شاءت الظروف أن أكون خارج الوطن خلال الأيام الماضية حيث تواجدت في العاصمة الالمانية برلين لمتابعة بورصتها الدولية للسياحة. عشت أياما رائعة مع الوفد المصري المشارك في هذا الحدث الذي يعد الأضخم في العالم للترويج والتسويق السياحي. شاركته الشعور بالتفاؤل بمزيد من الانطلاق للسياحة.. صناعة الأمل في مصر. عاصرت في هذه الفترة استعدادات السفارة المصرية تحت قيادة السفير بدر عبدالعاطي لعملية اجراء التصويت بين أبناء الجالية المصرية الكبيرة المنتشرة في برلين وكل المدن الالمانية. لقاءاتي واحاديثي مع بعض أفراد هذه الجالية جعلتني أشعر بمدي ما يتمتعون به من وعي بشئون الوطن ومعايشتهم لكل خطوات مسيرته. إنهم يشعرون بالاعتزاز والاعجاب بما تحقق من انجازات علي مدي السنوات الأربع الماضية التي أعقبت ثورة 30 يونيو 2013. عبروا عن هذا الاحساس الذي سيطر عليهم بالحماس لانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي لاستكمال هذه المسيرة. إنهم يرون أن هذا الحراك الوطني لهذه القيادة استهدف رخاء وازدهار مصر. أبدوا تقديرهم لسياسات الرئيس الخارجية الحكيمة التي تتفق وقيم ومبادئ مصر. تحدثوا عن أن عائدها تمثل في الاستحواذ علي ثقة المسئولين في ألمانيا. أدي ذلك إلي تنامي الصداقة والعلاقات مع هذه الدولة المتقدمة بما تمثله من قوة اقتصادية وسياسية مؤثرة في الاتحاد الأوروبي. وقبل اليوم الأول لبدء العملية الانتخابية بسفارة برلين كان مخططا لي أن أتوجه إلي بلجراد عاصمة صربيا حاليا ودولة يوغسلافيا الاتحادية قبل تفككها. أمضيت بها الأيام الثلاثة المخصصة للتصويت. ورغم قلة أعداد الجالية المصرية مقارنة بألمانيا فإنها كانت شريكة في الحماس والوعي. تجسد ذلك في جاهزية الاستعدادات داخل السفارة المصرية لتسهيل عملية التصويت التي اتسمت باقبال كل أعضاء الجالية. جرت العملية الانتخابية وفق تعليمات اللجنة القضائية للانتخابات المرسلة للسفارة عن طريق الإدارة المعنية في وزارة الخارجية. هذه الاجراءات أتاحت لنا الادلاء بأصواتنا في اللجنة الانتخابية التي رأسها سفيرنا في صربيا عمرو الجويلي. تم ذلك في مبني السفارة الذي يعود اختياره للزمن الجميل للعلاقة القوية التي جمعت بين الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والزعيم اليوغسلافي الراحل جوزيف تيتو أحد ثلاثي تأسيس حركة عدم الانحياز مع الزعيم الهندي الراحل جواهر لال نهرو. اليوم الأول للتصويت شهد اقبالا رغم انه يوم عمل واستمر عمل اللجنة الانتخابية في مهمتها من الثامنة صباحا حتي الساعة التاسعة مساء. أما يوم السبت أمس فقد شهدت اللجنة توافد جانب كبير من أعضاء الجالية المصرية والزوار الذين حرصوا علي أداء الواجب الانتخابي. جاء ذلك نتيجة تواصل السفير عمرو الجويلي معهم قبل اجراء العملية الانتخابية وايمانا بأهمية المشاركة في صنع المستقبل الواعد لوطنهم. عبّرت الجالية المصرية عن مساندتها ودعمها لمسيرة وطنها من خلال مشاركتها في العملية الانتخابية لرئيس جمهورية بلادهم. الحقيقة ان ما شاهدته ولمسته سواء في ألمانيا أو صربيا إنما يؤكد مباركة وتأييد أعضاء الجاليتين لحفظ وارساء دعائم الاستقرار والتنمية والنهضة ومباركتهم التخطيط له لصالح المرحلة القادمة. هذا التوجه ليس إلا انعكاسا لمشاعر كل المصريين في الداخل والخارج مدفوعين بوعيهم السياسي الوطني المتمثل في أداء الواجب الانتخابي. إنهم يدركون ويعلمون ان مشاركتهم بالتصويت في الانتخابات الرئاسية هي خير رد علي مزاعم وتربص كل الاعداء والمتآمرين والكارهين الذين يتربصون بالوطن المصري.