مصر التي خرجت من غيابات »جب» الإخوان قادرة علي إبهار العالم الشعب يستطيع.. ومنه نتعلم دروس الوطنية والانتماء المشاركة في الانتخابات فريضة وطنية.. حق للشهداء واستكمال لمسيرة البناء الإرهابيون لا يقرأون التاريخ.. وطوابير الناخبين ستلقنهم الدرس الأخير سنخرج لنختار مستقبلنا ولأننا مازلنا نذكر أيام ضاع الأمن وكادت تضيع مصر مصر التي ظنها الجميع سقطت في غيابات »جُب» الإخوان.. استطاعت وفاجأت العالم وتخلصت منهم، مصر التي ظنها الجميع سقطت في دوائر العوز والفقر استطاعت ونهضت من جديد، مصر التي ظنها الجميع ضعفت وتراجعت وفقدت القوة والتأثير عادت كالمارد لتحتل مكانها اللائق من جديد. مصر تستطيع، شعب مصر قادر علي أن يبهر العالم، قادر علي أن يصنع المعجزة ولا يعرف المستحيل. الانتخابات الرئاسية التي تبدأ اليوم وتستمر حتي الأربعاء فرصة جديدة يثبت فيها الشعب المصري أنه يستطيع، نعم يستطيع أن يختار وأن يكون صاحب القرار، يستطيع أن يبهر العالم من جديد ويرد كيد الكارهين في نحورهم، يستطيع أن يحمي بلده ومستقبل أولاده. الشعب صاحب القرار والشعب قادر علي اتخاذ القرار، الشعب ليس قاصرا أو محتاجا لوصاية من أحد، الشعب هو المعلم الذي يعطينا جميعاً دروس الوطنية والانتماء وحب البلد والدفاع عنه.. هكذا كان وهكذا سيظل. المحاولة الخسيسة للإرهاب الجبان لاغتيال اللواء مصطفي النمر مدير أمن الإسكندرية فشلت كما فشلت كل مخططاتهم، بل ونجحت وزارة الداخلية في تحديد المجرمين وفي طريقها للقبض عليهم، لكن المحاولة الجبانة لجماعات الإرهاب ومن خلفهم كانت كاشفة، الوطن مازال مستهدفاً وإفشال انتخابات الرئاسة في قلب أهداف جماعة إخوان الإرهاب ومن يمولهم، لا يريدون للوطن أن يسير خطوات إلي الأمام، فشلوا في التشكيك في نزاهة الانتخابات قبل أن تبدأ، أذهلتهم طوابير المصريين في الخارج وهم ينتخبون، للمرة الأولي رأينا ناخبين يحتفلون بالمشاركة، فحاولوا استخدام التفجيرات وسيلة خسيسة لبث الرعب وزرع الخوف في قلوب المصريين، لكنهم لا يقرأون التاريخ ولا يتعلمون، شعب مصر لا يخاف.. يعيش مرفوع الرأس ولا يقبل أن يدوس له أحد ولو علي طرف جلباب، شعب يتحدي التحدي ويواجه الخوف والإرهاب مكشوف الصدر، والجريمة الخسيسة لن تزيده إلا إصرارا علي الذهاب لصناديق الانتخابات، ليلقن من باعوا أنفسهم للشيطان والدولار درساً جديداً. المشاركة في الانتخابات الرئاسية فريضة دستورية وحق قانوني، حق لمن بلغ 18 سنة وليس لديه مانع قانوني كغياب العقل أو الحجر عليه أو صدور حكم نهائي جنائي بحقه أو ارتكابه لجريمة خيانة الأمانة والشرف، لكن المشاركة هذه المرة واجب وطني لا يمكن الفرار منه، واجب نحو الوطن الذي يخوض أشرف المعارك ضد الإرهاب الجبان لتطهير الأرض من شرورهم، ونحو الوطن الذي يخوض معركة بناء وتعمير حقيقية ليعود خير مصر لأولادها جميعاً بالعدل والمساواة، فلا فضل لمصري علي مصري إلا بقدر ما يعمل ويعطي لهذا الوطن. لا أشك للحظة أن الشعب المصري سيشارك بكثافة اليوم وغداً وبعد غد، من يريد أن ينصر وطنه في معركة الإرهاب سيشارك، من يريد استكمال مشروعات البناء والتعمير بطول مصر وعرضها سيشارك، من يريد رد الدين لشهداء أبرار ضحوا بأرواحهم لنعيش في أمان سيشارك، من يريد فرصة عمل سيشارك، من يريد