دخل العسكريون المتقاعدون علي خط العمل السياسي عبر تأسيس أحزاب مثل »فرسان مصر« و»حماة مصر«، وأخري تحت التأسيس مثل »الجمهوري المصري« و»الفجر الجديد« تسعي في مجمل أهدافها إلي منافسة الأحزاب السياسية الموجودة علي الساحة ولم تفلح في حل مشاكل جوهرية علي رأسها البطالة وتعمير سيناء. »آخر ساعة« استطلعت آراء رموز هذه الأحزاب الوليدة للتعرف علي مالديها من خطط ورؤي لحل مختلف الأزمات التي تمر بها البلاد. في البداية قال اللواء أسامة أبو المجد الخبير العسكري الأمين العام لحزب حماة مصر أن العسكريين المتقاعدين لم يفشلوا في إنشاء حزب سياسي كما يدعي البعض مشيرا إلي أنه خلال أيام سوف يتم الإعلان عن حزب »حماة مصر« معظم مؤسسيه من العسكريين المتقاعدين والمدنيين وهدفنا أن يكون الحزب رقم 1 في مصر. لأننا وجدنا مصر كما هي بعد ثورتين »25 يناير و30 يونيو« لا شيء قد تغير.. الفقراء يأكلون من القمامة والطبقة الوسطي مهدرة حقوقها ومنذ وصول الإخوان إلي الحكم وخروجهم تفاقم الوضع بشكل خطير لم يعد السكوت معه مجدياً. لافتا إلي أن أهم مشروع سيتولاه الحزب هو مشروع الهجرة الداخلية الكبري لأنه مشروع قومي يلتف حوله كل المواطنين، وهو مشروع له خطة وأسس ومراحل تنفيذية فضلاً عن برامج أخري موازية تتعلق بالمجتمع والوضع الاقتصادي والمرأة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة. وأوضح اللواء أبو المجد: إن الحزب لديه خطة مدروسة لإعادة توزيع سكان مصر إلي خارج الوادي الضيق ليشمل تكوين مجتمعات كبري في صحراء مصر الشرقية والغربية وسيناء وفك الاشتباك السكاني الحالي علي أن تكون متنوعة النشاط حسب النمط المناسب لكل منطقة بين النشاط الزراعي والصناعي والسياحي، وأهم محاوره الأساسية هيكلة النظام الإداري في الدولة ودور الشباب الذين يمثلون 60٪ من المجتمع وتعظيم دور النقابات المهنية المختلفة في مجالاتها وفتح أبواب الاستثمار للمصريين في الخارج والداخل مشيرا إلي أنه لدينا كوادر متخصصة في كل المجالات ونحن قبل أن نكون عسكريين متقاعدين لدينا رؤية واضحة لأن الالتزام والدقة هدفنا ومنهجنا فإن معنا كوادر أخري كبيرة مدنية متخصصة من بينهم علماء ومشاهير في مجالاتهم من أساتذة جامعات ومهندسين وأطباء وغيرهم. وأوضح اللواء أبو المجد أن أي عسكري متقاعد له الحق في أن ينضم إلي أي حزب مدني ونحن كعسكريين سابقين لنا دافع قوي يعتمد علي ما أنجزناه في حرب 73 ومعارك الاستنزاف، ونحن نريد أن نبني مصر، وقطعنا شوطاً طويلاً في سبيل تحرير سيناء، وإليوم يجب أن نساعد كل الكوادر المدنية بخبراتنا وأضاف: سنمارس السياسة، ومقبلون علي المعترك السياسي بكل قوة وإرادة، والميزة الأساسية لهذا الحزب ستكون الانضباط والتروي والحكمة والتخطيط الجيد، وهذه طبيعتنا، وإذا كنا أخذنا وقتاً كبيراً في تأسيس الحزب وإشهاره، فكان الهدف منه أن يخرج بصورة سليمة، والفرق بيننا وبين الأحزاب الأخري أياً كان توجهها، هو أننا نملك برنامجاً قابلاً للتنفيذ وعماده الأساسي للتنفيذ هو دور القوات المسلحة في المشاركة في تنمية الدولة من خلال إسناد بعض المشاريع العملاقة القومية إليها. ويتابع: