في مثل هذا اليوم كل عام تعاودنا الذكري الخالدة لتحرير سيناء، وعودتها إلي حضن الوطن الأم، في الخامس والعشرين من ابريل 1982، بعد اغتراب دام خمسة عشر عاما، في اعقاب نكسة 1967. ومع رياح تحرير سيناء العزيزة، التي تهب علينا مع قدوم الربيع كل عام، تقفز إلي الذهن دائما العديد من صور وقصص البطولة، التي سطرها جنودنا البواسل أبناء جيش مصر، دفاعا عن سيناء وتصديا للعدوان عليها وسعيا لتحريرها. هذه الصور وتلك القصص البطولية لم تكن في الزمن الحديث والمعاصر فقط، بل علي مر التاريخ منذ قيام الدولة المصرية في هذا المكان المتميز والعبقري من خريطة العالم والمنطقة. ولكثرة ما مر علي سيناء وما عايشته من حروب ومعارك علي مر الزمن، بوصفها المعبر والبوابة الشرقية لمصر منذ فجر التاريخ وحتي اليوم،..، يصدق عليها القول بأنها ومصر كلها وجميع مواطنيها في رباط دائم ومستمر حتي يوم الدين. ومن يطلع علي تاريخ مصر القديم والحديث، يعلم ان سيناء كانت طوال السبعة آلاف عام قبل الميلاد، ثم الألفين الماضيين التاليين للميلاد، مسرحا وميدانا لكل الحروب والغزوات التي استهدفت مصر،..، منذ الفراعنة الأوائل ثم الرومان والاغريق وما بعدهما من المغول والتتار، وصولا إلي العدوان الثلاثي في 1956، ثم نكسة 1967، التي استطاع جيش مصر البطل ان يمحو آثارها في انتصار 1973. ولان سيناء هي المدخل والمعبر لمصر فإنها الآن تعيش حربا مقدسة، ضد جماعات الإرهاب وفلول القتل والتخريب والتكفير، التي تسعي للنيل من الدولة والشعب،..، كما تعيش في ذات الوقت حربا ومعارك مقدسة أخري للبناء والتعمير والتنمية الشاملة. »وللحديث بقية»