رغم مرور 37عاما علي رحيله لا زالت أعماله من النحاس المطروق المعروضة في جاليري الزمالك للفن الذي نظمه كعروضه السابقة مجد السجيني ابن فنان مصر المثال الكبير جمال السجيني (1917 - 1977) الذي أخرج عشرات من منحوتات والده قبلاً للعرض بنفس القاعة والآن يقدم أعمالا أخري من النحاس المطروق وكأنه يستخرج كنوزاً نادرة لا تنضب لفنان مصر الكبير الذي لم يعرض كل أعماله أثناء حياته بل إنه ألقي ببعض منحوتاته في نهر النيل.. ولتبدو أعماله وكأنها من نتاج أحداث اليوم في دعوتها الصارخة عالية الصوت بالحرية وتحطيم قيود تكبل الكرامة الإنسانية وتعوقها عن الانطلاق لتحقيق ذاتها في أفق زمان اليوم والمكان .. ولتبدو منحوتاته ونحاسه المطروق كسجل بصري لذاكرة الأمة بكل ما تحمله من حس وطني غير مسبوق يناهض الظلم والقهر النفسي والمادي لحماية كرامة الإنسان ونداء حريته وحرية وطنه لتكشف أعمال السجيني عن روحه المنشغلة والمتأججة بالوطنية وحب الوطن الذي يسيطر علي كيانه وتفكيره ومنهجه في العمل الفني كوسيلة للارتفاع بصوت تحذيري للمصري من السكون والاستسلام لواقع لا يليق بطموحاته وكرامته .. وهذه الأعمال الفنية نراها دوماً مُساندة للوطن العظيم في أزماته. يقول مجد السجيني عن المعرض الحالي قال : " هذا المعرض الذي يضم أعمال والدي جمال السجيني من النحاس المطروق والميداليات أبدع فيها في التعامل مع أسطح الخامات بقدرته الكبيرة علي الرسم والتصرف العبقري في توظيف ملكات التجسيم والتركيب مصطحباً معه مفهومه الشخصي للرمزية للتعبير عن قضايا الإنسانية وقضايا الوطن والمجتمع لنري كم هذا الحب والموهبة والإخلاص للحياة والوطن والناس . " إنه الفنان الكبير جمال السجيني الذي أثري الحياة الفنية في مصر ولا يزال رغم رحيله - يثريها بأعماله وبإخلاص ابنه الفنان ووفائه لوالده ولحركة التشكيل المصرية بإثرائها علي فترات بإخراج مالديه من أعمال ليراها المشاهد التي لم ير معظمها من قبل .. وأعتقد أن ما يُكمل رسالة مجد تجاه فنان مصر الكبير أن يُقام متحف خاص لأعمال السجيني التي شكلت الوجدان المعنوي والجسد المادي لفن النحت المصري الحديث.