أصبحنا نسير في شوارع لا تعرف الرحمة.. كل من يمسك عجلة قيادة يقود بلا عقل أو ضمير، لدرجة أن البعض منهم يترك سيارته في أي لحظة من اليوم، لكي تتعطل حركة السير المجنونة التي لا تجد مثيلا لها في أي بلد في العالم، فهذا يسير عكس الاتجاه ليصعد كوبري أو يختصر مسافة ولا يهم إذا تعطل الطريق ساعة كاملة بسبب فكرة مجنونة طقت في دماغ سيادته، وذاك ترك سيارته الميكروباص أمام موقف الأتوبيس وذهب إلي مكان ما، وتسبب في اختناق الطريق، فالكل وراءه لابد أن يعاني حتي يتجاوزه، والمؤسف أنك لا تجد رجل شرطة ولا عربة إنقاذ طريق أو حتي بتاع كلبشات، يحسم الأمر بسحب رخصة أو إعطاء غرامة أو حتي كلبشة سيارة.. والله حرام اللي بيعمله المصريون في الشارع، هات ياكلاكسات، يا خناقات ويا لعنات.. والنتيجة نزيف أموال وأعصاب وضياع ساعات من عمر الشعب بأيدي أفراده الذين أوصلوا الشارع إلي حالة من الجنون تستعصي علي دكاترة مستشفي الأمراض العقلية »العباسية»!. وتحليلي المتواضع لحالة الجنون التي وصل لها الشارع المصري، هو غياب تطبيق القانون، فلو أحدهم حصل علي مخالفة بألف جنيه وطلعت من نفوخه وحرقت جيبه، لأصبح الشارع المصري يضرب به المثل في الانضباط وعدم الانفعال، ده الحالة المستعصية للشارع وصلت لدرجة أن المشاة أيضا يعبرونه في أي لحظة دون النظر يمينا أو يسارا، والمؤسف أنهم قد يلقون بأنفسهم أمام السيارات غير عابئين بفرملة أو كلاكس.. والله بصير بما يعملون. بصراحة ياجماعة إحنا المصريين بقينا خارج نطاق السيطرة في الشارع لا الراكب عنده موقف يركب منه ولا محطة ينزل فيها، ولا السائق عنده أخلاق يقود بيها، ولا المشاة عندهم خطوط يسيرون عليها، ولا الطريق مرصوف بجد ولا الرصيف يصلح للمشي ولو حكومتنا تشد حيلها وتعيد لحركة المرور في الشارع الانضباط والقانون المسلوب منها تبقي صح.