سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس السيسي يؤكد من السودان: مصر لا تتدخل في شئون الآخرين .. القاهرة والخرطوم تواجهان نفس المصير المشترك .. وللرئيس البشير: أمنكم من أمننا و نستطيع أن نحقق آمال شعبينا
لجنة مصرية سودانية مشتركة برئاسة وزيري خارجية مصر والسودان لتسيير الأعمال ربط مصر والسودان بعدد من الطرق البرية والسكك الحديدية القاهرةوالخرطوم يجمعهما ملفات ورؤى في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك زيارة مهمة قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي السودان استمرت لمدة يومين، استقبله فيها الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من المسئولين الكبار في السودان، وذلك في أول زيارة رسمية للرئيس السيسي بعد تنصيبه رئيسًا للجمهورية للولاية الثانية له. والعلاقات المصرية السودانية علاقات راسخة وممتدة آلاف السنوات بحكم التاريخ والجغرافيا، كما أن الدين والثقافة واللغة عامل مشترك بينهم، لذلك تمثل السودان العمق الإستراتيجي للأمن القومي المصري وأيضا السودان، فمصر بالنسبة لها امتدادا جيوسياسي للخرطوم. وفور استقبال الرئيس السوداني للرئيس السيسي في الخرطوم، عقد الزعيمان جلسة مباحثات مطولة حضرها العديد من المسئولين الكبار في الدولتين لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو تنموية أو أمنية بالإضافة إلي توحيد الرؤى والمفاهيم في القضايا المشتركة والتي تهُم الجانبين سواء قضايا منطقة الشرق الأوسط أو ملفات القارة الإفريقية المختلفة. وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، جلسة مباحثات مع الرئيس السوداني "عمر البشير" في القصر الجمهوري بالخرطوم أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين وأعرب خلال المباحثات عن سعادته بزيارة السودان، مشيرًا إلى ما تعكسه هذه الزيارة التي تعد الخارجية الأولى له في الفترة الرئاسية الثانية من خصوصية العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين التي يجمع بين شعبيهما روابط ثقافية واجتماعية وطيدة ممتدة عبر السنين. وأشاد الرئيس بالتطورات الإيجابية المتواصلة في علاقات التعاون بين البلدين، مؤكدًا حرص مصر على مواصلة تطوير هذه العلاقات ودفعها نحو آفاق أوسع بما يلبي طموحات شعبي وادي النيل الشقيقين نحو السلام والاستقرار والتنمية. وأعرب الرئيس السوداني عن تقديره والشعب السوداني للعلاقات الأخوية التاريخية مع مصر وشعبها، مشيرًا إلى التاريخ المشترك ووحدة المصير التي تجمع بين البلدين والشعبين. وأكد الرئيس السوداني حرص بلاده على تعزيز وتفعيل أطر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات لاسيما الاقتصادية والتجارية بما يعود بالنفع على الشعبين ويلبي طموحاتهما التنموية، وأشار الرئيس البشير كذلك إلى تشابك مصالح البلدين وارتباط أمنهما القومي ما يؤكد أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة. وتطرقت المباحثات إلى سبل تعظيم التعاون الاقتصادي وتعزيز مختلف جوانب التعاون المشترك في مجالات البنية التحتية والنقل والزراعة والإنتاج الحيواني، وفي هذا الإطار وجه الرئيسان بتشكيل لجنة تسيير برئاسة وزيري خارجية البلدين وعضوية الجهات المعنية المختلفة لبلورة مشروعات محددة بجداول زمنية يتم الالتزام بها. فضلًا عن تكثيف الجهود لوضع ما يتم الاتفاق عليه موضع التنفيذ، وذلك في ضوء توافر الإرادة السياسية والشعبية وضرورة انعكاس ذلك على المستوى التنفيذي. وتناولت المباحثات تناولت كذلك استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد الرئيسان بالمستوى المتميز من التنسيق الاستراتيجي والسياسي والأمني بين البلدين، والذي يهدف للحفاظ على الأمن القومي لمصر والسودان ودفع جهود تحقيق التنمية والتعمير لصالح جميع شعوب المنطقة. وبعد انتهاء جلسة المباحثات، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب انتهاء مباحثاتهما المشتركة في العاصمة السودانية الخرطوم، خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس السيسي للسودان لمدة يومين. وشدد الرئيس خلال كلمته، أن السودان «تحظى بمكانة خاصة وأولوية متقدمة ومتميزة»، ليس له – "الرئيس"- فقط بل بالنسبة لكل مسئول مصرى وللشعب المصري وذلك لشعور المصري أنه عندما يزور السودان