لا أنكر الظروف الغاية في الصعوبة المتمثلة في هذه الأجواء الحزينة التي أفرزتها جريمة اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات. فداحة هذه الخسارة جعلت الوجوم والاحساس بالصدمة يسودان كل الأوساط الشعبية. ان استهداف النائب العام بالاغتيال ما هو إلا تصعيد خسيس ضد الشعب. هذه الجريمة تعكس فكر جماعة الإرهاب الإخواني القائم علي صلب المباديء التي تأسست وترعرعت عليها. انها مرحلة جديدة من تعظيم عدائها للشعب المصري واضافة المزيد من البراهين عن دورها في تشويه الدين الإسلامي الذي محوره السماحة والموعظة الحسنة. لا يخفي علي أحد أن الهدف من وراء هذا العمل الجبان هو اشباع التعطش إلي ترويع هذا الشعب وتعطيل مسيرته نحو الحياة الكريمة التي تتوافق مع مكانة مصر وتاريخها. إن أعضاء هذه العصابة يتوهمون ان ما يقومون به قد يعيد إليهم ما خططوا له بالتآمر والعمالة منذ ما يقرب من تسعة عقود. كل هذه الآمال تحطمت علي صخرة حقيقة جهلهم وخداعهم وتضليلهم وفشلهم في الاستجابة إلي تطلعات الشعب المصري عندما نجحوا في السطو علي حكم مصر. فشلهم في الاستحواذ علي ثقة الشعب الذي كشف حقيقتهم ورفض التجاوب مع الحملات المغرضة وضغوط الحلفاء من القوي الخارجية من أجل مساعدتهم للقيام بتدمير الدولة المصرية. هذا الواقع اصابهم بحالة من الاحباط واليأس جعلتهم يلجأون إلي استراتيجية الإرهاب التي تربوا عليها وقامت عليها مبادئهم وفلسفتهم. ليس من وسيلة لمواجهة هذه النزعة الإرهابية السوداء التي تُجسد اصابتهم بلوثة جنونية.. سوي الحسم والحزم في مواجهتهم والاعتماد علي القوانين التي تحقق العدالة الناجزة. لابد من المزيد من تعاظم مشاركة أجهزة الدولة وكل قطاعات الشعب الذين يهمهم سلامة وأمن الدولة المصرية للتصدي لهم. لا مجال هنا للعواطف أو الأيدي المرتعشة والاداء القاصر وعمليات «المماينة» سواء من خلال ضعف الاجراءات أو التخلف عن اصدار القوانين الواجبة أو الجنوح لامساك العصا من النصف. إن الأمر جد خطير بعد ان كشف المنتمون للجماعة الإخوانية عن وجههم القبيح الحقيقي العاشق لسفك الدماء وبالتالي فإنه لم يعد يتحمل أي تردد في التصدي لهم بكل الوسائل. أنهم أصبحوا مثل الوحش الجريح وهو ما يتطلب الايمان الراسخ بأن لا سبيل لمواجهته سوي القضاء عليه واجتثاثه من الجذور. علي أعضاء هذه الجماعة الإرهابية ان يدركوا ان القانون له اظافر وانياب وقادر علي الفتك بهم وتصفيتهم. إن ما قاموا به ضد رجال القضاء -الذين يفعّلون شرع الله في الأرض - والمتمثل في اغتيال النائب العام ما هو إلا إضافة جديدة لقائمة الجرائم التي ارتكبوها علي طول تاريخ جماعتهم الإرهابية. إنه اثبات وبرهان قاطع علي صحة كل التهم الموجهة إليهم والتي يتم محاكمة قياداتهم وزملائهم بارتكابها في حق مصر وحق الشعب المصري. إن هذا السلوك الاجرامي الهمجي يمثل دعوة لكل من علي أرض مصر لمطاردتهم وتبرير كافة الخطوات التي تكفيهم شر هذه الجماعة الإرهابية وأذنابها. من المؤكد أن جريمة اغتيال النائب العام سوف تزيد من غضبة وحنق الشعب المصري علي هذه الجماعة الإرهابية. انها ولا جدال دليل ادانة جديد علي الضلال الذي يقودها ويتملك سلوك أفرادها. انهم يفعلون ما نهي الله عنه بتآمرهم علي حياة المسلمين وعلي كل ما يؤدي إلي تخلفهم وسقوطهم في براثن التبعية للقوي الخارجية.. وإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبي الله ونعم الوكيل.