الإدارة الرشيدة – 4

تحدثنا عن أهمية عنصري اللامركزية والمشاركة في تطبيق الإدارة الرشيدة واليوم نستكمل الحديث عن باقي العناصر وأهمها علي الإطلاق الشفافية transparency : تعني في المقام الأول أن تكون عمليات صنع واتخاذ القرار وتنفيذه باتباع الأسس القانونية والضوابط الحاكمة المعلنة. كما أنها تعني أن تكون البيانات والمعلومات متاحة بحرية كاملة لهؤلاء الذين سوف يتأثرون بهذه القرارات.وأن تكون واضحة وسهلة الفهم والاستيعاب لغير المتخصصين. إذن الشفافية هي سهولة الوصول للبيانات والمعلومات في ظل تشريع يتيح المعلومات وتبادلها بشكل صحيح. ويجب أن ترتكز الشفافية علي القيم المتعارف عليها في المجتمع بحيث تتسم بالوضوح وسلامة القصد ،عناصر الشفافية هي (علانية القرارات - سهولة الوصول للبيانات والمعلومات - دقة وصحة البيانات والمعلومات - الوضوح وسلامة القصد). ثم يأتي أخطر عنصر ، للأسف تتغاضي عنه المؤسسات وهو المساءلة accountability: والتي تعتبر السمة الأساسية للحوكمة ،وتعني الحق والقدرة والتمكين من مساءلة ومحاسبة ومراجعة وتقييم أداء المسئولين طبقا لمعايير محددة مسبقا، وذلك بناء علي بيانات ومعلومات صحيحة ويكون هدفها في النهاية اتخاذ القرارات الرشيدة والرفع من الكفاءة والفعالية. وتفعيل القرارات وتعظيم المشاركة المجتمعية وتفعيل القوانين والاطر التشريعية. أما عنصر المساواة equity :يعني إن أي مجتمع لا ينمو ويزدهر إلا إذا شعر كل فرد فيه أن له نصيبا في الدولة التي ينتمي إليها وأنه غير مستثني من عموم المجتمع. وهذا يتطلب أن تكون هناك فرص لكافة شرائح المجتمع، خاصة الفئات المهشمة لتحسين وصيانة مستوي معيشتها.والاستجابة responsiveness: حيث تتطلب »الحوكمة»‬ أن تستجيب مؤسسات الدولة لرغبات وتطلعات كافة فئات المجتمع وأن تحاول تحقيقها في إطار زمني مناسب. ثم تأتي الشمولية inclusiveness: وتعني أن جميع المواطنين لديهم حقوق متساوية أمام القانون (مثل حق حماية الملكية). وتعني أيضا أن لديهم فرصا متكافئة لممارسة هذه الحقوق. ومن الحقوق الأساسية - في الحكمانية الفعالة - حق المشاركة في العمليات التي تتضمنها الحكمانية. ومن ثم، فإن الشمولية تشير إلي:أن كل من له اهتمام بعمليات الحكمانية ويريد المشاركة فيها يمكن أن يؤدي ذلك علي أساس متكافئ.وهذا يحتاج إلي آليات تنفيذية في المؤسسات.اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
دعاء : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ.