رقم مخيف الذي ذكره الرئيس السيسي في كلمته خلال تخريج دفعة جديدة من طلاب الكليات العسكرية، عن عدد الشائعات التي تتعرض لها مصر، حيث وصل إلي 21 ألف شائعة خلال 3 شهور، وبحسبة بسيطة فنحن نتعرض ل7 آلاف شائعة في الشهر، و233 كل يوم بمعدل 10 شائعات في الساعة. ولا أظن أن هناك بلداً يتعرض لهذا الكم من الشائعات التي تستهدف خلق البلبلة وعدم الاستقرار والإحباط.. فكما قال الرئيس إنه لا يخشي علي مصر من أي عدو سوي محاولات هدم الدولة من الداخل.. لأن مصر قوية وقادرة علي مواجهة أي عدو خارجي أياً كان. وأمام هذا الرقم المخيف من الشائعات، يلوح في الأفق رقم آخر يمنحنا التفاؤل، والمقدر بمئات الآلاف من طلاب الثانوية المتقدمين للالتحاق بالكليات العسكرية، شباب في عمر الزهور يتسابقون، ويبتهلون إلي الله ومن ورائهم أسرهم كي يحملوا لقب »مقاتل»، ليدافعوا عن مصرهم، ويسعوا من أجل الشهادة فداءً لهذا البلد الأمين، وهذا الشعب الأبي.. ويضاف لمئات الآلاف، عشرات آلاف آخرون يتقدمون للالتحاق بكلية الشرطة لنيل شرف تثبيت الأمن الداخلي. هذه الشريحة من الشباب لا خوف عليهم من الشائعات ولا هم يخافون، فهم واجهوها عملياً، وسارعوا إلي خدمة فعلية لبلدهم، ومنهم من يُقبل، ومنهم من لا يحالفه الحظ لنيل هذا الشرف، فيتوجهون لخدمة بلدهم في موقع آخر. مروجو الشائعات لا يستهدفون هذه الشريحة لأنهم يعلمون أنهم محصنون ضد سمومهم، فينشرون ما يريدون وسط البسطاء عبر عناصر تراهم في وسائل المواصلات والأسواق، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وعلي شاشات الفضائيات.. يذيعون الأكاذيب عن انتشار أغذية فاسدة، عن حالات اعتقال وهمية، عن تعذيب لا يحدث، عن أحداث لم تقع، وكل همهم تثبيط العزائم، ووأد الأحلام، وقتل الهمم.. ونشر التشاؤم.. وإهالة التراب علي أي مشروع، والتحقير من أي إنجاز. وإذا كانت الحكومة تحاول جاهدة إذاعة المعلومات الصحيحة، ومواجهة أي شائعة بالوقائع الصحيحة، بشفافية، فإنها مهما فعلت لن تستطيع متابعة كل شائعة، ولابد أن يزيد الوعي لدي الجميع وأن يتيقنوا، أننا مستهدفون من قبل أعضاء جماعة كانت تحتل مصر وأسقطناهم، وحاولوا هدم مصر فأحبطناهم، ويحاولون قتل المصريين فواجهناهم.. فلم يجدوا مفراً من استخدام سلاح الشائعات، ولم يعد لديهم إلا الكذب، وهم يجيدون ذلك، ولنتذكر جميعاً صورة الجثث التي صوروها داخل مسجد رابعة واتهموا الشرطة بقتلهم، ثم تبين أنها صورة مفبركة كان يريدون من ورائها استثارة الشعب. وأتذكر أيضاً أن بديع مرشد الإخوان المحتلين هاجم الإعلام في عام 2012 عندما فضح جماعته، وكذبهم، بعد أن خدعوا الشعب وقالوا إنهم لن يخوضوا الانتخابات الرئاسية وسيكتفون بما حصدوه من مقاعد في البرلمان، ثم ترشحوا للرئاسة بمرشحهم محمد مرسي (السجين). قال بديع وقتها إن الإعلاميين هم سحرة فرعون، وكتبت مقالة في جريدة »الأخبار» قلت له: »لا نحن سحرة فرعون، ولا أنت عصا موسي».. والآن هو يستخدم إعلاميي الإخوان الذين هم في الحقيقة سحرة بديع، في القنوات الفضائية الإخوانية التي تبث السموم والشائعات من تركيا وقطر، ويقيني أن هؤلاء السحرة ستهزمهم عصا المصريين. • • • مشهد تخريج دفعات الكليات العسكرية والشرطة والعرض العسكري الذي أداه الخريجون يجعل كل مصري ينام وهو مطمئن، ويحلم وهو متفائل.. تكريم الرئيس السيسي لاسم الراحل العقيد أركان حرب يوسف منصور صديق أحد الضباط الأحرار عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو، ومنحه قلادة النيل يجعل كل مصري يفخر بأن السيسي رئيسه يمارس السياسة بشرف، ويعطي كل ذي حق حقه.. حتي لو لم يكن علي قيد الحياة. يقظة كل مصري للأخطار التي تحيط بنا، والأعداء الذين يتربصون بنا في الداخل، هي التي ستجعل مصر فعلاً أم الدنيا.. حمي الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها. آخر كلمة بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَي مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ صدق الله العظيم سورة الحجرات (6)