أساور الطاقة خطر يهدد الصحة وأشكالها تجذب الأطفال انتشرت في الآونة الأخيرة أساور الطاقة مع ازدياد الإقبال عليها، وقد ذكرت بعض الجهات أن هذه الأساور تساعد علي توازن الجسم في المشي والحركة فيما اعتبرت أخري أن لا فاعلية لها، كثيرون يستعملونها منهم من يؤمن بأن لها فوائد صحية عظيمة وآخرون يستعملونها من باب الموضة في حين أظهرت نتيجة تحليلها احتوائها علي نسبة إشعاع أعلي من المعدلات الطبيعية المسموح بها. بدأت أساور الطاقة في الظهور عام 2007 وتستند فكرة هذه الأساور الأسترالية الصنع علي "الهولوجرام" المستخدمة في تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، إذ يتم توزيع ذرات الطاقة بشكل يجعلها تتناسق وتتفاعل مع حال الجسم، الأمر الذي قد يزيد من فعالية الجسم ويزعم صانعوه وبائعوه أنه يستخدم تقنية الهولوجرام لكي "يستجيب ويتفاعل مع مجال الطاقة الطبيعي للجسم"، وتقوم بتحسين التدفق الطبيعي للطاقة في جميع أنحاء الجسم وتحسين القوة والتوازن والمرونة، مما ينجم عنه زيادة القدرة علي الأداء الرياضي. ارتداها عدد كبير من الناس ابتداء من الرياضيين والمشاهير وغيرهم، وانتهاء بعامة الناس اعتقاداً منهم بأن هذه الأساور تمد الجسم بالطاقة، كما بدأوا في التحدث عن فوائدها المبهرة في تزويد الجسم بالطاقة. وقد تم الترويج للمنتج من خلال تأييد المشاهير لاستخدامها، وأصبح ارتداء الرياضيين المحترفين لها موضة منذ عام 2010 حيث ذكر بعض الرياضيين المشهورين أنهم شعروا بتحسن أدائهم بعد لبسهم لسوار الطاقة، وقد دفعت الشركة لبعض الرياضيين لاستخدام صورهم في الدعاية للشركة. ومن الجدير بالذكر إن الشركة الاسترالية المصنعة "Power Balance and EFX Performance" اعترفت منذ البداية أنه ليس هناك دليل علمي موثوق علي ما يزعمونه من قدرة هذه الأساور علي حفظ توازن الجسم وتحسين مستويات طاقته ونشاطه الرياضي، سوي التجربة وبعض الاختبارات الدعائية الموجودة علي موقع الشركة لتأكيد فائدة تلك الأساور المزعومة، وأن استخدام الذبذبات التي تنشرها الأساور لتحسين اللياقة الرياضية والصحة يعود لفلسفة صينية قديمة، وأنه لا يوجد دراسات علمية تؤكد ذلك"، وقد أوضحت الشركة " أنها تحمل شهادات من المستخدمين تفيد بأن السوار يقوم بتحسين الأداء الرياضي، وحتي عام 2010 استمرت الشركة في الادعاء بأن السوار يعيد للجسم التوازن الكهربائي بسبب الصور المجسمة والتي تحتوي علي تردد كهربائي. وبعد إجراءات قانونية ناجحة قامت بها لجنة "حماية المستهلك الأسترالية" أجبرت فيها الشركة علي الاعتراف بأن منتجاتهم ليست سوي تضليل إعلامي وأن لا فائدة مرجوة منها سوي أنها سوار من المطاط، وأن الاختبارات البسيطة التي أعلنتها الشركة كدعاية لمنتجاتها وجربتها علي الكثير من عامة الناس لتقنعهم بأن أساور الطاقة تمنح الجسم التوازن والقوة والمرونة بمجرد ارتدائها، ما هي إلا تحايل وتلاعب علي المستهلكين، وقد أكد بعض المختصين أنها ليست سوي خدع بسيطة أثبتوا عدم فعاليتها، وتوهم المستهلك بفوائد تلك الأساور غير الموجودة فيها، وقد أصدرت لجنة حماية المستهلك تقريراً صرحت فيه أن الشركة تعرض إعادة ثمن الأساور للمستهلكين الذين يشعرون أنه قد تم تضليلهم، وتم اتخاذ بعض الإجراءات القانونية الأخري بحق الشركة، ومنها حذف المقاطع الإعلانية عن موقع الشركة ونشر دعاية تصحيحية لمنع التضليل، وتغيير طريقة تعبئة المنتج وغيرها من الإجراءات التي تمنع التلاعب بالناس والاستخفاف بعقولهم. فيما أكد علي عبدالغفار، رئيس قطاع التجارة الخارجية، أن مجموعة من الشباب كانوا قد تقدموا إلي هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بطلب فحص واختبار عينة من حلقات الطاقة لقياس نسبة الإشعاع بها، حيث كشفت نتيجة التحليل وجود نسبة إشعاع عالية أعلي من المعدلات الطبيعية المسموح بها. ومن جانبه أصدر منير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة مؤخراً قرارًا بإيقاف استيراد حلقات الطاقة، وما يماثلها من أساور أو دلايات، أو الأصناف الأخري، التي ترد تحت مسمي تنظيم طاقة الجسم، أو إزالة آلام العضلات والمفاصل، أو المساعدة علي النوم العميق، أو حماية الإنسان من موجات الهواتف المحمولة، أو السحاب الإلكتروني. وقال الوزير إن القرار تم اتخاذه، للحفاظ علي صحة وسلامة المستهلك المصري من أخطار هذه المنتجات، ومنع تضليل المستهلكين، مؤكدًا أهمية تفعيل دور أجهزة الدولة في مواجهة مثل هذه المنتجات، التي تؤثر سلبًا علي أمن وسلامة المستهلكين. وفي جولة ل »آخر ساعة« أكد محمد يوسف، أحد بائعيها، أن هذه الأساور تتراوح أسعارها من بين خمسة جنيهات إلي 150 جينها، مضيفا أن معظم الذين يقومون بشرائها الشباب والأطفال ويقبلون علي شرائها من قبيل الموضة. ويقول عبد الرازق محمد أحد بائعي أساور الطاقة الأصلية سعرها من 150 إلي 100 لكن العادية اللي أنا بابيعها سعرها10جنيهات لكن بالفعل تساعد علي تحسين الصحة. أوضح عبده شحاتة ،طالب، أن إقباله علي شراء هذه الأساور هو نوع من الموضة والمنظر وليس الغرض التزود بالطاقة. واتفق معه سيد قنديل، قائلا "إنه يرتدي هذه الأساور ويقوم بشرائها بأسعار مرتفعة واقتنع بها كنوع من العلاج لتزويد الجسم بالطاقة ولكنه لم يشعر بأي شيء يحدث، ويوضح شريف عمر عميد معهد الأورام السابق أنها عبارة عن سبيكة من عدة معادن ليست لها أي فائدة تذكر كما أن نسبة الإشعاع العالية بها تؤدي إلي حدوث أورام سرطانية، كما أن هذه الإشعاعات المضرة تعمل علي عدم انتظام وظائف الجسم وتسبب له اضطرابات. محذرا من خطورة انتشارها حيث إن ادعاء منتجيها بأن لها فائدة في علاج آلام الروماتيزم والمفاصل وزيادة الطاقة، ليس له أساس من الصحة في عالم الطب البديل والطاقة، هل هي علاج أم محض دجل تجاري؟!.