كانت مدرستها من المدارس ذات الصيت من الحضانة للثانوي في سنتها السادسة الابتدائية توفيت والدتها ولأنها البنت الكبيرة لولد وبنت كان عليها أن تفيق كل يوم في الخامسة والنصف تبدأ في تجهيز إفطار لوالدها وإخوتها وعمل ساندوتشات ليأخذوها معهم وتجهز ملابس الصغيرين وتهندم شعر الصغيرة ويتبقي لها دقائق ترتدي فيها ملابسها وتصفف شعرها من غير اهتمام وتمسك بيد أخويها وتنطلق إلي المدرسة كانت أغلب الأيام تبدو شاحبة ومجهدة بعض المدرسات كن يسألنها عما بها فتحكي وهي تبكي كيف ماتت أمها دون مرض مسبق وافتقادها لحبها وحنانها ومدي ماتحملته من عبء يومي حتي يوم الإجازة الذي تحضر فيه إحدي الخالات أو العمات حسب الجدول لإعداد طعام الأسبوع فهي معهم للمساعدة وتعرفهم أماكن ما يحتاجونه من أدوات وخلافه ولهذا كان طبيعيا أن تهمل دروسها وملابسها منهن من تتأثر وكانت تحب مدرسة اللغة العربية وتفضلها عن كل المدرسات وهي مدرسة فصلها حتي المرحلة الإعدادية وكل يوم تزداد حباً لها وتزداد مدرستها نفورا وتوبيخا لها علي تأخر تحصيلها الدراسي وهي من كانت الأولي دائما في المادة حاولت أن توضح لها ماتقوم به من مهام لأبيها والصغار فوجئت بعدم اهتمامها ورفضها السمع وطالبتها بالالتزام بأداء مايطلب منها من واجبات والعناية بشعرها بعدم تركه مسدلا وإمساكه للخلف تقبلت كل ما وجهتها إليه مس مفيدة فهي تحبها وتراها نموذجا للحنان والعطف والشياكة والثقافة والعلم وحاولت قدر طاقتها بذل جهد مضاعف ليعود مستواها فهي تحب اللغة العربية وتحترمها وأقصي أملها أن تصبح مدرسة للمادة ذاتها.. لكن ظروفها كانت أصعب منها وبظهور نتيجة نهاية العام رسبت بأكثر من مادة و أصبح لزاما عليها إعادة العام وفي نهاية العام التالي رسبت باللغة العربية والرياضيات وكانت تتعرض كل يوم للإهانة والسخرية من مدرستها الحبيبة وفي عامها الثالث كانت الضغوط المنزلية عليها أكثر بعد أن امتنعت الخالات والعمات عن تبادل الجدول الأسبوعي وبالكاد كانت تتمكن من الوفاء بمتطلبات البيت والمدرسة واضطرت أن تتركها للأبد وهي دائما تسأل نفسها بعد سنوات تخليها عن طموحها تري لو شجعتني مدرستي الحبيبة هل كان باستطاعتي الاستمرار؟