"هل ستحسم هيلاري كلينتون أمر ترشحها للانتخابات الرئاسية عام 2016.. وإذا عزمت علي خوض السباق وفازت بتأييد حزبها الديمقراطي، هل ستنجح في الهروب من شبح بنغازي وعلاقات زوجها النسائية، التي كادت أن تطيح به من البيت الأبيض عام 1998 أم سيندثر حلمها ويستغل منافسوها الجمهوريون أوراق الضغط هذه؟".. أسئلة تدور في أذهان كل متابعي الشأن السياسي الأمريكي وتلوح في الأفق مع جولات هيلاري ونشاطها في الولاياتالأمريكية وظهور مستندات تكشف حقيقة هجوم بنغازي وتقاعس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عن إنقاذ البعثة الدبلوماسية هناك، بالإضافة إلي تصريحات مونيكا لوينسكي حول علاقتها بالرئيس بيل كلينتون بعد أكثر من عقد. صراع الجمهوريين والديمقراطيين علي الانتخابات الرئاسية بدأ مبكراً: يوم تلو الآخر، يزاح الستار عن أسرار وتفتح ملفات عن آل كلينتون كان يعتقد البعض أنها صحفات طويت، يقتنصها الحزب الجمهوري لتوجيه ضربة جديدة لخصمهم. فبعد أن أخفق في محاولاته عام 1998 تنحية كلينتون من منصبه بدعوي كذبه حول العلاقة التي ربطته بالمتدربة السابقة في البيت الأبيض "مونيكا لوينسكي" حين كانت في سن العشرين من العمر، وتمكن من إنهاء فترته الرئاسية عام 2000 فيما قررت هيلاري الوقوف إلي جانبه خلال الفضيحة التي هزت البيت الأبيض آنذاك. تجددت الفرصة مرة أخري للجمهوريين للنيل من هيلاري والقضاء علي حلمها في العودة مرة أخري للبيت الأبيض ومنعها من خوض ماراثون الانتخابات القادمة ولكن هذه المرة من خلال الوثائق التي تكشف كذبها في الأزمات التي ألمت بالإدارة الأمريكية أثناء توليها حقيبة وزارة الخارجية، وعلي رأسها هجوم بنغازي، الذي وقع عام 2012 وراح ضحيته السفير كريس ستيفنز و3 أمريكيين آخرين، وتسترها علي معلومات أثناء استجوابها أمام مجلس الشيوخ. ومن ناحية أخري، خرجت "مونيكا" 40 عاماً، عن صمتها بعد سنوات حول علاقتها مع الرئيس كلينتون، في مقابلة خاصة للمرة الأولي مع مجلة "فانيتي فير" الأمريكية، تأسف فيها عما حدث بينها وبين كلينتون، وأنها نادمة عليه. ووصفت علاقتها بالرئيس الأسبق بأنها علاقة بين راشدين. وقالت إن كلينتون قام باستغلالها في وقت لاحق، ونتيجة لذلك تعرضت إلي الكثير من الإهانات بعد ذيوع تفاصيل الفضيحة عام 1998 لأنها استغلت ككبش فداء لحماية الرئيس. وأوضحت أن إدارة كلينتون والإعلام والمحققين استطاعوا إلصاق هذه السمعة بها. وعلق عضو مجلس الشيوخ الجمهوري راند بول، الذي ينوي هو الآخر الترشح للرئاسة في انتخابات 2016 إنه لا ينبغي للمديرين استغلال المتدربات الشابات في مكاتبهم. وأضاف بول أن كلينتون استغل فتاة كانت تتدرب في مكتبه، ولا يوجد عذر لهذا التصرف." وخلال المقابلة قررت المرأة التي هزت عرش كلينتون أن تتجاوز الماضي وأن يكون لقصتها نهاية أخري، قررت أن ترفع رأسها فوق الأسوار، حسب وصفها دون أن تعلم ماذا سيكلفها مثل هذا القرار ذلك؟ وأكدت رغبتها بتجاوز ما حصل عبر القول "سأحرق قبعتي وأدفن الفستان الأزرق" في إشارة إلي قبعة فرنسية شهيرة كانت ترتديها، والفستان الذي ذاع صيته خلال الفضيحة. وبررت قرارها عن كسر صمتها بأنها تعتقد أنها قد تتمكن من مساعدة الآخرين في أصعب لحظات حياتهم بنشر قصتها. وأضافت أنها تنوي الانخراط في جهود الدفاع عن ضحايا الاستغلال والاعتداء عبر الانترنت، وأن تتحدث في هذه المواضيع علي المنابر العامة. ورفضت مونيكا اتهامات هيلاري لها بأنها "مغرورة ومجنونة" قائلة إنها قد تكون "حمقاء وشجاعة" ولكنها ليست مجنونة، كما تحدثت عن معاناتها في العثور علي وظيفة مناسبة بسبب ماضيها. وأشارت إلي أنه لسبب ما حدث في حياتها، فإن أصحاب العمل كانوا يعتذرون لها بلباقة، وكانوا يقولون إن مثل هذه الوظيفة تتطلب حضور العديد من المناسبات، وهذا يستدعي حضور الصحافة، بمعني أن الفضيحة مع كلينتون ستكون حاضرة دائماً. وقالت مونيكا إنها رفضت عروضاً كان من شأنها أن تحصل علي أكثر من 10 ملايين دولار، عقب الفضيحة، إلا أنها في حقيقة الأمر عاشت لفترة طويلة تحت الأضواء، وأجرت عدداً من المقابلات الصحفية لتعود وتؤلف كتاباً عنوانه "قصة مونيكا" عام 1999 ثم عملت كمراسلة ثقافية للقناة الخامسة البريطانية، وفي 2005 انتقلت للإقامة في لندن لدراسة الماجستير، واختفت عن الأنظار منذ 2006 قبل أن تظهر تقارير تتحدث عن صفقة كتاب بقيمة 12 مليون دولار. وبحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تبحث مونيكا عن صفقة مغرية لإصدار كتاب، إن جري طرحه في الأسواق قبل 2016 فهذا يعني بأنها المرة الثانية التي يكون فيها للمتدربة السابقة تأثير سياسي كبير علي "آل كلينتون". خاصة، أنه ينظر إلي هيلاري بوصفها أكثر المرشحين حظاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن الجمهوريين أشاروا مؤخراً إلي أنهم ينوون إثارة علاقة زوجها بمونيكا ضدها في حال ترشحها للرئاسة. وتري "روث ماركوس" الكاتبة بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن تصريحات مونيكا الآن، يعتبر بمثابة خدمة تسديها إلي هيلاري حتي لو لم تفعل ذلك عن عمد. وأوضحت أن هيلاري تعرضت للإذلال ولكن بشكل خاص، وعلي الرغم من ذلك ظهرت أقوي مثلما كانت عليه، وبقي زواجها صامدا ثم أصبحت عضو مجلس الشيوخ ووزيرة للخارجية في الفترة الرئاسية الأولي للرئيس الحالي باراك أوباما. ومن ناحية أخري، تمضي هيلاري في طريقها دون الإنصات إلي هذه التصريحات، حيث تستعد لإصدار كتابها "خيارات صعبة" الشهر المقبل باللغتين الإنجليزية والفرنسية. ويعكس الكتاب كيف أن مرشحة انتخابات الرئاسة المحتملة لعام 2016 قد تحاول أن تحدد مسيرتها كوزيرة خارجية في إدارة أوباما. وعلي نفس النهج خصص الرئيس بيل كلينتون جزءا من "وثائق كلينتون الرئاسية" التي رفع عنها السرية منذ فبراير الماضي، لتغطية نشاطات زوجته عندما كانت سيدة أمريكا الأولي. وتركز الوثائق بشكل عام علي الشأن الأمريكي الداخلي أثناء إدارة كلينتون. ففي إحدي الوثائق تعليق مفصل كتبته هيلاري بخط يدها لتعديل أحد خطاباتها، مما يظهر إطلاعها علي تفاصيل الأمور وعدم استنادها إلي عمل مستشاريها فقط. كما أوضحت وثيقة أخري أن هيلاري كانت سلاح إدارة كلينتون لإصلاح الرعاية الصحية، وجهود البيت الأبيض من خلالها للتأثير علي أعضاء مجلس الشيوخ. وتعتبر هذه الوثائق مصدراً مهما خلال الشهور القادمة، في حال قررت هيلاري الترشح للرئاسة، خاصة الناحية الشخصية في حياتها. ويقول بعض المحللين أن توقيت الكشف عن هذه الوثائق التي جري الكشف عنها، ترجع إلي اعتبارات سياسية تتعلق باحتمال ترشح هيلاري ويساهم في تلميع صورتها استعداداً لترشحها لخلافة الرئيس الحالي باراك أوباما في انتخابات 2016.