جاء توجيه الرئيس السيسي للحكومة بسحب الاستشكال علي حكم أحقية أصحاب المعاشات في ضم 5 علاوات لمعاشاتهم، في إطار سياسة الانحياز المطلق التي ينتهجها الرئيس تجاه أصحاب المعاشات ومحدودي الدخل بصفة عامة. كان يمكن أن يقبل القضاء استشكال الحكومة، ويصدر حكماً آخر بعدم أحقية أصحاب المعاشات في العلاوات الخمس.. ويدخل أصحاب المعاشات في دائرة دوامة جديدة.. ولكن كان لأصحاب المعاشات رئيس ينحاز لهم رغم أن تكلفة الزيادة في المعاشات بعد ضم العلاوات سترهق كاهل الحكومة والموازنة التي تعاني من فوائد ديون تراكمت عبر السنوات الماضية. الرئيس وهو يصدر توجيهاته للحكومة بسحب الاستشكال وجه التحية للشعب علي صبره وشجاعته في تحمله أعباء الإصلاح التي وصفها بأنها كانت حتمية. السؤال الذي يطرح نفسه هو من أين ستأتي الدولة بتكلفة تمويل الزيادة؟ والإجابة تكمن في الرؤية التي يعمل بها الرئيس والأجهزة المعاونة له، والتي تعمل كلها علي نغمة واحدة دون نشاز، والتي تدير موارد الدولة بكفاءة ودقة وشفافية عالية. وكان البعض يتساءل: من أين تأتي الدولة بتمويل منشآت العاصمة الإدارية، والمدن الجديدة في أسيوط وقنا وبني سويف والمنيا والدقهلية والإسماعيلية والسويس ودمياط.. وأجاب الرئيس أن الدولة تبيع أراضي هذه المدن للمستثمرين وتقوم بتمويل المشروعات بعائد البيع. وطبعا هذه الإجابة غريبة علي مسامعنا، لأن الحكومة زمان كانت تبيع الأراضي بتراب الفلوس، وكانت المكاسب تدخل جيوب بعض رجال الأعمال، وشركات الاستثمار، والدولة تصبح خالية الوفاض. وزمان أيضاً كانت الحكومات لا تقف بالمرصاد للفاسدين والمتهربين وسارقي قوت الشعب، وكانت تضيع علي الدولة مليارات الجنيهات ما بين سرقة كهرباء، وتهرب ضريبي، وتهرب جمركي، والاستيلاء علي أراضي الدولة وأملاكها.. والآن لاتهاون في حق الدولة، فخلال شهر فبراير الماضي فقط تمكنت الرقابة الإدارية من تحقيق عائد بلغ 1.3 مليار جنيه نتيجة الكشف عن مخالفات في مجالات مختلفة، واستردت حقوقاً للدولة بلغت قيمتها 793 مليون جنيه.. وخلال أسبوع نجحت وزارة الداخلية في تحصيل 47 مليون جنيه قيمة مخالفات كهرباء وتهرب ضريبي.
نحن أمام منظومة واعية تعرف كيف تحصل علي حق الدولة وتعرف كيف تدير الموارد لصالح الشعب، ولصالح محدودي الدخل والمستحقين.. وكيف تيسر علي المستثمرين لإقامة مشروعات ومصانع لتوفير فرص عمل، وكيف تقيم علاقات وتوقع اتفاقيات مع الدول الأخري تفتح مجالات للاستثمار داخل مصر وتوفر فرص عمل خارجية للمصريين. الرئيس ومعاونوه يبذلون أقصي الجهد، والشعب الوطني الشجاع الصبور يعمل بكامل طاقته.. ولكن لايزال يقبع بيننا متربصون وسوداويون لا يريدون لنا الخير، فاحذروهم. هؤلاء الذين يشككون في كل إنجاز، وينامون ويصحون مع نظرية المؤامرة، ويضعون نظارات سوداء علي عيونهم ويريدون أن نري كل شيء أسود مثلهم.
في الخارج يحسدوننا، وينظرون لإنجازاتنا بانبهار وإعجاب.. ويتساءلون كيف نبني ونطوِّر ونعمِّر بهذه السرعة والكفاءة والجودة بمواردنا المحدودة؟ وكيف يتحسن اقتصادنا وينمو.. وكيف حققت الموازنة فائضاً لأول مرة منذ 20 عاماً. إنها عبقرية شعب ورؤية وحكمة ووطنية زعيم. مصر تتغير للأفضل. آخر كلمة لا يضيع حق وراءه مطالب.. ولا تضيع حقوق شعب رئيسه عبدالفتاح السيسي