لا نخشي أن يطلق علينا لقب حزب الجيش لأننا مدنيون والحزب غير عنصري التوجه، وبه كوادر مدنية كبيرة ومفتوح لكل المدنيين، وأشار أبو المجد إلي أن ما نهدف إليه يقتضي أن يكون من خلال حزب سياسي، فالإرادة لابد لها من قرار سياسي يحرك هذه الإرادة، فنحن لدينا القدرة علي الإرادة والإدارة أيضاً وبلدنا مليء بمقدرات ومقومات، وحان الوقت لإعادة اكتشاف هذه المقومات في سيناء التي أهملت عبر السنوات الماضية فلابد من زرعها بالبشر واستثمار الثروات الطبيعية من الرمال والأحجار الكريمة وغيرها. وأكد أن الحزب سوف يبدأ في 12 محافظة بالإشهار خلال السنة الأولي بمحافظات الوجه القبلي »قنا وأسوان« وشمال الدلتا بالدقهلية والشرقية والسويس والإسماعيلية وسيناء. وأوضح أبو المجد أن الحزب ليس حزب القوات المسلحة فنحن حزب مدني لكل أبناء الوطن، ولكننا وجهنا الدعوة في البداية إلي العسكريين المتقاعدين الذين هالهم ما يرونه سابقا تحت حكم الإخوان المسلمين، وهم الذين قد حاربوا من أجل تراب هذا الوطن، وبعضهم ضحي بحياته فداء لمصر، والبعض الآخر مازال ينتظر. ويتفق معه في الرأي اللواء طيار عبدالرافع درويش رئيس حزب »فرسان مصر« في أن المتقاعدين العسكريين لم يفشلوا في إنشاء أحزاب سياسية، مشيرا إلي أن العسكريين هدفهم واحد وهو إنشاء حزب سياسي يكون جامعا للشخصيات العامة والمتخصصين في كل المجالات حتي يكون له هدف وهو النزول إلي الشارع ومشاركة المواطنين والفقراء في حل مشاكلهم فضلا عن باقي الأحزاب الأخري من حماة مصر وغيره لأن العبرة ليس بكثرتها حتي لا تكون كرتونية وتتفتت بسرعة. وحول رؤية الحزب في تنمية سيناء قال اللواء درويش نحتاج إلي زرعها بالبشر وليس بالاشجار وطالب بتقسيم شبه جزيرة سيناء إلي ثلاث محافظات شمال ووسط وجنوب لأن وسط سيناء به خمس مدن وهو محور خطير من السهل أن يتم توجيه ضربه من الأعداء لمصر. ومن جانبه أكد اللواء محمود زاهر مدير المركز الوطني للدراسات السياسية والإستراتيجية والخبير الاستراتيجي أن الضباط المتقاعدين قاموا بتاسيس أكثر من حزب إلي جانب أحزاب أخري يعتزم أصحابها إشهارها خلال السنوات القادمة. وأشار زاهر إلي أن العسكريين هدفهم النزول إلي الشارع ومتابعة جميع القضايا والمشاكل علي أرض الواقع لأن الهدف الدفع بمرشحين في الانتخابات البرلمانية القادمة لافتا إلي أن البعض يشكك في وطنيتهم وجاء تأخرهم في إعلان أحزابهم وتركوا معترك الحياة السياسية لباقي الأحزاب الدينية وهو ما يهدد أمن واستقرار أي دولة، لأن الأحزاب الدينية دائما تتحدث باسم الدين وباسم الله، لافتا إلي أنها تري أن رأيها ومنهجها هو الأصلح لأنه يستند لمرجعية شرعية سماوية وتجاهد من أجل تطبيق وتنفيذ منهجها وهو ما يؤدي دائما إلي الصدام والعنف في المجتمع. مشيرا إلي أن أوروبا شهدت أخطر موجة عنف وتدهور وتخلف بسبب سيطرة النفوذ الديني علي مقاليد الحكم والأمور في البلاد، ولم تتعاف وتخرج من كبوتها إلا بعد تحررها من قبضة الكنيسة، وهو نفس الحال الذي ينطبق علي مصر وجميع دول الربيع العربي، التي لن تتعافي ولن تتقدم إلا بعد تحررها تماما من الأحزاب ذات المرجعية