جاء الإقبال المبهر من جموع الشعب المصري للاستفتاء علي الدستور، ليؤكد إرادة الشعب المصري في بناء دولة حديثة عصرية، تسود فيها قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويؤكد حيوية الشعب المصري وحسه الحضاري الذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، ويؤكد أن هذا الشعب العظيم قادر علي مواجهة التحديات، ويملك قدرات هائلة كامنة تحسم الأمور بما يحقق المصالح العليا للوطن، ويفرض إرادته الحرة للحفاظ علي مصر، وطنا عزيزا آمنا، تسود فيه روح التسامح ونبذ العنف بكافة صوره، والإصرار علي المضي قدما في تنفيذ خارطة المستقبل بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. أيضا يتجلي في هذا المشهد المبهر، التلاحم الرائع بين الشعب والجيش والشرطة، لحماية مقدرات الوطن، ويؤكد أن الجيش المصري ملك للشعب، تقع علي عاتقه مسئولية وطنية وتاريخية للحفاظ علي الوطن ومقدراته، وهذا يفسر انتصار الجيش لإرادة الشعب المصري في ثورته يوم 03يونيو، وهذا التلاحم الرائع للخروج بمصر من كبوتها إلي آفاق المستقبل.. أيضا أبرز تجليات هذا المشهد المبهر، هو »الاستحقاق«، فالشعب المصري بإصراره وصلابته أثبت أنه يستحق بناء دولة حديثة وحياة كريمة، لتلحق مصر بالبلدان التي استطاعت النهوض والصعود لمصاف الدول المتقدمة في سنوات قليلة، ويستحق فرض إرادته في اختيار القيادة المؤهلة والقادرة علي الوفاء بمطالبه وتحقيق آماله وتطلعاته.. وهذا يفسر الإجماع الوطني علي اختيار الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وتكليفه لخوض الانتخابات الرئاسية، فالرجل يتمتع بشعبية جارفة، ووطنية صادقة، ورؤية ثاقبة للمستقبل.. أيضا يتعين الإشارة إلي حالة الابتهاج التي سادت كافة محافظات مصر خلال يومي الاستفتاء، وإقرار الدستور الذي يعد أحد أهم الإنجازات علي مسار التحول الديمقراطي، والتأسيس لنظام سياسي واقتصادي واجتماعي، يهيئ المناخ للنهوض بمصر، لتقوم بدورها كدولة محورية في المنطقة العربية، وتلبية مطالب الثورة بتحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.