الإسلام دين يتجاوب مع فطرة الإنسان التي تحب الفرح والترفيه والسعادة، وفرحة عيد الفطر تأتي بعد تأدية الصيام والقيام والعبادة وتأدية الزكاة والتوسعة علي المحتاجين. في العيد رأيت القاهرة مثلما شاهدتها في الأربعينيات والخمسينيات في الأفلام: الشوارع خالية من المارة، ولا تكدس بين السيارات ولا اختناقات، ولا ضوضاء أو زحام، لقد كانت في عصور محددة من أجمل مدن العالم في الجمال والنظام والنظافة، والأهم من ذلك كله رأيت بسمة الإنسان المصري الذي كان طيبا تعود إلي الشفاه ويتبادل التهاني مع أقاربه وجيرانه وزملائه وكل من يقابله بالعبارة الجميلة الطيبة: (كل سنة وإنت طيب).. مساء أول أيام العيد اجتمعت الأسرة كلها عند شقيقتي (الحاجة نعمة.. أطال الله عمرها) في قليوب بعد أن كنا نجتمع عند والدتي (رحمها الله)، وتناولنا عندها العشاء الجميل في أجواء عاطرة بالحب والمودة والبهجة، وفي اليوم الثاني والثالث للعيد أصابتني حساسية جلدية، واحترت أمام إجازات الأطباء وغلق العيادات والمستوصفات، حتي سلسلة مراكز السيدة العذراء الطبية كانت تشاركنا إجازات الفرحة والاحتفالات، وأخيرا هداني تفكيري بتصوير حالتي وإرسالها »بالواتس آب» لصديقي أستاذ الأمراض الجلدية الشهير في »طنطا» الدكتور محمد محمود جامع، وجرت بيننا سلسلة طويلة من الاتصالات علي التشخيص وأدوية العلاج، ثم اتضح بعد ذلك كله أنه يقضي العيد مع أسرته في ماريوت الزمالك، والحمد لله شفيت تماما فهو بحق طبيب عبقري..