لم تسفر انتخابات الوفد الأخيرة أي تغيير في الوجوه أو السياسيات وإن كانت قد أنهت معركة مشتعلة تحت السطح بين مؤيدي السيد البدوي رئيس الحزب ومحمود أباظة الرئيس السابق الذي حاول بأنصاره خلع السيد البدوي من الرئاسة لصالح فؤاد بدراوي إلا أن 227 صوتا، حسمت الأمر في النهاية لصالح البدوي. بدراوي تمكن من حشد الأباظية لصالحه في معركته مع البدوي فهو يعلم جيدا تفاصيل الصراع القديم الجديد بين »أباظة والبدوي« علي رئاسة الحزب منذ الانتخابات التي جرت عام 2010م، التي أعلنت وقتها اللجنة المشرفة علي الانتخابات فوز الدكتور السيد البدوي برئاسة الوفد بعد تغلبه علي محمود أباظة رئيس الحزب في الانتخابات بفارق 209 أصوات فقط، وحصل البدوي وقتها علي »839« صوتا فيما حصل منافسة أباظة علي »630« صوتا، وقال البدوي فور إعلان النتيجة »إن الفائز هو حزب الوفد وهذا مثل للجميع«، فيما قال أباظة للبدوي »تحمل هذه المسئولية بكل ما فيها من صعوبة، وسنكون جميعا معا في خدمة الوفد«، وفي الحقيقة حسبما أكده الوفديون أن تلك المقولتين لم يكن لهما مكان علي أرض الواقع ، فأباظة ابتعد عن الحزب ولم يشارك أيضا في الانتخابات الأخيرة، والبدوي انفرد بمقاليد أمور الحزب وحده. بدراوي وقع ضحية هذا الصراع فهو من أيد البدوي في معركته ضد أباظة علي وعد من البدوي أن تكون الرئاسة لدورة واحدة إلا أن البدوي خالف هذا الاتفاق ورشح نفسه في الانتخابات.. ولعل هذا الصراع بين الرجلين حلفاء الأمس وأعداء اليوم، جاء نتيجة أن بدراوي ضاق ذرعا من لعب دور الرجل الثاني.. الانتخابات لم تخل من بعض المشادات الكلامية التي كادت أن تصل إلي اشتباكات بالأيدي لولا تدخل العقلاء بين الجانبين وكذلك الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، فمؤيدو البدوي قالوا إن هناك أعضاء من جمعيات حقوق الإنسان ويحصلون علي تمويلات أمريكية هم من يساندون بدراوي في الدعاية الانتخابية وقدموا له كل الدعم إلا أنهم لم يستطيعوا كسر قوة الوفديين، فيما اتهم مؤيدو بدراوي الدكتور البدوي بأنهم قاموا بشراء أصوات الوفديين في عدد من المحافظات وقاموا بتزوير الانتخابات لصالحة، مؤكدين أنهم سيتصدون لنفوذ البدوي داخل الحزب (علي حد قولهم).