في استراحة جمعتنا اليوم نعيش مع جزء من رحلة رسول الله في الإسراء والمعراج، حينما وصل النبي صلي الله عليه وسلم إلي سدرة المنتهي أوحي إليه ربه: يا محمد، ارفع رأسك وسل تُعط. قال: يا رب؛ إنك عذبت قوما بالخسف.. وقوما بالمسخ.. فماذا أنت فاعل بأمتي؟ قال الله تعالي:(أنزل عليهم رحمتي.. وأبدل سيئاتهم حسنات.. ومن دعاني أجبته.. ومن سألني أعطيته.. ومن توكل عليَّ كفيته.. وأستر علي العصاة منهم في الدنيا.. وأشفعك فيهم في الآخرة.. ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم، يا محمد إذا كنت أنا الرحيم وأنت الشفيع.. فكيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع؟!). سبحانك يا رب ما أعظمك، وما أرحمك.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، يَقول إبليس لله عز وجَل:»وعزتك وجلالك لأغوينهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم»، فيقول الله عز وجل: »وعزتي وجلالي لأغفرن لهم ماداموا يستغفرونني».. أليس من الواجب علينا أن نردد كلمة أسْتغفِر الله.. أستغفر الله.. أستغفر الله؟ أكثروا من الاستغفار فإنه يرطب الفم واللسان ويزيح الهموم وهو مفتاح الجنة. ومن صفات أهل الجنة أنهم إذا دخلوا الجنة ولم يجدوا أصحابهم الذين كانوا معهم علي خير في الدنيا، فإنهم يسألون عنهم رب العزة، قائلين: »يارب لنا إخوان كانوا يصلون معنا ويصومون معنا لم نرهم» فيقول الله جل وعلا: اذهبوا للنار وأخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.. هكذا يشفع الصديق لصديقه، يقول الحسن البصري - رحمه الله - استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة، الصديق الوفي هو من يمشي بك إلي الجنة. ولهذا يروي عن ابن الجوزي رحمه الله قوله: إن لم تجدوني في الجنة بينكم فاسألوا عني فقولوا: يا ربنا عبدك فلان كان يذكرنا بك، ثم بكي. وأنا أسألكم إن لم تجدوني بينكم في الجنة فاسألوا عني.. لعلي ذكرتكم بالله ولو لمرة واحدة. دعاء: اللهم إنا نسألك رفقة خيرٍ تعيننا علي طاعتك، وأدِم اللهم علينا تآخينا فيك إلي يوم لقاك.