ليس بالمواجهات والمطاردات الأمنية وحدها - رغم أهميتها القصوي - يتم التصدي للتنظيمات الارهابية والفكر المتطرف الذي يقف وراءها.. السلاح الأمضي دائما والذي يعد عنصرا أساسيا في عملية اقتلاع هذه الآفة من جذورها.. يتجسد في تعاظم جهود بناء الدولة المصرية لدفعها الي آفاق التقدم والازدهار. هذا الذي أقوله يستند الي حقيقة أن ما تعمل من أجله هذه الفئة الضالة هو ان يستمر تخلف الدولة المصرية وأن يظل الشعب المصري فريسة للتدني في كل متطلبات الحياة الحديثة. خدمة هذا الهدف هو ما يدفع معظم التنظيمات الارهابية الي ارتكاب كل جرائمها سعيا إلي تعطيل الدولة المصرية وإلهائها عن تحقيق آمالها. يضاف الي ذلك فان هذا الارهاب الأسود يسعي الي منع الشعب المصري بالتخويف والترويع عن البذل والعطاء والعمل باعتبارهما الوسيلة لتحقيق الحياة الكريمة التي ينشدها. أصحاب هذا الفكر الارهابي يلجأون الي رفع لواء الدين ليس إيمانا أو تقربا ولكنهم يستخدمونه للتأثير علي افئدة أفراد الشعب المرتبطين بدينهم وتعاليمه. ان ما يدل علي عدم صدق توجهاتهم ان كل الجرائم التي يرتكبونها ينهي عنها الدين باعتبارها ضد مبادئه وتعاليمه. علي هذا الأساس فإن تصدي الشعب لهذه الآفة - التي تكشف ممارساتها حقيقتها واخطارها - لا يحتم ألا يقتصر هذا التحرك الشعبي علي الوقوف الي جانب الدولة داعما ومساندا لجهودها الأمنية. ان واجبه الأكثر تأثيرا هو استمرار وتعاظم طموحاته وطرق كل السبل التي تقوده الي تحقيقها. الشعب يحتاج لانجاز هذه المهمة.. للاصرار والتحدي. هذا الاسلوب في التعامل سوف يعُظم في نفس الوقت حالة اليأس والاحباط لدي هؤلاء الارهابيين وكل الاعداء المتربصين. في هذا الاطار فانه لم يعد يخفي علي احد.. إن ما يحدث هو نتيجة للفشل الفاضح في حكم مصر.. الذي صاحب تجربة جماعة الارهاب الاخواني المحرض والممول والمخطط للارهاب. الشيء المؤكد أن كل ذلك كان ومازال الدافع الرئيسي وراء الجرائم الخسيسة التي يتم ارتكابها ضد مصر دولة وشعبا. اذن وانطلاقا من هذه الحقيقة التي تفضي إليها كل تحليلات الخبراء.. فان انتصار مصر وشعبها في الحرب ضد هذا الارهاب الاسود.. يتطلب من الحكومة والدولة والشعب بذل كل مايمكن من أجل استمرار مسيرة البناء. تحقيق هذا الهدف سوف يجعل عصابة الشر والارهاب فريسة لليأس والاحباط وهو ما يُسهل ويُسرع القضاء عليها ونحن نردد.. موتوا بغيظكم.