أنفاق القناة عبور جديد إلي أرض الأنبياء مشروع عمراني متكامل من الإسماعيلية الجديدة إلي بئر العبد بتكلفة 100 مليار جنيه شراء الحفارات الأربعة لتوطين التكنولوجيا.. وأنفاق جديدة ستغير وجه القاهرة الدولة تخلد الشهداء.. وفي الجنة هم أحياء يرزقون كيف نجحت الدولة في تشغيل 3.5 مليون مواطن في المشروعات القومية؟ بعد 44 عاماً كاملة علي نصر أكتوبر العظيم، وجدت شمس التنمية طريقها لتشرق في أرض سيناء الطاهرة. يوم 6 أكتوبر 1973 عبر الجيش المصري بالشعب والأمة العربية من الهزيمة إلي النصر، ويوم 23 ديسمبر 2017 عرفت مصر عبوراً جديداً إلي سيناء، والحفارات العملاقة تشق طريقها أسفل القناة وتحمل معها شمس التعمير إلي الضفة الشرقية. منذ نصر أكتوبر العظيم لم تعرف سيناء تنمية حقيقية، توقف الأمر عند مجرد تنمية سياحية لجنوبها ومصنع أسمنت بوسطها ومشروعات صغيرة متفرقة بشمالها، الحديث عن التنمية والتعمير لم يتجاوز أوراق الصحف ووعودا علي لسان الحكومات المتعاقبة لم تتحول إلي خطط أو برامج عمل، ووسط هذا الفراغ كان طبيعيا أن يجد الإرهاب له موطئ قدم، إرهاب وفر له الإخوان الأمن والمأوي بعد ثورة 25 يناير، ووجد فيه كل كاره وحاقد علي مصر ضالته لمحاولة نشر الخراب وتعطيل الانطلاق إلي المستقبل. منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الحكم كانت تنمية سيناء وتعميرها هدفاً لا يجوز الحياد عنه، وغاية يجب بذل كل جهد في سبيل تحقيقها، الرئيس السيسي لا يعرف غير العمل طريقا لتحقيق الأحلام، عمل وفقا لخطط دقيقة مدروسة وبأيد مصرية، فكان أن تم وضع الخطط الكاملة للتنمية والتعمير من الشمال إلي الوسط والجنوب.. بالتوازي مع خطط القضاء علي الإرهاب ودفنه تحت رمالنا المحرقة. سيناء أرض الأنبياء، فيها كلم الله نبيه موسي وعلي أرضها الطاهرة عبر سيدنا عيسي والسيدة مريم العذراء، ومنها دخل القائد عمرو بن العاص مصر لينشر رسالة الإسلام والسلام، سيناء ملتقي الحضارات ونقطة التقاطع بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، سيناء مطمع الغزاة التي شهدت أعظم انتصارات خير أجناد الأرض في حرب أكتوبر العظيمة، سيناء ما كان يجب أن تغيب عن خطط التعمير، لكنها غابت طويلاً.. وحان الوقت لبنائها بعرق وسواعد المصريين بعد أن ارتوت رمالها بدمائهم الطاهرة. خطط التعمير بدأت بمشروعات قومية عملاقة مع حفر القناة الجديدة لتيسير عبور السفن والناقلات، وانطلاق العمل بالمنطقة الاقتصادية للقناة لتجذب الاستثمارات والتنمية والتعمير علي ضفتي القناة، مع شبكة طرق عملاقة تجعل الانتقال سهلا والحياة يسيرة. وعندما فكرت الدولة في حفر الانفاق الأربعة أسفل قناة السويس كان الرئيس السيسي سابقاً لعصره كعادته، لم يفكر في الاستعانة بشركات أجنبية تحضر الحفارات وتحفر الانفاق ثم ترحل، كما حدث ويحدث في مشروع مترو الأنفاق، وكان القرار بشراء الحفارات الأربعة من الشركة الألمانية المتخصصة.. وإلي هناك سافر المهندسون المصريون حيث تم تدريبهم، علي عملية نقل وتوطين للتكنولوجيا الحديثة، وخلق وتدريب أجيال جديدة قادرة علي استخدام أحدث التكنولوجيا في البناء والتعمير، وخلال شهرين فقط كان الاتفاق قد تم والحفارات وصلت إلي مصر، وبأيد عاملة مصرية 100٪ انطلق العمل بعد منتصف 2016 لحفر الانفاق الأربعة في نفس التوقيت، وقبل مرور عام ونصف العام كان الشعب المصري يشاهد الحفار العملاق وهو يصل إلي شرق القناة، اعجاز وانجاز ما كان ليتحقق إلا بأيد مصرية، وهل هناك من يشك الآن في قدرة الشعب المصري علي تحدي التحدي وصنع المعجزات؟