ابدا بالعيش الهانئ . ولا يعرفون طعن السعاده الي يتذوقها من يعيش حياه البساطه و الايثار . ان " الانا " ذلك الصوت السخيف بداخل المرء منا و الذي يجعلنا دائما في انتظار انبهار الاخرين بنا لهو شئ جد مؤسف . ذلك الدافع الذي يجعلنا دائما حريصين علي ان يعرف الناس اننا افضل منهم ، و اجما منهم ، و اكثر ايمانا و احترما و انجازا منهم لهو اشاره لخلل في تكويننا النفسي ، و مرض يحتاج الي علاج و لحظات صدق و تامل بين المرء و نفسه . و من عداله الاقدار انها تضع المتكبر تحت ضغط نفسي متواصل . فهو يخشي دائما ان يكتشف الاخرين انه اقل مما يدعي ، فيبذل المزيد من الجهد ليخفي عيوبا ، او يبرز محاسنا ، تؤكد للجميع انه كما يقول . علي العكس من ذلك فان المتواضع يخفي كنوز محاسنه ، تحت رمال تواضعه . حتي اذا اكتشفها الناس ادركوا عظم و اهميه و قوه الشخص الذي يتعاملون معه ، و الذي يفتا الايام تخبرهم عن عظيم خصاله ، و كريم طباعه . ان النفس تهوي الاطراء و التمجيد ، لكن النفس التي يروضها صاحبها و يجبرها علي ان تتسم بالتواضع و تحاول دائما ان تظهر الجانب الخير عند الناس هي التي تستشعر بصدق و حلاوه العطاء و سكينه التواضع . الغريب حقا ان الشخص الذي يند كبره و يصفع غروره و يوقظ تواضعه هو شخص يتولي الحديث عن عظمته عمله ، نعم اعماله العظيمه تتحدث نيابه عنه و تخب الجميع بعظمته و جماله . و احسن تفسير هذا الامر وليم جيمس – ابو علم النفس الحديث – حين قال : ان تتخلي عن اعجابك بنفسك متعه تضاهي اقرار الناس بهذا الاعجاب . ولكن الي ان تجرب طعم هذه المتعه ذق بعضا من تعب التعود علي التواضع و البساطه . استمتع دائما اخي الي الاخرين و كن شغوفا باشباع نزوتهم في الحديث عن انفسهم ، اما اعمالك و انجازاتك و جميل صفاتك فاتركها تتحدث نيابه عنك فهي افصح منك لسانا .. غرور ما يجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع غرورنا الشخصي .... " فرانسوا دو لا روشفوكول " نقلا عن موقع:الشارع المصري