منذ أن تولي المهندس كامل الوزير، مهام منصبه وزيرا للنقل، لم يهتم بما كان يقوم به بعض الوزراء، في مختلف الحكومات المتعاقبة، يبدأون مشوارهم الوزاري بالتصريحات والبيانات، بمجرد حلف اليمين، وحتي قبل أن يجلسوا إلي مكاتبهم، وكان الناس يتساءلون عندما يحدث ذلك فيما بينهم، هل هي شهوة الكلام وحب الظهور، أم سطوة الإعلام أم لزوم الوجاهة الوزارية؟، والغريب أنها تصريحات قديمة ومكررة، والمواطن العادي يعرف أنها تصريحات للاستهلاك المحلي، ويبدو أن الرجل صاحب المهام الصعبة، والمدرك لأهمية الوقت وضرورة الإنجاز، يدرك تماما أن التصريحات وإن كانت مقبولة أحيانا، عندما تقال لا في وقتها وعند الضرورة لإعلام الناس بشيء تم إنجازه، إلا أن المهمة الملقاة علي عاتقه ثقيلة، وأن هناك أزمات مستعصية في حاجة ماسة إلي منقذين، لا إلي دعاية وتصريحات وردية، وأن الحل الجذري لأزمات النقل يستدعي أفعالا سريعة وحاسمة، كما يستدعي التمسك والاعتبار بالحكمة التي تقول: »الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك»، وأن مهمة الإنقاذ في أي مجال تحتاج إلي دراية وحنكة وفهم وحسم في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، من هنا كانت جولاته المكوكية في مختلف المواقع، والتي اتخذ فيها قرارات جريئة، عالجت وستعالج الكثير من أوجه القصور التي تعاني منه قطاعات النقل المختلفة، وأتوقف عند واحدة من هذه الجولات، اكتشف فيها المهندس كامل الوزير وزير النقل، أن كل نائب من نواب رئيس هيئة السكة الحديد التسعة، مخصص له سيارتان أو ثلاث، فأمر بسحب السيارات، والاكتفاء بسيارة واحدة لكل نائب، ووجه بتوزيع العمال السعاة الذين يعملون بمكاتب النواب إلي أماكن وإدارات أخري، للاستفادة منهم والاكتفاء بساعٍ واحد فقط لكل نائب، ووجه بضرورة إعادة هيكلة الموظفين، وسد العجز في عدد من الإدارات قائلا : »هي مش عزبة»، مقولة الوزير هذه لو طبقت في كثير من مؤسسات الدولة لتم توفير الكثير.