، وفي احتفالنا القادم بثورة 30 يونيو العظيمة سيكون موعدنا مع عبور السيارات لتحمل البشر والخير من وإلي سيناء، من الانفاق الأربعة بالإسماعيلية وبورسعيد. في نفس الوقت كان الرئيس يفتتح كوبري الشهيد العقيد البطل أحمد منسي، وكوبري الشهيد الجندي البطل أبانوب جرجس، ليساهما فوراً في نقل البشر والبضائع بين سيناء ومدن القناة.. دفع الشهيدان حياتهما بكل رضا وبطولة فداء لمصر وشعبها وترابها، فكرمهما وطن لا ينسي أولاده ولا يغيبون عن ذاكرته، الشهداء في الجنة عند ربهم أحياء يرزقون.. وفي قلوب أبناء الشعب أحياء لا يغيبون. عندما وصل الحفار العملاق إلي الضفة الشرقية للقناة لم يصل إلي صحراء جرداء، لكنه وصل إلي مدينة الإسماعيلية الجديدة التي تم بناؤها بأيد مصرية وفي وقت قياسي كالعادة، مدينة تستوعب 52 ألف أسرة و400 ألف مواطن، 52 ألف شقة جاهزة وفق أحدث التصميمات العمرانية مع المدارس والمستشفيات ومركز الشباب وكل الخدمات المطلوبة لحياة كريمة متكاملة تليق بأبناء هذا الشعب، وكان إعلان الرئيس السيسي عن الانتهاء من التصميمات العمرانية لمناطق إسكان وخدمات متكاملة، ستمتد من الإسماعيلية الجديدة إلي بئر العبد وبتكلفة 100 مليار جنيه، والتنفيذ سيبدأ وينتهي خلال عامين أو ثلاثة علي أقصي تقدير.. ملايين من أبناء الشعب سيجدون هناك فرصة العمل المناسبة والحياة الكريمة التي تليق بهم، سيناء لن تظل صحراء جرداء وبسواعد وعرق أبناء الشعب تفتح بابها لملايين المواطنين للعمل والحياة، هي ليست تمنيات أو أحلاما.. لكنه واقع يتم كتابة سطوره كلي يوم فوق أرض المجد والشهداء. المشروع سيمتد من الإسماعيلية الجديدة إلي بئر العبد، المدينة الجميلة التي ضرب الإرهاب أهلها الركع السجود وهم يصلون في مسجد الروضة، فسقط 310 شهداء، وغداً سيجد 310 آلاف مواطن طريقهم للحياة هناك، في كل ميدان ننتصر علي الإرهاب، والتنمية والتعمير ضربة قاضية لقوي الشر التي لا تريد الخير لمصر. ومن الإسماعيلية أعلنها الرئيس قوية مدوية فكلنا وأنا أولهم مستعدون للتضحية دفاعاً عن كل ذرة من تراب هذا الوطن، رسالة بعلم الوصول.. مصر تعمر أرضها ولن تفرط في ذرة تراب منها، الشعب الذي لا يطمع إلا في كرم الله وتوفيقه لا يتآمر ولا يطعن أحدا في الظهر.. شعب يبني ويعمر لكنه يعرف كيف يدافع عن أرضه وعرضه. إخوان الإرهاب في سنة حكمهم السوداء فتحوا الباب للحديث عن التنازل عن جزء من أرض سيناء، الخونة كانوا مستعدين لبيع تراب الوطن ودم الشهداء، الآن يعرف القاصي والداني أن هذا ليس مجالا لحديث أو كلمة واحدة.. نموت كلنا ولا أحد يمكنه أن يمس أرضنا، والتعمير خير رد علي خونة الوطن. ومن هناك خرجت رسالة الرئيس للشعب قوية، لا تخافوا ولا تقلقوا من أي تهديد خارجي، الجيش سيرد بكل عنف وبقوة غاشمة علي الإرهاب الجبان، الجنود الشرفاء سيدوسون فوق جماجم أبناء إبليس بالبيادة، سيرسلونهم إلي جهنم وبئس المصير.. ووقت النهاية اقترب، نجحت مصر في حصار الإرهاب داخل 5 كيلومترات من كل أراضي شمال سيناء الشاسعة وستقتلعه من جذوره، أبطال الجيش والشرطة لن يعرفوا طعما للراحة قبل أن يقتلعوه من كل شبر فوق أرض وطننا الطاهر. ولأن الرؤية متكاملة والبناء لا يتوقف، لن تتوقف الحفارات الأربعة عن العمل بعد الانتهاء من شق انفاق القناة، سيتم نقلها إلي القاهرة وبعدها مدن أخري، وستساعد في شق انفاق مترو الانفاق، وفي شق انفاق جديدة بمناطق الازدحام بالقاهرة، أنفاق ستمنح نفسا جديدا للملايين بالعاصمة.. وستساهم في تيسير الحركة والحياة عليهم ومساعدتهم علي العمل والانجاز. الرسالة واضحة.. العمل لم ولن يتوقف والتعمير والبناء سيستمر وسيصل إلي كل ربوع الوطن من بحري للصعيد ومن سيناء لمطروح، المشروعات القومية العملاقة ستتواصل.. مشروعات يعمل بها 3.5 مليون مصري ويحصلون علي دخل يساعدهم علي الحياة الكريمة، لم يكن أحد يعرف عنهم شيئاً أو يفكر فيهم، كنا نراهم عمال تراحيل يبحثون عن اليومية ولقمة العيش، الآن استوعبتهم المشروعات القومية، يشاركون في البناء ويعيشون حياة كريمة. الدولة لا تنسي أولادها، تعمل لتوفير فرص العمل والحياة الكريمة لهم، ووصول معدل النمو في الربع الأول من هذا العام إلي 5.2٪ لأول مرة منذ 5 سنوات، يؤكد ان الدولة تسير علي الطريق الصحيح، البنيان يرتفع والمشروعات القومية حولت شبه الدولة إلي دولة قوية تؤثر في عالمها ومحيطها العربي وتقوده إلي الأمام. واجهت مصر مؤامرة كبري استهدفت حياتها ووجودها ومستقبلها، ومع الرئيس السيسي تسير إلي المستقبل مرفوعة الرأس واثقة الخطي.