عندما استيقظت من يومها دعاها إحساس داخلي قوي بتغيير طقسها اليومي في إفطارها فذهبت إلي مكان لأطباق قديمة ومدت يدها وأمسكت بواحد دون أن تنظر إليه إلا بعد أن وضعت به البيض المقلي وحين شرعت بتناول أولي لقيماتها وقع بصرها علي الطبق فعادت بذاكرتها لمواقف قديمة كان النسيان قد طوي صفحتها.. كانت وابنة خالتها كأختين تعيشان في شقتين متقابلتين تمشيان سويا لمدرستها وبعد انتهاء اليوم تعبر الطريق لمدرسة ابنة خالتها وتعودان.. الغداء غالبا ما تتناولانه في أي من الشقتين.. المذاكرة ومشاهدة التليفزيون والخروج أيام الإجازات ومقابلة الصديقات تتم في إطارهما لاتنفصل إحداهما عن الأخري أبدا حتي الزيارات فبصحبة الأهل معا ..تلك كانت وتيره حياتهما حتي تخرجت ابنة الخالة ووفقت لعمل وكانت هي لاتزال بسنوات الدراسة مرضت أمها وتوفيت وخيم الحزن علي العائلة وتمت خطبة ابنة الخالة.. وبعد تخرجها وعملها خطبت لزميل لها وصادف أن اشترت ابنة خالتها مجموعه أطباق نالت إعجابها الشديد فطلبت أن تشتري لها مجموعة وبادرت بدفع الثمن فأخبرتها أن الدفع عند الاستلام حان وقت زواجها فسألتها عن الأطباق فكان ردها بصراحة لن أعطيها لك لأني أود الاحتفاظ بها..تعجبت من الموقف وتساءلت كيف استطاعت أن تفعل مافعلت ..اختارت الصمت وجابت كل المحلات بحثاعن مثلها فلم تجد أثرا يذكر وبعد زواجها بسنوات ذهبت وزوجها وأولادها للمصيف ويالكرمك ياالله وجدت الأطباق أمامها بأحد المحال الكبري اشترت مجموعتين وعادت سعيدة بها استعملتها حتي تكسر معظمها وبقي القليل منها احتفظت به حتي اجتاحتها الذكري.. نظرت للطبق فإذا بالبيض تجمد ولم يعد صالحا للأكل.