سيدتي : تملكني اليأس أسابيع طويلة وظننت أنك لن تردي علي مشكلتي.. إلي أن قرأت اسمي في ردودك القصيرة وطلبت مني إعادة الكتابة لسوء الأسلوب الذي جعلك لم تتمكني من التواصل معي.. فعادت إلي السعادة والأمل في أن أجد من يمد لي يد العون والتي أنا في أمس الحاجة إليها. عمري الآن 25 عاماً وما أعانيه بدأ منذ 6 سنوات وقتها توفيت أمي وبعد وفاتها تمت خطبتي علي ابن خالتي بناء علي وصيتها.. كنت في الثانوية العامة وقتها ولا أعرف غيره ثم نجحت ودخلت كلية الحقوق.. كان خطيبي يتقرب مني ومن حياتي حتي سيطر علي كل شيء.. أقنعني أنه لا أحد يحبني مثله ولا أحد يتمني لي الخير حتي أهلي وأخواتي.. قطعني عن أهلي وأصدقائي كنت أري الدنيا بعينه ثم طلب مني عدم استكمال دراستي.. وافقت علي كلامه فمنه كنت أتعلم أي شيء وكل شيء.. ثم حدثت مشادة كلامية بينه وبين والدي.. وطلب مني أن اترك البيت واذهب عندهم ببيت خالتي.. وفعلاً نفذت ما قاله وأقمت لديهم شهرين لم أتصل بوالدي ولم يتصل هو بي.. بعدها ذهب خطيبي لوالدي ليطلب عقد القران لكنه رفض بعد أن وصلته أخبار سيئة عن ابن خالتي وخطيبي أشياء لم أكن أعلمها.. واجهني والدي بها وأقنعني بعد أن أتعبته حتي وافقته الرأي ولم ارتبط به.. كانت هناك أمور تحدث بيني وبين ابن خالتي وخطيبي لم أكن أفهمها فهي أشياء غريبة علي لأن والدتي ماتت وأنا صغيرة ولم أجد من يفهمني.. أو يعلمني الصواب من الخطأ. ابتعدت عن ابن خالتي بعد فسخ الخطبة وعدت لبيت أبي.. واستكملت دراستي وتقدم لي الكثير من العرسان.. لم أوافق عليهم لعقدتي مما كان يفعله معي ابن خالتي.. بعد ذلك بفترة تعرفت علي شاب وكان ذلك بعد تخرجي واستلامي لعملي تمسك بي وتقدم لوالدي أكثر من مرة.. وقام بمراقبتي حتي تأكد أنني علي خلق.. ومتدينة وملتزمة بالصلاة والحجاب.. أحببته جداً وتأكد لي أن حبي لابن خالتي لم يكن إلا سراباً.. تمت خطبتي عليه وكانت سعادتي تصل لعنان السماء.. إلا أن فرحتي هربت سريعاً مني بعد أن علم أهل أمي.. حدث ما لم يكن في الحسبان اتصل بي ابن خالتي أخبرني أنني لا أصلح زوجة إلا له وحده.. وأنني زوجته أمام الله وأن زواجي من غيره فيه هلاكي.. ظننته يهددني فقط لا غير.. وذهبت إلي الطبيب وتأكدت وانهرت بعد أن علمت بالحقيقة.. لقد كان كلامه صحيحاً فقد فقدت غشاء بكارتي.. وأسقط في يدي.. ماذا أفعل؟ لقد تعلقت بخطيبي ولا أقدر علي الابتعاد عنه.. فهو نور حياتي.. وفي نفس الوقت لا استطيع مصارحته ببلواي فهو لم يرتبط بي إلا لأخلاقي وأدبي اللذين لمسهما بنفسه. الموقف صعب جداً.. خصوصاً بعد تحديد ميعاد الزواج في أغسطس القادم.. إنني لا أجد أمامي إلا الانتحار ولا أقولها هزلاً.. لكنه الحل الوحيد فأنا لا أريد ظلم خطيبي الذي أعطاني كل شيء ولم يقدم لي إلا كل خير.. فكيف أوجه له هذه الطعنة وألقي به في هذا المصير.. أرجو ردك سريعاً. عزيزتي: قد يستطيع المرء أن يخدع الناس بعض الوقت لكنه لن يستطيع أن يخدعهم كل الوقت.. وأنت لا تخدعين الآخرين بما تحاولين قوله والتدليل عليه لكنك تخادعين نفسك.. فعمر تسعة عشر عاماً قد لا تفهم مكر رجل يحاول أن يظهر الناس جميعهم كارهين لها يفرق بينها وبين أهلها.. أما أن يفعل معها أفعالاً كالتي تحدث بين زوجين دون أن تأخذ بالها أو تفهم.. فهل هناك عاقل يصدق هذا؟! تسعة عشر عاماً لست طفلة. إنك واعية تماماً ومخطوبة وغير فاقدة للأهلية.. أنت يا صديقتي مخادعة صغيرة وكاذبة أيضاً ولعوب فمن تترك بيت أهلها وتقيم لدي خطيبها شهرين لايقنعها والدها بحديث عابر عن سوء خلق هذا العريس.. أنت تتلاعبين بالشباب وما لا أدريه ما الذي تريدينه من الكتابة إلي وأي نصيحة تطلبين وأي تهديد جاد بالانتحار تلوحين لو كنت صادقة ما كتبت ثلاث رسائل وكأنك ترجوننا بأن نمسك في ذيلك ونستحلفك بألا تفعلي هذا.. نحن لن نقول ولن نفعل.. لكن نخلص ضمائرنا من الله ونقول لك كفي عن عبثك وتزوجي بمن فرطت معه في شرفك فأنتما من نفس النسيج البشري وأظن أنكما أفضل زوجين فالطيبون للطيبات.. والخبيثون للخبيثات.. وأكم من بنات ونساء خدعن أنفسهن بأنهن الشريفات العفيفات وقد ضحك عليهن ليبررن الخطيئة ويمسدن علي ضمائرهم.. والحقيقة أن للناس أعين وعقول ولن تخدعيهم.. ليس أمامك إلا هذا أو البوح لخطيبك الحالي فإن غفر لك.. فأخلصي له وكوني زوجة فاضلة وإن لم يفعل فتأكدي أنك لا سبيل لك غير الزواج من ابن خالتك حتي وإن طلقت بعدها فتصبحين مطلقة بدلاً من لعوب.