استكمال الحرب علي الفساد والمحسوبية سيشارك، من يريد توفير السلع والرقابة علي الأسواق والسيطرة علي الأسعار سيشارك، من يريد تكريم المصابين الذين لم يبخلوا علي وطنهم بكل غال ونفيس سيشارك، من يريد استكمال التجربة الديمقراطية سيشارك، من يريد فضح الأفاقين تجار الدين والوطن سيشارك، من يريد سكناً كريماً سيشارك، من يريد إصلاح التعليم واستكمال إصلاح منظومة الصحة والعلاج سيشارك، من يريد طرقاً آمنة وشوارع نظيفة وطاقة لا تنقطع سيشارك، من يريد أن يكون ايجابيا سيشارك، من يرفض أن يكون مع الخوالف الذين يفرون من معركة الأرض والعرض سيشارك. نعم المشاركة ليست ترفا، المشاركة قضية وطن كما هي قضية شخصية، فمن يبحث عن حق ويريده عليه أن يؤدي واجبه أولا، هذا ليس صراعاً في الفضاء الالكتروني وليست معركة نتنابز فيها بالألقاب، هذه انتخابات المصير والمستقبل، وشعب مصر ما فر من معركة وما تأخر عن كتابة سطور المجد في صفحات المستقبل، الشعب الذي رفع راية التحدي في ثورة 30 يونيو العظيمة قادر علي أن يستكمل المشوار وينتصر وهو يتحدي التحدي. أعداء الوطن والكارهون والمزايدون والخوالف من مرضي القلوب والجيوب لا يتوقفون لحظة عن حربهم المسمومة ضد مصر وشعبها، يتمنون وهم آثمون أن ينجح مسعاهم الشيطاني لمنع شعب مصر من التوجه لصناديق الانتخاب، يكذبون كما يتنفسون لكنهم في غيهم مازالوا سادرين وعلي طريق الضلال سائرين، جربوا كل الحيل، انطلقت منظمات حقوق إنسانهم في الغرب لتطلق الأكاذيب عن مصر، استخدموا صحفاً ووكالات أنباء عالمية لترديد الشائعات، شاركت أبواقهم في الداخل بإطلاق حملات مقاطعة الانتخابات، ومن دويلة قطر وقاعدة تركيا الإرهابية انطلقت وسائل إعلامهم للتشكيك والتخويف والتخوين، عمل منظم انفقوا عليه المليارات داخل مصر وخارجها، وجاءت العملية الإرهابية الأخيرة بالإسكندرية ليكتمل مخططهم الجبان، مخطط إفشال الانتخابات الرئاسية والتشكيك في الشرعية، لكنهم نسوا أنهم يستهدفون شعب مصر، وأن مصر وشعبها أكبر من كل حيلهم المكشوفة وجرائمهم الخبيثة. الحقيقة أن الدولة قامت بواجبها والكلمة الآن أصبحت للشعب وحده، وواجبها هو بذل كل الجهود لضمان نزاهة الانتخابات وتوفير التأمين الكامل للمواطنين وهم يدلون بأصواتهم. ضمانات النزاهة أولها الإشراف الكامل علي كل العملية الانتخابية للهيئة الوطنية للانتخابات، هيئة مستقلة تماماً يرأسها القاضي الجليل المستشار لاشين إبراهيم وكل الأعضاء من القضاة الأجلاء، قضاة مشهود لهم بالنزاهة والحياد، مع الإشراف القضائي الكامل علي كل إجراءات الاقتراع والفرز بوجود قاض لكل صندوق، والسماح لكل منظمات المجتمع المدني محلية وأجنبية بمتابعة العملية الانتخابية في كل اللجان، والسماح لكل وسائل الإعلام مصرية وعربية وأجنبية بمتابعة الانتخابات، لتجري كل إجراءات الاقتراع والفرز علي الهواء مباشرة تحت سمع وبصر الشعب المصري وكل العالم، وتظل الضمانة الأهم للنزاهة هي المشاركة الكثيفة للشعب المصري، فهو صاحب الحق والكلمة ومشاركته تخرس كل ألسنة السوء وتقطعها. أما رجال الجيش والشرطة فمكانهم خارج جمعيات الانتخاب يوفرون الأمن والأمان ولا يتدخلون في العملية الانتخابية بأي شكل. هذا واجب الدولة تفعله راضية، وكل مؤسسات الدولة دورها الوحيد الاستجابة