الدينية. ومن جانبه قال اللواء أحمد رجائي عطية الخبير العسكري ومنسق ائتلاف العسكريين المتقاعدين إن حراك الشعب الآن وأي شعب يتجه دائما إلي معيشة كريمة وحياة صحية وكل هذا عن طريق تعليم سليم يقوده إلي ذلك، وفي عصر ما قبل ثورة 52 وفي ظل كثرة الإمكانيات وقلة التعداد البشري للمصريين كان سهلا دائما علي الأحزاب توفير لغة للشعب بالوعود وكذلك من السهل أنه كان في الإمكان الوفاء بهذه الوعود وكذلك ومع قلة مطالب الشعب في ذلك الوقت كان من السهل تحقيق ذلك. وأوضح رجائي أنه مع بداية ثورة 1952 وظهور جمال عبدالناصر وإلغاء الأحزاب وظهور الطبقة المتوسطة بكثافة عالية ضمن الشعب المصري، كان لابد من تغيير الخطاب الشعبي علي مشاريع إنتاجية تلبي مطالب هذه الطبقة وباقي الطبقات الشعبية، وهذا ما سمي في الخطاب الشعبي بالهدف القومي وبعد رجوع الأحزاب في عصر السادات رفع شعار خفي وهو عدم وضع رؤية مستقبلية للمواطن وفي نفس الوقت كان التركيز للإمكانيات في يد الحزب الحاكم فقط هنا أصبح أن لغة الخطاب للشعب هي لغة الخطابه وليس لغة العمل والإنتاج أو المشاريع القومية العملاقة. وأشار رجائي إلي أن نجاح أي حزب لابد أن يكون تنمويا، لديه برنامج في كل المجالات التي تمس المواطنين من الصحة والتعليم وتعمير سيناء مشددا أن العسكريين المتقاعدين لم ينسوا بلدهم وأنهم أكثر وطنية من غيرهم مشيرا إلي أن الأحزاب كثرت خلال الثلاث سنوات الماضية وأصبحت كرتونية وأصبح رؤساؤها علي أبواب المحاكم في المنازعات بينهم لرئاسة الحزب ونسوا مشاكل المواطنين. ومن جانبه قال اللواء محمد عبدالعظيم عبد الرحمن مؤسس حزب الجمهوري المصري إن حزبه لكل المصريين الشرفاء الذين يعملون في صمت لرفعة وتقدم بلدهم وسوف يتم الإعلان عنه مستقبلا حاملا برامج جيدة للشعب. ويشير اللواء محيي نوح قائد المجموعة 39 قتال أثناء حرب أكتوبر أنه بصدد إنشاء حزب الفجر الجديد تيمنا بثورة 30 يونيه مشيرا إلي أن الحزب جمع توكيلا ل250 ألف عضو بشتي المحافظات لافتا إلي أن أكثر الأعضاء من محافظة الشرقية وهو حزب مدني بعيدا عن القوات المسلحة ويضم في عضويته شخصيات عسكرية من المتقاعدين والمدنيين المتخصصين في كل المجالات فضلا عن ضخ دماء جديدة من الشباب. وأكد اللواء نوح أن برامج حزبه تصب في المقام الأول الاهتمام بالأسر الفقيرة والفلاحين وقضايا الأمن القومي والمائي والتعليم والصحة لبناء مصر فضلا عن وضع خطة لتنمية سيناء. ويقول اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري إن العسكريين المتقاعدين أقاموا أحزابا سياسية قليلة عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو لا تتعدي أصابع إليد منها فرسان مصر وفي الإشهار خلال أسابيع حزب حماة مصر الذي يضم كوكبة من العسكريين المتقاعدين المتخصصين في كل المجالات بالاضافة إلي المدنيين. وأشار اللواء بخيت إلي أن العسكريين المتقاعدين يعرفون السياسة ويمارسونها جيدا لأنهم منظمون ومنضبطون في أسلوب حياتهم غير التجارب الحزبية الكرتونية لافتا إلي أن العسكريين المتقاعدين في أحزابهم سوف يستفيد المجتمع لوجود بعض الشخصيات ذات الخبرات السياسية.