»الدم الذي يربط مصر والسودان عمره ما يبقي ميه».. هذه الحقيقة تجلت في الاخوة والحميمية التي اتسمت بها زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لمصر ومباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي. الكلمات المتبادلة سواء في المؤتمر الصحفي المشترك أو في احتفالية الأسرة المصرية التي اقيمت بالصالة المغطاة لاستاد القاهرة.. أكدت أن مصر والسودان وطن واحد تعود وشائجه وعلاقاته إلي أعماق التاريخ. هذه المشاعر الجياشة التي تربط الشعبين الشقيقين جسدها ما صدر عن الرئيس البشير انعكاسا لما استقبل به من حفاوة. قال إن انجازات مصر هي فخر لنا جميعا في الشطر الجنوبي من وادي النيل وأن قوة مصر هي قوة للسودان وأن قوة السودان هي قوة لمصر. أشار إلي أن مباحثاته مع أخيه السيسي تركزت حول كل ما من شأنه توطيد العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين. أضاف أن ما لاقاه من تكريم مبهر هو تكريم للسودان وشعبه. أعتقد أنه ليس من توصيف للعلاقات المصرية السودانية.. أجمل وأروع وأوضح مما نطق به لسان البشير. لم يكن غريبا أن يتأثر الرئيس السيسي بهذه الحرارة والاحاسيس الدافئة التي عبرت عنها كلمات البشير عاكسة ما يجب أن تكون عليه العلاقات بين دولتي وادي النيل وشعبيهما الشقيقين. من جانبه أكد الرئيس السيسي حرص مصر علي مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع السودان الشقيق من أجل ترسيخ التعاون واعطاء قوة ودفعة جديدة للعلاقات في جميع المجالات. قال إن ذلك يأتي انطلاقا من خصوصية العلاقات المشتركة. وفقا لنتائج المباحثات بين الرئيسين فإنها شملت أيضا كل ما يعزز أمن الدولتين بشكل خاص ويخدم الأمن القومي العربي بشكل عام. أكد علي أهمية التواصل والتشاور المستمرين لخدمة المصالح المشتركة في مقدمتها مشروعات الربط الكهربائي والنقل البري والجوي والبحري. في هذا الاطار وعلي ضوء أن نهر النيل هو شريان الحياة لشعبي وادي النيل فقد تم الاتفاق علي اقامة شراكة بين مصر والسودان وبالتعاون مع الأشقاء الاثيوبيين من أجل أن يعم خير النيل علي الجميع. إن من حق أبناء الشعبين المصري والسوداني أن يسعدوا ويفرحوا بهذا التقارب والالتحام الأخوي بين دولتي مصر والسودان.. باعتبارهما المحور والمسار الطبيعي لما يجب أن تكون عليه العلاقة بينهما. في هذا الإطار فإنه يجب ويتحتم عدم السماح بأي شكل من الاشكال ألا يكون هناك ما يمكن أن يُعكر صفو هذه العلاقات بطابعها الأخوي والاستراتيجي. من المؤكد أنه وفي ظل هذه الاجواء الايجابية للعلاقات بين البلدين أن يكون عائدها خيرا كثيرا لصالح الشعبين. تضافر الجهود والفهم المشترك ايمانا بهذه الحقائق والمبادئ والمصير الواحد هو السبيل للانطلاق إلي آفاق الازدهار والأمن والاستقرار للبلدين والشعبين.