منذ أيام قليلة مضت احتفل العالم باليوم العالمي للاسرة وهو اليوم الذي يتعين علينا ان نضعه علي أجندتنا لاننا في اشد الحاجة إليه.. إنه اليوم الذي اختارته الاممالمتحدة في عام 1993 إيماناً بأن الاسرة هي اساس دعامة المجتمع، والتأكيد علي انها دائماً في مركز القلب والعطاء للوطن.. ان المنظمة العالمية تطالب بالتآلف والمحبة بين الزوج وزوجته والاحترام المتبادل والعطاء والتضحية ونبذ العصبية من أجل الابناء وحتي يكونوا قدوة ومثالاً لهم.. ومن هنا تأتي مسئوليتهما علي نشأة اطفال صالحين مؤهلين نفسياً واجتماعياً وتعهدا برعاية بذرة المحبة منذ أول خطوات الزواج. وبهذه المناسبة الاجتماعية ركزت الاممالمتحدة في برنامجها حتي 2030 علي محاربة الفقر وتعزيز الرفاهية واعطاء التعليم الاولوية علي امتداد العمر وتحقيق المساواة بين الولد والبنت.. وفي إطار هذه المناسبة يتعين تحقيق التقارب الفكري بين الكبار والصغار داخل الاسرة، وتوفير الرعاية الكاملة لكبار السن. وفي احدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء كشف ان أكثر من 24 مليون اسرة تعيش علي ارض المحروسة منها 11 مليون اسرة في الحضر و 13 مليونا في الريف.. وفي تحليل لمكونات هذه الاسر قال ان نحو 19٪ منها بها 3 أفراد، و 35٪ بها اربعة افراد، و 23٪ بها 8 أفراد وأكثر، وأن 82٪ من الاسر يرعاها الرجال و 18٪ ترعاها المرأة. وفي هذا اليوم تابعت احوال الاسرة المصرية من واقع الحوادث التي شهدتها البلاد وكان من بينها ما يجسد روح التضحية بأجمل معانيها، وما يمثل روح العناد ليتحول الاطفال الي ضحايا.. الحادثة الأولي ام تسعي لايقاظ ابنها لاداء الصلاة فيقوم وفي حالة انفعاله القي بها من النافذة لتصاب بكسر في العمود الفقري.. وامام شرطة القليوبية رفضت الام اتهامه بارتكاب الجريمة مؤكدة انه لو تم حبسه ولو ليوم واحد ستموت.. هل بعد ذلك حب وتضحية؟ والواقعة الثانية شهدتها مدينة شرم الشيخ.. الزوج اختلف مع زوجته، وهدد الزوج زوجته بأنه سيأخذ منها ابنها الذي لا يتجاوز من العمر ثلاث سنوات.. فما كان من الزوجة الا أن حملت طفلها والقت به في البحر لتنتشله شرطة المسطحات جثة هامدة ليذهب ضحية العناد وضيق الافق.. وفي الفيوم عثرت الشرطة علي جثة جزار قتله ابنه الأكبر، لانه عايره بادمانه المخدرات.. وفي المقطم قتل شقيق الزوجة الزوج الذي ذهب لمصالحتها وإعادتها. ويظل عيد الاسرة يوماً ليكرم الزوج زوجته.. والزوجة زوجها.. والابناء والديهم والصغير للكبير تقديراً لعطائهم. وكل عام والأسرة المصرية بخير وسلام في عيدها وعيد الفطر المبارك.