يشعر بأنه لم يخرج من وطنه ولم يغادر أرض بلاده. وأكد الرئيس على أنه زيارته للسودان بهدف التنسيق الكامل بينهم والسعى المستمر والدؤوب لدعم المصالح الإستراتيجية المشتركة بين الشعبين والدولتين فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والمائية والثقافية وذلك على سبيل المثال لا الحصر، مشددا على أن ما يربط بين مصر والسودان من علاقات ووشائج وتاريخ ووحدة في المسار يندر أن يتكرر بين أي دولتين وشعبين على مستوى العالم نحن لدينا مصير مشترك". وأعرب الرئيس السيسي عن التقدير لجهود السودان المخلصة لتسوية المنازعات الإقليمية وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والتى تعكس رغبة صادقة في تعزيز الاستقرار ورؤية واضحة لحقيقة ثابتة وهى أن أمن واستقرار وتنمية دول الجوار الإقليمى يعود بالنفع على كل الأطراف. وقال الرئيس السودانى عمر البشير، إن زيارة الرئيس السيسى للسودان تؤكد مدى حرصه على تعزيز العلاقات بين البلدين، لافتا إلى ان العلاقة بين البلدين تاريخية، مشيرا إلي أنه تم الاتفاق على إزالة كل العوائق التى تعرقل التكامل بين البلدين، مضيفا أنه تحدث مع الرئيس السيسي عن ضرورة الربط بين البلدين وزيادة عدد الطرق البرية وربط سكك حديد السودان بسكك حديد مصر. وفي ثاني يوم الزيارة، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في مقر إقامته بالخرطوم الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس جمهورية السودان رئيس مجلس الوزراء القومي، وذلك في ثاني أيام زيارة الرئيس للسودان. وأشاد الرئيس خلال اللقاء بنتائج مباحثاته مع الرئيس السوداني عمر البشير، مشيدًا بروح التعاون البناء بين الدولتين وحرص قيادتيهما على تعزيز العلاقات الثنائية وترسيخ الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، مؤكدًا أن نهج مصر دائمًا هو الحرص على استقرار السودان وتنميته إيمانًا بوحدة المسار والمصير التي تربط شعبي وادي النيل. وأعرب النائب الأول لرئيس جمهورية السودان رئيس مجلس الوزراء القومي خلال اللقاء عن تقدير السودان لمصر قيادة وشعبًا، مرحبًا بأن تكون السودان هي وجهة الرئيس الأولى خلال الفترة الرئاسية الثانية مثلما كانت أيضًا الوجهة الأولى له في عام 2014. وأكد الفريق أول بكري حسن صالح، حرص السودان الكامل على تفعيل جميع أطر التعاون المشترك بين البلدين واستثمار إمكانات البلدين الاقتصادية لتحقيق نموذجًا في الترابط والتعاون بين البلدين الشقيقين، كما شهد اللقاء تناولًا لسبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة وخاصة على صعيد التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري. وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي بعقد لقاء بمجموعة من كبار الشخصيات العامة وقيادات الأحزاب والقوى والتيارات السياسية المختلفة والمفكرين والمثقفين والإعلاميين، والذي شهده عدد من الوزراء السودانيين والمصريين. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن زيارته الحالية للسودان والتي تعد أولى زياراته الخارجية بعد الانتخابات الرئاسية جاءت لتؤكد قوة ومتانة العلاقات بين مصر والسودان، مشيرا إلى أهمية الحرص على تطوير تلك العلاقات وتقويتها وتفعيل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في ضوء وجود فرص واعدة لآفاق التعاون المشترك في أوجه ومجالات التعاون خاصة في ظل تشابه الظروف والأوضاع الاقتصادية في البلدين. جاء هذا اللقاء في ضوء حرص الرئيس السيسي على أن يلتقي بممثلين عن مختلف القوى والفعاليات السودانية ليطرح أمامهم رؤية مصر، بشأن تدعيم أواصر التعاون والتنسيق والتشاور مع السودان الشقيق، وتفعيل العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وأكد السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أنه من المقرر أن تبدأ لجنة التسيير المشتركة بين مصر والسودان اجتماعاتها الفنية بالقاهرة علي مستوى كبار المسؤولين الشهر المقبل لتقرر المشروعات المشتركة بين البلدين يعقبه اجتماع علي مستوي الوزراء في ذات الشهر. وتضم لجنة التسيير المشتركة برئاسة وزيري خارجية مصر والسودان التي تم اقرارها خلال القمة سوف تضم في عضويتها وزراء الري والزراعة والكهرباء والتجارة والصناعة والنقل والاتصالات والشباب والرياضة والثقافة".