المهتمون بدراسة الأديان أجمعوا علي أن حكايته ليست خيالاً قط، لكنها حقيقة واقعة...، لست أريد لأحد أن يأخذها عني، فإما أن يصدقها البعض أو يكذبها، لكن ذلك لا يمنعني من عرضها سريعًا موجزًا، فلست بصدد تحليل القصة...، "فيلوس هذا كان حارس القاعة الممتلئة باليهود وينطلق منها الضجيج والصخب والصراخ، حيث المحكمة التي تحاكم السيد المسيح، فقد أرادوا أن ينتهوا من الأمر الذي بيتوا النية عليه سريعًا، وفي داخل القاعة جلس القضاة، قضاة رتبوا من قبل ذلك الحكم الذي سيصدرونه ولم يكن ثمة دفاع، فكل مبتغاهم هو صلبه ليسوقوه حيث يتموا نهاية القصة أو المؤامرة، وبعد الحكم راحوا يجرونه، وبينما هم يمرون به من باب القاعة حيث يقف اليهودي كارتافيلوس تعثرت قدم السيد المسيح، فكاد أن يقع على الأرض، وبكل وقاحة لكمه اليهودي بقبضة يده على ظهره وهتف في وجهه ساخرًا وهو يدفعه الي الأمام قائلاُ: "أسرع لماذا تتمهل؟"، والتفت السيد المسيح إليه وقال له بنظرات فيها شفقة وقسوة في الوقت نفسه: "سأذهب سريعًا، أما أنت فستبقي"؛ ومنذ تلك اللحظة وكما تقول السجلات في بلدان كثيرة حلت اللعنة علي كارتافيلوس، فبقي طويلاً، ليكون رمزًا للإثم الأكبر الذي لاقاه في هذا اليوم وما تلاه من أيام"! وتمر القرون وتتكرر أمام عيني قصة اليهودي فيلوس الذي لعنه السيد المسيح، مع جماعات تيار الإسلام السياسي التي انتهجت العنف لتحقيق غرض سياسي، فلم تهدف من وراء ذلك إلا تمزيق أوصال المجتمع تفجيرًا وقتلاً؛ ألم تزعم جماعة الإخوان منذ نشأتها علي يد أمير الشجرة الخبيثة، حسن البنا أن هدفهم تحكيم شرع الله، والعيش في ظلال الإسلام، قول– بلا شك - أرادوا به خرابًا وإرهابًا؛ وظلت عقدة الاضطهاد تطاردهم مثلما تطارد اليهود في كل وقت؛ ولن أكون متجنيًا أو أدعي تطرفًا حين أقول أن اليهود خططوا لسرقة وطن اسمه فلسطين سنة 1948 وتعاطفت معهم وساعدتهم كل القوى الاستعمارية، والإخوان أيضًا خططوا منذ نشأتهم من تسعين سنة، لسرقة الوطن بهدف تنفيذ مخططهم بعودة الخلافة متعمدين معاندة حركة التاريخ، اليهود يقف الأمريكان بجانبهم، والإخوان أيضا ساندتهم أمريكا حتي دفعت بهم الي سُدة الحكم قبل أن يزيحهم المصريون في موجة ثورية أطاحت بكابوس، بجماعة ترفض كل القيم الإنسانية، وتزعم أنها وحدها التي تمتلك الحقيقة المطلقة في الوجود، الحقيقة التي لا تقبل التعددية في الحكم والديمقراطية، فإذا تجرأ أحد وناقشهم؛ حاربوه بفكرهم الأصولي حتي يتم إقصاؤه إما بتكفيره أو قتله، والأمثلة كثيرة لن يتسع المجال هنا لذكرها، فكلنا شهود علي جرائمهم. قمة اللامعقول أن يظن البعض، أنهم قادمون...، [email protected]