هي المرة الأولي التي يتخلي فيها المخرج وليد عوني عن إبهار السينوغرافيا، والإكسسوارات صاخبة الألوان، والإيقاعات القوية المتنوعة، والتي ميزت عروضه السابقة مع فرقة الرقص المسرحي الحديث بدار الأوبرا...علي مدي يومين »7/8مارس» قدم وليد عوني، عرضا مختلفا تماما..أكثر حداثة وعصرية، وأكثر تأملا وصعوبة في صياغة حركة راقصة تعتمد قواعد هندسية وتعتمد أيضا تحرير خطوات الراقص....»دموع حديد» عرض يتناول مفاهيم المعماريةالعراقية العالمية »زها حديد» في إبداع تشكيلات هندسية ترقص مع الجاذبية، وقدرتها علي تحرير الأشكال، وتحطيم الزوايا القائمة والخطوط المستقيمة في حركة هندسية لامحدودة... تماما كالدراويش الصوفية، وحركتهم الدائرية الباحثة عن الحرية...قدم وليد عوني رؤية صوفية لعمارة زها حديد،معتمدا علي تصميمات حركية صعبة في تعبيرها الداخلي المتأمل والدقيق..معتمدا علي مفهوم زها حديد في التفكيك، لصياغة بنية هندسية محلقة في الفضاء..ولأول مرة في عروضه يستعين وليد عوني بالجرافيك المتحرك علي خلفية المسرح »لرضا صلاح» في التعبيرعن تلك الرؤية التفكيكية،منطلقا من النقطة والخط الرفيع، حتي إكتمال التكوين..بينما تميزت إضاءة »ياسر شعبان» المبدعة في تجسيد حالات التأمل الصوفية طوال العرض... تجاهل وليد عوني »وهو غير مفهوم» عراقية زها حديد وأصولها العربية »ولدت في بغداد، وعاشت فيها حتي أكملت دراستها الثانوية»...قدمها كشخصية إنسانية عالمية، وربما شخصية غربية، فصوتها طوال العرض متحدثا بالأنجليزية، وموسيقي العرض خالية تماما من أي إيقاعات عربية، حتي الحالة الصوفية التي تغلف العرض، تستند إلي ايقاعات غربية!! وسؤال إلي د.مجدي صابر مدير دار الأوبرا..مامعني أنتاج عرض مسرحي راقص، يتكلف الآف الجنيهات، وتشغل من أجله ورش الأوبرا »عمالها وفنييها»،وتدريبات يومية وبروفات لراقصي الفرقة لأكثر من 3 أشهر متواصلة...وفي النهاية يعرض للجمهور ليومين فقط؟!!