مرت 3 سنوات.. علي جحيم سوريا.. الذي يبدو أنه لن ينتهي علي الأقل علي المدي القريب.. ووسط هذا الجحيم.. كانت هناك قصص وحكايات.. ومآس لأطفال ونساء ورجال وشيوخ من المؤيدين لنظام بشار الأسد ومن معارضيه علي كافة مجموعاتهم وفصائلهم من الجيش الحر للنصرة لداعش.. وحتي لأنصار تنظيم القاعدة.. وكلهم انتشروا علي طول البلد الذي كان خط المواجهة الوحيد الباقي أمام إسرائيل.. لا .. ليعيدوا سوريا كأفضل مما كانت.. بل ليعيدوها بقوة لقرون مضت! وبقراءة سريعة.. ولكن متأنية عن الجحيم السوري ستكتشف العديد من الأسرار والأرقام.. والوقائع علي الأرض. فهناك: (1) في مواجهة نظام بشار الأسد العديد من قوي المعارضة.. وبعضها اختار أن ينضم لبعض التحالفات للوحدة.. ومخاطبة النظام الدولي كبديل للنظام القائم.. ولكن أغلبها اختار العمل بمفرده.. تاركا المجال لبشار بأن يؤكد أنه لا معارضة حقيقية بالبلاد قادرة علي الإطاحة به.. وخريطة المعارضة تشمل العديد من الأطياف والجماعات مابين: الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية الذي تأسس في نوفمبر منذ عامين ويقوده أحمد الجربا.. ومابين ائتلاف سوريا الديمقراطية المدنية بزعامة رياض سيف.. والمجلس الوطني السوري الذي يضم عدة تحالفات للمعارضة.. وينضم لكل هؤلاء في مواجهة بشار الأسد.. هيئة التنسيق الوطنية بتحالف 16 حزبا ذات ميول يسارية ومنها أحزاب كردية ومستقلون.. بالإضافة للهيئة الكردية العليا التي أسسها حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي. (2) وفي المواجهة أيضا.. طوائف وجماعات جهادية إسلامية متطرفة.. بعدة درجات من ألوان الطيف السياسي والمذهبي.. مابين جبهة النصرة التي يتألف أعضاؤها من سوريين وعراقيين ومن عدة بلدان عربية.. ومن بلدان إسلامية مثل: الشيشان.. ومرورا بتنظمات مثل: الجهاد والأنصار وبعض الموالين لأفكار القاعدة، دون الانتساب علانية لها.. ويضاف إليهم بالطبع تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية والمعروف اختصارا ب «داعش». وفي مواجهة كل هؤلاء هناك الجيش السوري الحر.. الذي يخوض معركته الأساسية مع النظام ومعركة أخري ضد بعض هذه التنظيمات التي تتناحر فيما بينها أحيانا.. لفرض السيطرة علي بعض المناطق السورية.. وفرض سياستها.. والتضييق علي بعض السكان في المناطق التي تسيطر عليها. (3) ويتساءل الكثيرون عن قدرة الجماعات المتطرفة في التحكم في مجريات الحرب السورية.. خاصة بعد سيطرتهم علي العديد من المدن والبلدات.. وفرض قوانينهم عليها.. بل تجنيد أتباع جدد. والدعوة لأفكارهم الجهادية.. وإقامة الدولة الإسلامية.. حتي قبل رحيل نظام بشار.. ولا يكتفي هؤلاء بمجرد السيطرة علي البلدات السورية خاصة تلك الشمالية، والمجاورة للحدود التركية - السورية.. بل يقومون بالفعل.. بإقامة معسكرات للتدريب علي القتال.. لكل من يستطيع حمل السلاح.. وإقامة دورات للتعليم والتوعية الصحية.. وإدارة مرافق المناطق التي يسيطرون عليها: اجتماعيا وصحيا وسياسيا.. والحصول علي السلاح والمال اللازمين لإدارة هذه المناطق بعيدا عن أي سلطة. (4) أما النظام فيتبع استراتيجية حرق الأرض وتجويع المدنيين كأحد أساليب حربه التي يخوضها علي عدة ميادين.. التي دخلت عامها الرابع. وهنا يتم محاصرة المناطق التي تشهد صراعات. وقتالا بصورة مستمرة.. وإلقاء براميل القنابل عليها بصورة شبه يومية.. واتباع سياسة تجويع أهلها.. وهو ما أدي لتدني مستوي الخدمات بصورة ملحوظة، وبالذات داخل مخيمات اللاجئين داخل التراب السوري.. التي تعاني من نقص إمدادات المياه.. وانقطاع الكهرباء شبه الدائم.. وصعوبة الحصول علي الطعام.. بل أدي ذلك لذبح اللاجئين القطط والكلاب.. ليسدوا بها رمق أطفالهم خاصة في فصل الشتاء القارص.. ويتزايد الأمر سوءا.. خاصة مع وصول عدد اللاجئين في داخل سوريا وحدها إلي 3 ملايين شخص. (5) وامتدت آثار الحرب السورية للبلدان المجاورة لها، التي استقبلت نحو 2 مليون لاجيء في دول مثل: العراقوتركيا ولبنان والأردن.. وبعض بلدان الخليج.. ومصر وطبقا لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة والأمومة «اليونيسيف» فإن عدد الأطفال الذين أثرت عليهم الحرب الأهلية السورية.. قد زاد بأكثر من الضعفين خلال العام الماضي فقط.. ولايدخل في التقرير العددي.. من حوصروا داخل سوريا ذاتها.. خاصة في مناطق الصراع المتعددة في : ريف دمشق العاصمة.. والمخيمات المحيطة بها.. بما فيها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.. وفي عدة مناطق صراع حقيقية في مدن مثل: حلب وحمص ومدن الشمال علي الحدود مع تركيا.. وفي اللاذقية المدينة الساحلية.. التي بدأ الصراع يشتد فيها.. منذ أسابيع قليلة.