لطلبات الهيئة الوطنية للانتخابات وتنفيذها فوراً، لا أحد يملي علي الشعب إرادته ولا أحد يستطيع ذلك، لكن الجميع يتسابق لتوفير الأجواء الايجابية لتخرج جموع الشعب في أمان وتختار من تريد. تجربتنا الديمقراطية تسير علي الطريق الصحيح ومفتاح النجاح والمستقبل في يد الشعب وحده، والحقيقة أن الشعب وحده هو الذي يستطيع مواجهة كل التحديات التي تحيط بمصر وينتصر عليها، هذا الشعب الذي علم العالم منذ فجر التاريخ كيف يقرأ وكيف يكتب، هذا الشعب الذي عرف الأديان السماوية جميعاً ودافع عنها في وجه الطغاة وعتاة المجرمين، هذا الشعب القوي في سلامه والشجاع في مواجهته، هذا الشعب الذي يكرم الصديق ويعرف كيف يرد علي العدو، هذا الشعب لن يتأخر عن نداء وطنه، لن يتأخر عن نداء أمهات الشهداء، لن يتأخر عن نداء أولاده ومستقبلهم، واليوم سيصنع شعب مصر تاريخاً جديداً، وسيكتب بحضوره حروفاً من نور في دفتر أحوال الوطن. الحقيقة أننا لو لم نكن مصريين لوددنا أن نكون مصريين، ونحن بفخر تعودنا علي أن نرفع رأسنا فوق لأننا مصريون.. نحن أحفاد بناة الأهرامات والحضارة العظيمة، نعيد من جديد صنع الحضارة، رسالتنا للعالم كانت وستظل هي السلام، نعم السلام القائم علي العدل وهو السلام الذي يستحق الدفاع عنه، مصر لا تتآمر علي أحد ولا تقول في السر إلا ما تقوله في العلن، ولهذا يرد الله كيد من يكيد لمصر في نحره، ويرد شعب مصر الصاع صاعين لمن يريد له شرا ويتربص بمستقبله، والطوابير أمام صناديق الاقتراع ستكون حاسمة في معركة المستقبل. كل مصري يعرف دوره وواجبه، الجندي علي الجبهة والعامل في مصنعه والفلاح في مزرعته والموظف في مؤسسته، والطالب في جامعته، والمصلي في مسجده أو كنيسته، الكل يعرف دوره ويبذل جهده، وليس كثيراً علي وطننا ولا علي مستقبلنا ومستقبل أولادنا أن نتحمل ساعة أو ساعتين في طابور الانتخابات، هذا دورنا جميعاً، وواجبنا الذي نشرف بتأديته وحق وطننا علينا لا نتأخر عنه. منذ ثورة 25 يناير وصولا إلي ثورة 30 يونيو حتي اليوم ومصر تصنع مستقبلها وتواجه تحديات غير مسبوقة، تحديات استهدفت هدم الدولة وتقسيمها، وشهدنا أياما صعبة لا تغيب عن ذاكرتنا، أياماً ضاع فيها الأمن واحتلت الجريمة الشوارع ووصل فيها الإرهابيون إلي الحكم، أياماً تداعت فيها الدول علي مصر تريد تمزيق أرضها وتقسيم شعبها، وإرهاب جبان استهدف المصلين الأبرياء في المسجد والكنيسة، والمواطنين والأطفال في الشارع والحديقة، كما استهدف خير أجناد الأرض رجال الجيش والشرطة في كل مكان، رأينا الدماء بأعيننا ووضعنا أيدينا علي قلوبنا خشية علي بلدنا وحياتنا. الآن تجري انتخابات الرئاسة ومصر تدوس الإرهاب وتقتلعه من جذوره في العملية الشاملة »سيناء 2018»، تجري ومصر استعادت قوتها ومكانتها في العالم، تجري ومصر تسابق الزمن لتبني وتعمر وتنجز في 4 سنوات، ما كان يحتاج إلي 30 عاماً، وحتي لا تعود الأيام السوداء وحتي نحافظ علي النجاح الكبير وعلي الحلم وعلي الأمل، يجب أن نشارك في الانتخابات.. هي قضية مصير ومستقبل قبل أن تكون حقاً وواجباً. أبناء مصر يعشقون ترابها، أبناء مصر يضحون بحياتهم راضين من أجلها.. الشعب العظيم أكبر من كل المؤامرات وأقوي من كل التحديات، وأمام صناديق الانتخاب سنثبت للعالم من جديد أن مصر قادمة.