لغة الأرقام تستهويني وتجذبني دائما لقراءة أي عنوان لأي خبر يحتوي علي رقم ما، أيا كان هذا الرقم، لأعرف ما يحويه الخبر من معلومات، الرقم الذي توقفت أمامه مؤخرا، في عنوان خبر مفاده أن 30 حزبا تبحث تشكيل حملة شعبيية لدعم السيسي، الخبر يؤكد أن هذه الأحزاب هي التي تسعي ولم يطلب منها الفريق السيسي ذلك، كما فعل غيره بدعوة الأحزاب أن تكون معركة الرئاسة علي جدول أعمالهم، من وجهة نظري المتغطي بالأحزاب عريان، فالأحزاب علي كثرتها، لا يوجد لها صدي في الشارع، المصري لا يهتم بالأحزاب ولا بالعمل الحزبي، والتجربة الحزبية المزعومة ما قبل ثورة 25 يناير، أكبر دليل، الحزب الوطني الذي كان يدعي أن عضويته تبلغ 3 ملايين، ذهب مع الريح في لحظة، وبعد قيام الثورة كان من المفترض أن يكون الطريق ممهدا أمام الأحزاب لقيام تجربة حزبية حقيقية، وأن تكون هناك أحزاب قادرة علي لعب دور مهم وفعال في الحياة السياسية، بعد أن أصبح تشكيل الأحزاب، يخرج من جموع الشعب، بدلا من الموافقات الحكومية، التجربة أثبتت عكس ذلك، فالأحزاب كانت مطالبة قبل أن تبحث عمن تدعمه في الانتخابات الرئاسية، أو أعضاء يمثلونها في الانتخابات البرلمانية القادمة، بأن تغير من قناعات الناس عنها وتحثها علي الانضمام إليها، لخلق كوادر حزبية يعتد بها في أي معركة انتخابية، وهو أمر يحتاج لتغييرفي المفاهيم، وهذا التغيير يحتاج إلي تغيير ثقافة المجتمع، ولا أعتقد أن الصورة النمطية للناس عن الحياة الحزبية قد تغيرت، كما أن نسبة المشاركة في عضوية الأحزاب مازالت متدنية ولا تتعدي 5% من عدد السكان، كما أن مفهوم العمل الحزبي لم يتغير، مجرد ظاهرة صوتية تصريحات هنا وهناك، أحزاب هي في الأساس مجرد لافتة علي مبني. مثل هذه الأحزاب لن تكون إضافة لأي مرشح رئاسي، تنقص منه ولا تضيف إليه، أحزاب تسعي للتواجد في الشارع السياسي من خلال حملات المرشحين للرئاسة، لا أحزاب من المفترض كما في كل الدول أن تكون مهمتها تحريك الجماهير.