الرسالة الأهم التي خرجت من قمم ليلة القدر بمكةالمكرمة أن العرب والمسلمين يد واحدة، نعم، صف واحد كالبنيان المرصوص في مواجهة تهديدات خطيرة وغير مسبوقة للأمن القومي العربي وللدول الإسلامية. كلمات زعيم مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمتين العربية والإسلامية كانت واضحة وبعلم الوصول للقاصي والداني، بتأكيده علي وجود تهديد خطير غير مسبوق للأمن القومي العربي، وأن أمن الخليج ركيزة أساسية للأمن القومي العربي والمصري، وأننا نواجه التهديدات بحزم لا يفرط في الأمن وبحكمة تحتوي التوتر، فنحن دعاة سلام لكننا لم ولن نقبل أي مساس بأمننا.. كما كان زعيم مصر واضحا في كلماته بأن فلسطين هي قضيتنا الأولي وأصل كل القضايا بالمنطقة وأننا لن نقبل إلا بالحل العادل والشامل لها، وبتأكيده علي أهمية التوحد في مواجهة الإرهاب والتطرف، وعدم السكوت علي خطاب التمييز والكراهية ضد المسلمين، وتفعيل التعاون العربي والإسلامي لحل كل قضايانا والدفاع عنها.. كلمات لامست قلوب كل عربي ومسلم وهي تضع العلاج الناجح لكل قضايانا ومشاكلنا وأن علينا أن نقوم بدورنا جنبا إلي جنب مع قيام المجتمع الدولي بدوره كاملا. نتائج القمتين العربية والخليجية الطارئتين والقمة الإسلامية العادية أكدت بشكل واضح علي هذه الرسائل، بالتضامن الكامل مع السعودية والإمارات في مواجهة التدخلات الإيرانية بشكل مباشر أو عبر ذراعها الحوثي بما يهدد أمن الأشقاء.. والتأكيد أن يد العرب والمسلمين ممدودة بالسلام والتعاون لمن يحترم حسن الجوار، وأن علي إيران احترام القانون الدولي لتجنيب المنطقة ويلات الحرب، ما قامت به إيران والحوثيون هو عمل إرهابي عدائي صريح، سواء باستهداف الأراضي السعودية ومحطات النفط أو استهداف السفن الإماراتية في الخليج، والعرب والمسلمون لن يتهاونوا مع هذا التهديد الصريح للأمن القومي، يدنا ممدودة بالسلام ولكن علي إيران وأذرعها احترام هذا الخيار، لأنهم إذا أصروا علي طريق الإرهاب والندامة فلن يلوموا إلا أنفسهم. كما كانت القضية الفلسطينية في عقل وقلب جلسات العمل والمباحثات، هي قضية العرب والمسلمين المركزية والسبب الحقيقي لأزمات وقضايا المنطقة، والعرب والمسلمون لن يقبلوا إلا بحل يحترم الشرعية الدولية، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، مع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، كما أكدت الدول العربية والإسلامية علي أهمية الحل السياسي لقضايا ليبيا وسوريا واليمن، وسرعة استقرار الأوضاع بشكل كامل في الجزائر والسودان. رسائل القمم الثلاث في العشر الأواخر من رمضان ومن أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة كانت بعلم الوصول للقريب والبعيد، يدنا ممدودة بالسلام ولكننا لم ولن نقبل أي تهديد لدولنا وشعوبنا ومصالحنا، ومشاكل وقضايا المنطقة نحن قادرون علي حلها سياسيًا بعيدًا عن أي تدخل خارجي، والمواجهة الناجحة للإرهاب والتطرف تستوجب توحدنا جميعا للقضاء علي مصادر التمويل ونشر الأفكار وتجنيد الشباب، كما أننا نقف صفا واحدا في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا وخطاب التحريض والكراهية ضد المسلمين. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كان حريصًا علي أن تستضيف مكةالمكرمة القمم الثلاث في هذه الأيام المباركة، وهي رسالة حكيمة أكدت علي وحدة العرب والمسلمين في مواجهة جميع الأخطار ولبناء المستقبل الأفضل الذي تستحقه شعوبنا. من أمام الكعبة المشرفة دعواتنا لجميع المسلمين بأن يتقبل الله الدعاء والصلاة والصيام والقيام، وأن يحفظ علينا أمننا وسلامنا ووحدة أمتنا، وأن يرزقنا الستر والصحة والعافية وراحة البال.