تعبر مصر الجسر الفاصل بين الماضي والمستقبل، افتتاح أنفاق تحيا مصر أسفل قناة السويس بالإسماعيلية هو تدشين للمستقبل الذي تستحقه مصر.. بعد أيام من ملحمة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية والمشاركة الشعبية التاريخية وغير المسبوقة. بعد عبور أكتوبر المجيد الذي مازال حيا في قلوبنا رغم مرور 46 عاماً، جاء العبور الجديد أول أمس والزعيم عبدالفتاح السيسي يفتتح أنفاق تحيا مصر، الوطن يحتضن سيناء الغالية لينشر الخير والبناء فوق ارضها الطاهرة ويدفن الإرهاب تحت رمالها الحارقة. فوق أرض محافظات القناة وسيناء الخمس تجري عجلات 994 مشروعاً، الأيادي المصرية تسابق الزمن لإنجازها في أسرع وقت، مشروعات تتكلف 800 مليار جنيه، تفتح أبواب الرزق وفرص العمل وتربط سيناء الغالية بقلب مصر وشرايينها. مشروعات كلها تتم بأيد مصرية، عمال ومهندسين وخبراء ومتخصصين في كل المجالات، يسابقون الزمن لتكتمل صروح التنمية، شركات مدنية تتولي العمل في كل المشروعات بطول مصر وعرضها، ودور القوات المسلحة يقتصر علي الاشراف والتنسيق لإزالة العقبات وضمان سرعة الانجاز في المواعيد المحددة. مشروعات أنفاق القناة قام بتنفيذها شركات بتروجت والمقاولون العرب وأوراسكوم وكونكورد، لكن هناك من يتعمد ترديد إشاعة ان الجيش هو من يقوم بتنفيذ كل المشروعات القومية، وهو أمر يخالف الحقيقة والمنطق.. والمهم أن تقوم الجهات المسئولة بالسفارات والاستعلامات بدورها لشرح الحقيقة وفضح الأكاذيب، الجيش يقوم بدوره في حماية الحدود شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، يقوم بدوره في دحر الإرهاب، وتطهير أرض سيناء من دنسه وفرض الأمن في كل ربوع مصر، بينما في المشروعات القومية يشارك الجيش بالاشراف لضمان سرعة التنفيذ ودقته وإزالة أي عقبات مهما كانت، نعم من ينفذ شركات مدنية يعمل بها 5 ملايين عامل فتحت هذه المشروعات بيوتهم. هذه حقائق واضحة، لكن البعض في الغرب يتعامي عن رؤيتها أو النظر إليها.. ولهذا علي الجهات المختصة ان تتبني حملة موسعة لكشف الحقائق والرد علي الأكاذيب، وأتذكر قبل عام عندما كنت مع وفد من رؤساء التحرير في زيارة لألمانيا، وفي لقاءات مع وزير الاقتصاد ومسئولين كبار بالبرلمان والحكومة قمنا بالرد علي هذه الشائعة وتفنيدها ونقل الحقائق كاملة، لكن القضية تحتاج لجهد منظم علي مدار اليوم وطوال العام لنشر وترسيخ الحقائق ودفن الأكاذيب. 20 دقيقة تفصلنا الآن عن العبور بين شرق وغرب القناة، دقائق تكشف الحد الفاصل بين شبه الدولة التي كانت والدولة القوية التي نعيش فيها وتحتوينا جميعا، ونحن نرفع العين والرأس لنري السماء الصافية والمستقبل المشرق. بعد 5 سنوات من العمل والبناء تحت قيادة الزعيم عبدالفتاح السيسي ها هو الشعب يجني ثمار الصبر والإيمان، مشروعات الخير والتنمية تشق الصحراء والجبال، تشق البحار والأنهار لترسم المستقبل الذي يستحقه هذا الشعب.