٫ رغم الانتعاش الاقتصادي الأمريكي المفاجئ في نهاية 2014 بنسبة 4٪ عن العام الماضي، ورغم أن عددا كبيرا من الجنود الأمريكيين في أفغانستان والعراق عادوا لأراضيهم، إلا أن هذه الإنجازات التي حققها أوباما لم تكن كافية لإقناع الرأي العام الأمريكي الذي فقد الثقة في رئيسه الأسمر بسبب أدائه السيئ وقراراته المرتعشة، ليكون عام 2013 في رأي كثير من وسائل الإعلام هو الأسوأ في سنوات رئاسة أوباما للبيت الأبيض. ونتيجة للضغط الإعلامي المتزايد عليه، اضطر أوباما للتحدث للصحفيين حول أدائه في العام المنصرم وقال في مؤتمر صحفي قبل أن يتوجه إلي هاواي مع عائلته لقضاء عطلة الشتاء السنوية، إنه غير مقتنع تماماً أن هذا العام كان الأسوأ له في الرئاسة، وقال أنه يتطلع ل2014 الذي يتوقع أن تحقق فيه الولاياتالمتحدة نقلة مهمة في ظل انتعاش الاقتصاد. وعندما سئل عما اذا كان هذا هو أسوأ عام رئاسي منذ توليه الرئاسة، قال أوباما "هذا ليس ما أفكر به، أنا واجهت عديدا من الصعوبات طوال حياتي السياسية. فيما تجاهل أوباما أرقام استطلاعات الرأي حول شعبيته التي تقترب من أدني مستوي علي الإطلاق منذ 5 سنوات، وعلق عليها أوباما أنه لو كان يعول علي استطلاعات الرأي ماكان قد ترشح للرئاسة الأمريكية في الأساس، واعتبر أن عالم السياسة به منحنيات صعود وهبوط وأن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح. وكان العام الماضي قد شهد جدلاً واسعاً بعد أن سجل أحداثاً مهمة أثرت بالسلب علي الإدارة الأمريكية مثل فضيحة التجسس التي كشفها الموظف في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن، هذا بخلاف المشكلات التي أحاطت بقانون التأمين الصحي الجديد، خاصة المشكلات التقنية التي منعت آلاف الأمريكيين من الاستفادة من نظام التأمين الجديد، بخلاف أن هناك شكوكا من الأساس حول هذا القانون ومدي فاعليته وتأثيره السلبي علي الميزانية الأمريكية، في ظل هجوم وحملة ضخمة من الحزب الجمهوري عليه. وعندما سئل الرئيس الأمريكي عن فضيحة التجسس وإدوارد سنودن وإصرار الإدارة الأمريكية علي معاملته كمجرم. اعترف أوباما بأن سنودن كان له الفضل في مراجعة وإعادة تقييم ممارسات وكالة الأمن القومي الأمريكي. لكنه أضاف أن سنودن أضر بقدرات واشنطن الاستخباراتية ومساعيها الدبلوماسية دون داع. لكن كل هذه التبريرات من جانب أوباما ليست كافية في مواجهة الحقيقة بأن أداء أوباما كان مخيبا العام الماضي، سواء علي المستويين الداخلي والخارجي، وأصبح كثيرون من الأمريكيين لا يثقون في الرئيس الأمريكي مثل الماضي ولا يعتبرونه قويا كما كان. وطبقاً لشبكة سي إن إن فإن هناك أسبابا رئيسية جعلت هذا العام سيئاً للرئيس الأمريكي، أولها قانون التأمين الصحي الجديد الذي شهدت أيامه الأولي عجزاً حكومياً عن سداد مرتبات موظفيها، بسبب إيقاف الجمهوريين لميزانية الدولة اعتراضاً علي القانون. وبعد انتهاء هذه الأزمة توجه نظر الإعلام الأمريكي إلي فشل الموقع الإلكتروني الذي أطلقته الحكومة الأمريكية للمواطنين للتسجيل في نظام التأمين الجديد. كما أن المواطنين الأمريكيين فوجئوا بأن النظام القديم للتأمين قد تم إلغاوه وهو عكس الوعود التي كان يرددها الرئيس الأمريكي بأن من يريد الاحتفاظ بالنظام القديم يستطيع فعل ذلك، لكن اتضح أن هذا غير صحيح وأن الأمريكيين تعرضوا لخدعة كبيرة. كما ركزت سي إن إن علي انخفاض شعبية أوباما إلي 41٪ بدلاً من 45٪ في العام الماضي، كما ذكرت أيضاً تسريبات إدوارد سنودن لمستندات وكالة الأمن القومي الأمريكي واحتوائها علي دلائل تفيد تجسس الولاياتالمتحدة علي حلفائها قبل أعدائها، وتجسسها أيضاً علي مواطنيها أنفسهم، وهو ما أثار مخاوف من مستقبل الخصوصية في العالم الافتراضي الذي تتحكم فيه واشنطن. أما الغضب الأكبر فهو بالتأكيد ملف المهاجرين، حيث يعاني المهاجرون من عدم تقنين أوضاعهم بشكل كامل، وازداد الغضب نتيجة لعدم وجود حدود حقيقية لشروط الهجرة، في حين لا يوجد أي برامج للإصلاح الضريبي ولا الوظيفي لهم، ولايمكن نسيان فشل أوباما في إصدار قانون لتقنين حيازة الأسلحة للأمريكيين في ظل الحوادث التي نسمعها كل فترة عن إطلاق نار عشوائي في الأماكن العامة والخاصة. أما تصرفات أوباما الصبيانية كحادثته الشهيرة مع رئيسة وزراء الدنمارك التي جلس يلتقط لها صوراً في ظل تجاهله لزوجته ميشيل أوباما، فإنها أثرت بشكل كبير علي صورة الرئيس الأمريكي، ووضعت شكوكا حول جديته لدي الشعب الأمريكي. ولا يمكن في النهاية إغفال إدارة أوباما السيئة للملفات الخارجية، حيث كان أوباما متردداً في كثير من قراراته كضرب سوريا الذي تراجع عنه في اللحظات الأخيرة. في حين دعم الجماعات الإسلامية في الوصول للحكم في منطقة الشرق الأوسط. وواجه هزائم دبلوماسية كبيرة في مواجهة الرئيس الروسي بوتين، مما جعل صورة الولاياتالمتحدة تهتز في كل أنحاء العالم.