يحدثنا خالد محمد خالد عن أول سفراء إلي الإسلام مصعب بن عمير، الذي أرسله عليه الصلاة والسلام إلي يثرب قبل الهجرة ينشر فيها تعاليم الإسلام.. كيف أسلم، وكيف أصر علي إسلامه، إلي أن استشهد في معركة »أُحد»، إن هذا الصحابي الذي قال لأمه التي أرادت أن تعيده إلي دين الآباء والأجداد: ياأمَّه، إني لك ناصح، وعليك شفوق، فاشهدي أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فأجابته مهتاجة: قسما بالثواقب لا أدخل في دينك فيزري برأيي ويضعف عقلي. وخرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة، وأصبح الفتي المتأنق المعطر لايري إلا مرتديا أخشن الثياب، يأكل يوما ويجوع أياما، ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة، والمتألقة بنور الله، كانت قد جعلت منه إنسانا آخر يملأ الأعين جلالا والأنفس روعة.. ويؤدي الرجل دوره في نشر الرسالة في يثرب.. وينجح أول سفراء الرسول صلي الله عليه وسلم نجاحا هو له أهل وبه جدير. وتمضي الأيام ويهاجر الرسول إلي المدينة، وينتصر علي مشركي مكة في بدر، وفي معركة »أُحد» يستشهد مصعب بن عمير بعد جهاده العظيم في هذه المعركة وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها.. وعند جثمان مصعب سالت دموع وفية غزيرة.. يقول خباب بن الأرت : »هاجرنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في سبيل الله، نبتغي وجه الله فوجب أجرنا علي الله، فمنا من مضي ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا.. منهم مصعب بن عمير.. قتل يوم أُحد، فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نَمِرة قطعة قماش فكنا إذا وضعناها علي رأسه تعرت رجلاه، وإذا وضعناها علي رجليه برزت رأسه، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »اجعلوها مما يلي رأسه، واجعلوا علي رجليه من نبات الإذْخر». وينعاه الرسول العظيم.. ويختم المؤلف حديثه عنه بقوله: السلام عليك يامصعب.. السلام عليكم معشر الشهداء.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.